للبيت ربّ يحميه
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

للبيت ربّ يحميه!

المغرب اليوم -

للبيت ربّ يحميه

بقلم : جمال بودومة

قليلون كانوا يعرفون أن الشاب الثوري القديم، الذي نسميه “أوطم”، يملك منزلا في حي الليمون بالرباط، طُرد منه قبل خمسة وثلاثين عاما، كما يطرد المراهق المتمرد من بيت العائلة!
لولا عزم الحكومة إلحاق مقر “الاتحاد الوطني لطلبة المغرب” بوزارة الشباب والرياضة لما انتبهنا لذلك، ولو كنا نعرف أيام كنا طلابا حانقين، لما ترددنا في إنزال ضخم من كل الجامعات المغربية لنحرر مقر منظمتنا الأسطورية من قبضة “النظام اللاشعبي اللاوطني اللاديمقراطي”، وهو اسم “الدلع” الذي كنا نطلقه على “المخزن” خلال سنوات الثورة، التي حاولت القفز مرارا خارج أسوار الجامعة، لكنها تعثرت وتكسرت أضلاعُها وأحلامُ جيل كامل من الراديكاليين.
في تلك السنوات المجنونة، كنّا مشغولين بما يحدث في فلسطين وأفغانستان وكوبا الأبية وبمواجهة “الزحف الظلامي” على “الحرم الجامعي”، أكثر من انشغالنا ببناية شمّعتها السلطات في ظروف غامضة، بعد أن “فشل” المؤتمر17 لـ”الاتحاد الوطني لطلبة المغرب” عام 1981، أو تم “إفشاله” كي لا نغضب أيا من المعسكرين اللذين أمضيا سنوات محترمة وهما يتناقشان ويتهارشان في أشهر “جدل بيزنطي” شهدته الجامعة المغربية لأكثر من ثلاثة عقود، ومازلنا، ونحن في نهاية 2016، لا نعرف بالضبط لماذا أخفق آخر مؤتمرات “أوطم” في انتخاب أجهزته، وأعتقد أننا عندما نعرف أيهما الأسبق، البيضة أم الدجاجة، سنعرف أي الطرفين كان على حق، القاعديون أم الاتحاديون!
وعلى ذكر الفشل والإفشال، لا أظن أن هذه القضية المسجلة باسم عبدالإله بنكيران تحمل فأل خير عليه، النحس يعدي، والخشية أن يكون مآل الحكومة التي يحاول تشكيلها، دون نجاح يذكر، مثل مصير المؤتمر 17 لـ”الاتحاد الوطني لطلبة المغرب”، بالعربية تاعرابت، “نخافوه يبقى حاضي أوطم حتى يديرو ليه نوض نوض”، ونظل نتساءل طيلة السنوات المقبلة عن حكومة بنكيران الثالثة: هل فشلت أم أُفشِلت؟

عندما كنّا في الجامعة، لم ننظم إنزالا في حي الليمون لأننا لم نكن نعرف أن فيه بيت “أوطم”، لكننا نعرف اليوم أن رئيس الحكومة لجأ إلى القضاء كي يستكمل إجراءات مصادرة المقر ويلحقه بوزارة الشباب، ونعرف أن المحكمة الابتدائية في الرباط عقدت عدة جلسات استدعت في آخرها محمد بوبكري، شافاه الله، باعتباره آخر رئيس للمنظمة الطلابية، كي تمنح غطاءً قانونيا للمصادرة، والمفارقة أن الاستدعاء جرى في الوقت الذي كان فيه الرجل يجتاز محنة صحية عصيبة، وما إن تجاوزها حتى أصدر بيانا يدعو فيه إلى الدفاع بكل الوسائل عن المقر، ويضم صوته إلى الداعين إلى مسيرة وطنية بالرباط في الـ25 من الشهر الجاري، من أجل تخليد الذكرى 60 لتأسيس “الاتحاد الوطني لطلبة المغرب”. لحسن الحظ أن “للبيت ربا يحميه”، ومصادرة المقر لن تمر بالسهولة التي توقعها من سال لعابهم على 1500 متر مربع وسط العاصمة، بفضل الجبهة العريضة التي تشكلت من محامين متطوعين ومنظمات حقوقية ومدنية والتي تسعى إلى إمساك الحكومة من معصمها قبل أن تضع اليد على هذا الإرث النضالي الثمين، الذي يعتبر ملكا لكل من بُحّت حناجرهم وهم يهتفون باسم الحرية في ساحات الجامعة، طوال ستين عاما.
وليس عندي شك أننا جميعا معنيون بمسيرة 25 دجنبر، لأن “أوطم” ليست مجرد نقابة طلابية، بل هي ذاكرة نضالية لأجيال من المغاربة، ومدرسة للمبادئ والقناعات والالتزام، تخرج منها آلاف الأطر، بعضهم تبوأ أرفع المناصب في الدولة.
في هذه اللحظة الحرجة التي يمر منها التعليم العمومي بالمغرب، من واجب كل الغيورين على مستقبل البلاد أن ينضموا إلى هذه المعركة الرمزية من أجل التصدي لمن يريدون طمس آخر معالم تجربة فريدة في التاريخ السياسي المغربي. من العيب أن نتركهم يجهزون على مقر منظمة تختزل نضال الشباب المغربي في صوره الأكثر إشراقا، كي يدشنوا مكانها دار شباب تافهة، من العار أن يتحول المكان الذي احتضن أسخن النقاشات السياسية في تاريخ المغرب إلى فضاء يحتضن مباريات في الشطرنج وكرة الطاولة وصُبحيات باهتة يغني فيها الأطفال: “في البستان زهر جميل”… وما شابهها من الأناشيد البليدة!

جريدة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للبيت ربّ يحميه للبيت ربّ يحميه



GMT 16:20 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

سعيد في المدرسة

GMT 11:52 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

تيفيناغ ليس قرآنا!

GMT 14:26 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

«بيعة» و «شرية» !

GMT 05:27 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«لا يُمْكن»!

GMT 03:32 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

!الوهم الأبیض

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib