إيران وتجرع السُم الكوري
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

إيران وتجرع السُم الكوري

المغرب اليوم -

إيران وتجرع السُم الكوري

بقلم - مصطفى فحص

في خضم المواجهة الإيرانية - الأميركية حول مستقبل الاتفاق النووي الإيراني، يُلوح الزعيم الكوري الشمالي بورقة التخلي عن برنامج بلاده النووي مقابل ضمانة أمنية واقتصادية تحافظ على نظامه وتساعده على تجاوز محنته الاقتصادية، وقد أبدى كيم جونغ أون استعداده للتصالح مع جارته الجنوبية، وإنهاء الصراع تدريجياً مع سيول في مبادرة من أجل تعزيز ثقة المجتمع الدولي بخطواته التصالحية. فخطوات كيم الإيجابية تجاه الغرب من شأنها أن تربك تقديرات القيادة الإيرانية التي كانت تتلطى بالموقف الكوري الشمالي لسنوات، وتراهن دائماً على قدرة بيونغ يانغ في الالتفاف على العقوبات، وعدّت طهران أن كوريا الشمالية استطاعت نتيجة لترهيب جيرانها والعالم بترسانتها النووية وصواريخها الباليستية جر أطراف إقليمية إلى استرضائها؛ حيث استفادت طهران من تحدي بيونغ يانغ المستمر لواشنطن الذي خفف من حدة الضغط عليها وأتاح مزيداً من الوقت أمامها لكي تتمكن من إنجاز مشروعها النووي، الذي سيؤمن لها مستقبلاً موقعاً قوياً على طاولة مفاوضات الحل النهائي. 
فبعد أقل من 48 ساعة على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن لقائه القريب مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، نشر ترمب تغريدة له في حسابه على موقع «تويتر» أكد فيها أن موعد إعلان موقف إدارته من مستقبل الاتفاق النووي مع طهران قد حان، ولعل اختيار ترمب هذا التزامن في التوقيت محاولة أميركية للاستفادة من المناخات الدولية الإيجابية نتيجة تقدم المفاوضات مع بيونغ يانغ، التي قد تثمر تراجعاً كورياً عن المشروع النووي، مما قد ينعكس سلباً على طهران ويفسح المجال أمام واشنطن في توسيع مساحات الضغط عليها والاستفراد بها بعد أن تكون بيونغ يانغ قد سلمت مفاتيح منشآتها النووية لواشنطن بحضور بكين وموسكو... حيث باتت الأخيرة أكثر ارتباكاً من الصين في تعاملها مع ملف طهران، وهي أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما القبول بتخلي إيران عن برنامجها النووي، وهو خسارة اقتصادية لها، وإما الدفاع عنها في أزمتها مع واشنطن، فتصبح موسكو بعد سنوات العاصمة الأوروبية الوحيدة في مرمى صواريخ إيران التقليدية التي قد تحمّل برؤوس نووية.
خطوة الزعيم الكوري الشمالي تجاه واشنطن رسالة صريحة لأصدقائه في طهران بأن اللعب بالزر النووي لم يعد يوفر الحماية لنظامه، بعد أن لمس الرفيق كيم جدية التهديدات الأميركية بمعاقبته، خصوصاً أن إدارة البيت الأبيض الحالية لن تتحمل أي خطأ في حسابات بيونغ يانغ، بعدما لوّحت أكثر من مرة بأن الثمن سيكون باهظاً. ووفقاً لخبراء في مجال السلاح النووي والصواريخ المضادة للصواريخ، فإن واشنطن تحتاج إلى عشرات الثواني لضرب أي صاروخ كوري شمالي يحمل رؤوساً نووية أو تقليدية تطلقه بيونغ يانغ ضد أهداف تابعة للولايات المتحدة أو لحلفائها، مما سيؤدي إلى تفجيره مباشرة فوق أراضيها وسيتسبب في كارثة بشرية وإبادة جماعية، الأمر الذي لن تسمح به بكين ولا سيول المعنيّتان مباشرة بالأزمة الكورية الشمالية، فبكين بصفتها الراعي الرسمي لنظام بيونغ يانغ منذ عقود، دفعها صراعها الاقتصادي مع واشنطن إلى شبه قناعة بأن المناورة بعضلات بيونغ يانغ النووية باتت محدودة الفوائد، وأن قبولها تطبيق العقوبات عليها جعلها أقل تأثيراًَ على قرارات كيم جونغ أون الذي على ما يبدو قرر قلب الطاولة على الجميع. 
وبهذا الصدد يقول رئيس «برنامج روسيا وآسيا والمحيط الهادي» في «مركز كارنيغي» بموسكو ألكسندر غابوييف إن كيم جونغ أون لم يبدِ التزاماً واضحاً بنزع أسلحته النووية، ولكنه في الوقت نفسه أعطى إشارة إلى استعداده لمناقشة هذا الموضوع. وتشير المعلومات إلى أن خطوات كيم التصالحية مع سيول وواشنطن جاءت بعدما تعرضت منشأتان نوويتان إحداهما على الحدود مع الصين، لخلل تقني كبير أدى إلى زيادة التهديد بحصول تسرّب إشعاعي يتسبب في كارثة بشرية وبيئية، الأمر الذي دفع بيونغ يانغ إلى الإسراع في مفاوضاتها مع واشنطن بعلم وقبول من بكين، تجنباً لكارثة نووية على حدودها، يرجح بعض الخبراء أنها حدثت نتيجة لهجوم إلكتروني أميركي على منشآت كوريا الشمالية.
تستعد طهران لمواجهة خيارات ما بعد قرار الرئيس ترمب، وتعلم أنها غير قادرة على تطبيق النموذج الكوري الشمالي لا في المواجهة ولا في المصالحة، ولكنها تتجنب مجدداً تجرع كأس السمّ نفسه الذي وضعه لها الزعيم الكوري الشمالي على الطاولة بوصفه مخرجاً وحيداً لتجنب مواجهة غير متكافئة عسكرياً واقتصادياً مع واشنطن وحلفائها.
في الوقت الذي تستعد فيه بيونغ يانع للتخلص من أعبائها النووية، تتهيأ طهران لمواجهة أعباء إضافية ولسان حالها: الرفيق كيم؛ لماذا تركت المرشد وحيداً؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران وتجرع السُم الكوري إيران وتجرع السُم الكوري



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib