ثورة أنصار الله والإخوان… في اليمن
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

ثورة 'أنصار الله' و'الإخوان'… في اليمن

المغرب اليوم -

ثورة أنصار الله والإخوان… في اليمن

خيرالله خيرالله

لم تكن هناك في اليمن 'ثورة' تستأهل الاحتفال بها. كان هناك من خطف 'الثورة'. تبين أن خطف 'الثورة' شيء والحلول مكان علي عبدالله صالح شيء آخر.

يحتفل الإخوان المسلمون في اليمن هذه الأيّام بـ”ثورة” الحادي عشر من فبراير 2011. يشاركهم الحوثيون، أي “أنصار الله”، في الاحتفال بتلك “الثورة” التي انتهت بتخلي علي عبدالله صالح عن الرئاسة في فبراير 2012 وذلك بعد قبول الرئيس اليمني توقيع المبادرة الخليجية وتعرّضه لمحاولة اغتيال نجا منها بأعجوبة.

أتت تلك المبادرة برئيس انتقالي هو عبدربّه منصور هادي وما لبث أن اضطر إلى الاستقالة بعد وضع الحوثيين يدهم على مؤسسات الدولة في صنعاء، الواحدة تلو الأخرى، وفرضهم “اتفاق السلم والشراكة” بقوّة السلاح ولا شيء آخر غير السلاح.

هل ثمة ما يدعو إلى الاحتفال بما وصل إليه اليمن هذه الأيام، أم المطلوب أكثر من أيّ وقت امتلاك ما يكفي من الشجاعة للقيام بعملية نقد للذات؟ السؤال الأوّل في سياق عملية نقد الذات هو لماذا تمكّن الحوثيون من السيطرة على صنعاء وعلى ما بعد صنعاء وصولا إلى فرض “اتفاق السلم والشراكة” ثم إصدار “الإعلان الدستوري” الذي هو بمثابة البيان الرقم واحد؟ إنّه، بكلّ بساطة، بيان آت من زمن الانقلابات العسكرية التي عفا عليها الزمن.

بين الانقلاب العسكري الذي كان موضة الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي في العالم العربي، حلول ميليشيا مذهبية مسلّحة مكان هذه الفرقة العسكرية أو تلك التي تتولّى الزحف على العاصمة والإذاعة والتلفزيون. من يتذكّر غزوة “حزب الله” لبيروت والجبل في مايو من العام 2008؟

لا بدّ من العودة إلى البداية. في البداية، كان هناك بالفعل شبّان يمنيون يحلمون بالتغيير ويؤمنون بمستقبل أفضل ونظام ديموقراطي يضمن المساواة بين كلّ اليمنيين. كانت لدى هؤلاء الشبان أحلامهم المشروعة في ظلّ نظام شاخ إلى حدّ كبير، خصوصا بعدما أحاط علي عبدالله صالح نفسه في السنوات الأخيرة من عهده بأشخاص غير قادرين على قول كلمة أخرى غير كلمة نعم. كان هؤلاء من الموظفين التافهين الذين لا يمتلكون أيّ حيثية، ومن الباحثين عن مصالحهم الشخصية. لم تكن لديهم أيّ رؤية سياسية أو اقتصادية في وقت كان اليمن يحتاج إلى النظر إلى المستقبل وإلى التصدي لمشاكله من خلال فريق عمل شاب على تماس مع ما يدور في العالم.

كان الحلم بالتغيير مشروعا، خصوصا في ظلّ الفساد والظلم الذي لحق بالجنوب وفي ظلّ ممارسات بعض الضباط المنتمين إلى منطقة معيّنة أو من الذين لم يكونوا بعيدين عن الإخوان والأوساط المحيطة بهم. ولكن، ما لم يكن مشروعا ركوب الإخوان المسلمين موجة “الربيع العربي” من أجل الانقضاض على نظام كانوا شركاء فيه.

لم يقدّر الإخوان، عبر التجمّع اليمني للإصلاح (أكبر الأحزاب الإسلامية) النتائج التي ستترتب على خطف ثورة الشباب من أجل التخلص من علي عبدالله صالح والحلول مكانه. لم يدركوا بكلّ بساطة أن ليس في استطاعتهم ملء الفراغ الناجم عن نقل الصراع على السلطة إلى داخل أسوار صنعاء وأزقّتها.

لعلّ أكثر ما غاب عن ذهن الإخوان بجناحيهما القبلي والعسكري، اللذين يرمز إليهما كلّ من الشيخ حميد عبدالله الأحمر واللواء علي محسن صالح الأحمر، أنّ المستفيد الأوّل من الدخول في لعبة التخلص من علي عبدالله صالح سيكون “أنصار الله”.

لم يعد مستغربا الآن أن يحتفل الحوثيون، قبل غيرهم، بـ”ثورة الحادي عشر من فبراير” وأن يرفعوا أعلامهم وشعاراتهم في صنعاء في وقت تخلي السفارات الأجنبية العاصمة. مثل هذا الاحتفال بـ”الثورة” مشروع، في حين يصعب فهم موقف الإخوان ومن لفّ لفّهم.

هل في استطاعة الإخوان المسلمين تحمّل مسؤولياتهم وتلاوة فعل ندامة على ما ارتكبوه في حقّ اليمن واليمنيين… أم يعتقدون أنّ في استطاعتهم تعويض ما خسروه في شمال الشمال في الوسط والجنوب؟ كلّ ما يمكن قوله الآن، في حال كان مطلوبا تبسيط الأمور، إنّ العيب كلّ العيب في عدم مواجهة الواقع كما هو.

يتمثّل الواقع في أنّ “أنصار الله” الذين ليسوا سوى واجهة إيرانية استطاعوا السيطرة على جزء من اليمن. لا ينفع في شيء توجيه الانتقادات إلى علي عبدالله صالح. صحيح أن الرئيس السابق لا يزال لاعبا في اليمن، لكنّ الصحيح أيضا أن هذا عائد إلى أن خصومه أثبتوا أنّهم لا يستطيعون أن يكونوا في مستوى المسؤولية لا أكثر.

في الوقت ذاته، كشف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر أن لا علاقة له بما يدور على أرض اليمن. لم يفهم معنى أن تشارك الأمم المتحدة في رعاية توقيع “اتفاق السلم والشراكة” الذي نسف المبادرة الخليجية من أساسها. هل العداء لعلي عبدالله صالح يبرّر الذهاب إلى حدّ تأمين غطاء دولي لاتفاق فرضه “أنصار الله” بقوّة السلاح على اليمنيين، بمن فيهم من كان وقتذاك الرئيس الانتقالي المستقيل؟

تجاوزت الأحداث اليمنية بنعمر وتجاوزت معظم المتعاطين في الشأن اليمني. لم تكن هناك في اليمن “ثورة” تستأهل الاحتفال بها. كان هناك من خطف “الثورة”. تبيّن أنّ خطف “الثورة” شيء والحلول مكان علي عبدالله صالح شيء آخر. هناك صيغة حكمت اليمن طوال ثلاثة وثلاثين عاما انتهت. لم يكن هناك سوى علي عبدالله صالح يعرف سرّ هذه الصيغة التي طالت أكثر مما يجب. هل كان على الرئيس اليمني الاستقالة في مرحلة معيّنة، خصوصا بعدما اعتبر خصومه أنّ كلّ همّه منصبّ على التوريث، أي توريث نجله العميد أحمد الذي كان قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة؟ ربّما كان عليه أن يفعل ذلك في مرحلة ما، خصوصا أنّه وعد في العام 2006 بأنّه لن يترشّح مجددا للرئاسة.

في كلّ الأحوال، يواجه اليمن حاليا تحدّيا من نوع جديد. اسم هذا التحدّي “أنصار الله”. هناك مجموعة عسكرية مدرّبة تدريبا جيّدا وتمتلك أيديولوجية واضحة ومحدّدة، ذات طابع مذهبي، تطمح إلى حكم اليمن. هذا ليس ممكنا لا اليوم ولا غدا.

يمكن لهذه المجموعة المذهبية، المرتبطة ارتباطا عضويا بإيران، حكم قسم من اليمن وليس كلّ اليمن. تلك هي نتيجة “الثورة” اليمنية لا أكثر ولا أقلّ. الباقي كلام بكلام ذي طابع رومانسي يستهدف التغطية على الخطأ المميت الذي ارتكبه الإخوان المسلمون الذين اعتقدوا أنّهم سيرثون علي عبدالله صالح الذي حارب الحوثيين وحاصرهم في صعدة طوال ما يزيد على عشر سنوات، علما أنّه لا يمكن تجاهل ما يرويه بعض الخبثاء عن دوره في تشجيع ما كان يعرف باسم “الشباب المؤمن”. إنّها التسمية التي كانت تطلق على الحوثيين في بداية البدايات، قبل أن يصبحوا معروفين بـ”أنصار الله”.

كان “ربيع اليمن” خريفه. لا يمكن حاليا الهرب من أن اليمن في حاجة إلى صيغة جديدة تجعله قادرا على تفادي الحروب الأهلية. هل هذا ممكن أم لا؟ كلّ ما عدا ذلك تفاصيل… وكلّ “ثورة” واليمن بخير، ما دام الإخوان يستأهلون “أنصار الله” وما دام “أنصار الله” لا يستأهلون سوى الإخوان المسلمين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة أنصار الله والإخوان… في اليمن ثورة أنصار الله والإخوان… في اليمن



GMT 19:50 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

نكتة سمجة اسمها السيادة اللبنانية

GMT 19:48 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 19:46 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 19:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

هو ظل بيوت في غزة يا أبا زهري؟!

GMT 19:39 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 19:33 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 19:30 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib