العراق… وليس البيت الشيعي في العراق
وفاة 13 طفلا في المكسيك وشكوك بتلوث أكياس التغذية الوريدية تأجيل مهمة أرتميس لوكالة ناسا التي ستعيد البشر إلى القمر مرة أخرى حتى عام 2026 الفصائل المسلحة تُنهي حظر التجول في مدينة حلب السورية وتعيد نشر الشرطة المحلية استشهاد أكثر من 30 فلسطينياً ووقوع عدد من الجرحى في قصف إسرائيلي منازل بمحيط مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة الجيش الإسرائيلي يُواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله ويشن عدة غارات على جنوب وشرق لبنان جهاز "الشاباك" يعتقل شخصين بتهمة التجسس لصالح إيران وجمع معلومات حول أنشطة الجيش الإسرائيلي مكتب المدعي العام العسكري في كوريا الجنوبية يُطالب بمنع 10 ضباط من مغادرة البلاد خروج مدرب أتلتيكو مدريد مطروداً بالبطاقة الحمراء خلال مباراة فريقه أمام كاسيرينيو في ثاني أدوار كأس ملك إسبانيا توقيف شمس الدين قنديل لاعب السوالم ست مباريات مع تغريمه 50 ألف درهم بسبب "تصرف غير أخلاقي" قوات الاحتلال تداهم منازل الفلسطينيين وتنفذ حملة اعتقالات في بلدة دير أبو ضعيف شرق جنين
أخر الأخبار

العراق… وليس 'البيت الشيعي' في العراق

المغرب اليوم -

العراق… وليس البيت الشيعي في العراق

بقلم خيرالله خيرالله

لا وجود لأسرار في لبنان. لذلك، ثمة أمران يُفترض التوقف عندهما في ضوء الزيارة التي قام بها لبيروت زعيم التيار الصدري في العراق، أي رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. هدف الزيارة التي قام بها الصدر، الذي يشنّ حملة على “الفساد” في بلده، التنسيق مع السيد حسن نصرالله الأمين العام لـ”حزب الله” في شأن العراق ومستقبله. ما رشح أيضا، أن حسن نصرالله الحريص على “البيت الشيعي” سعى إلى مصالحة بين الصدر ونوري المالكي ذي السجلّ الحافل بالارتكابات حين كان في السلطة، أي في موقع رئيس الوزراء، بين 2006 و2014، حين استطاع “داعش” السيطرة على الموصل في ظروف قد لا تكون غامضة كما يصفها البعض.

يتمثّل الأمر الأوّل، الذي يُفترض التوقّف عنده، في أن لبنان مجرّد “ساحة” تتحكّم بها إيران. صار لبنان المكان الذي تدار منه شؤون العراق عن طريق ميليشيا مذهبية لا أكثر.

يتمثّل الأمر الثاني في أن هناك ما يشبه الأممية الثالثة، السعيدة الذكر، التي كانت تربط في مرحلة معيّنة بين الأحزاب الشيوعية في عالمنا، مع وجود مركز لهذه الأممية هو موسكو. كان ذلك في مرحلة انتصار الثورة البلشفية بقيادة لينين وما بعد الانتصار.

لم يعد الآن من “أممية ثالثة” شيوعية، هناك حاليا رابط متين، يتجاوز الحدود المعترف بها للدول. هذا الرابط قائم بين الميليشيات الشيعية التي تدور في الفلك الإيراني انطلاقا من طهران. يحدث بين الحين والآخر حصول توزيع للمهمّات بين هذه الميليشيات المذهبية أو تلك. لذلك نجد “حزب الله” مكلفا باليمن، كما لديه مهمّات عراقية وسورية وبحرينية. من يدري، لدى الحزب أيضا مهمّات أخرى في أماكن مختلفة من العالم، وصولا إلى أفريقيا والقارة الأميركية بشمالها وجنوبها، وذلك انطلاقا من لبنان. لكن كلّ ذلك يتمّ في ظل الغطاء الذي توفّره إيران للحزب عبر “الحرس الثوري” أساسا.

باتت هذه “الساحة” التي اسمها لبنان ملكا في الوقت الحاضر لإيران، تماما كما كانت ملكا في الماضي للمنظمات الفلسطينية المختلفة بمشاركة النظام السوري. ما لبث النظام السوري أن استفرد بـ“الساحة” بعد خروج المقاتلين الفلسطينيين من لبنان، لكنّه اضطرّ مع مرور الوقت إلى إدخال الإيراني شريكا له وصولا إلى العام 2005، عندما صار وجوده في لبنان يعتمد على الوجود الإيراني. كان ذلك نتيجة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، بمشاركة بين النظاميْن السوري والإيراني.

اضطرّ النظام السوري، بعد ذلك، إلى الانسحاب عسكريا وأمنيا من البلد مخليا “الساحة” لـ“حزب الله”، أي لإيران.

من لبنان، كان ينطلق فلسطينيون لتنفيذ عمليات في مختلف أنحاء العالم، بدءا بخطف الطائرات وصولا إلى الاغتيالات والتفجيرات. وفي لبنان، كان فلسطينيون يوفّرون مأوى آمنا لأيّ تنظيم يعتقدون أن في استطاعتهم استخدامه خدمة لمآرب معيّنة. من “بادر ماينهوف” في ألمانيا… إلى “الجيش الأحمر” الياباني… إلى منظمات تنتمي إلى بلدان في أميركا الجنوبية مثل الـ“توباماروس”.

ومن “الساحة” التي اسمها لبنان، كان النظام السوري يبتز الآخرين، خصوصا أهل الخليج العربي. كان الزعيم الكردي عبدالله أوجلان يتنقل بين دمشق وسهل البقاع، وكان “الجيش السرّي الأرمني” من الأدوات المستخدمة ضد تركيا. هذا نذر يسير جدّا مما كانت عليه ممارسات النظام السوري انطلاقا من “الساحة” التي اسمها لبنان.

لم يتغيّر شيء في لبنان منذ بدء انهيار المؤسسات اللبنانية بشكل بطيء منذ العام 1969 عندما تخلّت الدولة اللبنانية عن سيادتها على قسم من أراضيها لمصلحة المسلّح الفلسطيني. حدث ذلك في وقت كان الطفل يدرك أن الهدف تخريب لبنان وتدميره، وأن تحرير فلسطين انطلاقا من الجنوب ليس سوى نكتة سمجة في أحسن الأحوال.

تغيّر العالم ولم تتغيّر وظيفة لبنان الذي سعى، في كلّ وقت، إلى الدفاع عن نفسه وتأكيد أن صيغته المعقدة قابلة للحياة. ما نشهده اليوم فصل جديد من مسلسل استخدام لبنان كـ“ساحة”. هذا الفصل الجديد يدل على وجود محاولة إيرانية لاستعادة تجربة الاتحاد السوفياتي الذي كان في معظم الأحيان يتدخل خارج أراضيه عن طريق آخرين.

كان “الجيش الأحمر” يتحرّك في المحيط المباشر للجمهوريات السوفياتية. في أفغانستان الآسيوية، وفي دول أوروبا الشرقية. في الأماكن البعيدة، كان الاتحاد السوفياتي يفضّل اللجوء إلى حلفائه مثل كوبا. من يتذكّر كيف أن كوبيين شاركوا في عمليات عسكرية ذات طابع داخلي في اليمن الجنوبي، خصوصا في العام 1978، وكانوا بجانب القوات الأثيوبية في حرب أوغادين مع الصومال؟

تكمن مشكلة إيران في الوقت الراهن في أنّها لا تريد الاستفادة من تجربة الاتحاد السوفياتي ومن مساوئ مرحلة “الأممية الثالثة” وما بعدها. لا يمكن بكل بساطة بناء إمبراطورية ودولة محترمة استنادا إلى اقتصاد هشّ وإلى نظام لا يمكن أن يكون نموذجا لأي نجاح من أي نوع كان في أيّ حقل من الحقول. باستطاعة النظام في إيران التخريب، لكنّه لا يستطيع البناء. هل من مثل أفضل من لبنان لإعطاء فكرة عن الممارسات الإيرانية خارج حدود إيران؟

أين النجاح الذي حققه “حزب الله” في لبنان باستثناء أنّه يلعب دورا أساسيا في إفقار لبنان واللبنانيين وعزل البلد عن محيطه الطبيعي؟ ما الذي يستطيع حسن نصرالله تقديمه من نصائح إلى مقتدى الصدر باستثناء ضرورة المحافظة على “البيت الشيعي”، أي على تحالف مذهبي يحكم العراق ويتحكّم بثرواته. لم يتمكّن هذا التحالف الذي يرمز إليه نوري المالكي من حلّ أيّ مشكلة من مشاكل العراق باستثناء ترسيخ الشرخ المذهبي بين السنّة والشيعة. هل هذا نجاح أم فشل؟

في النهاية، ما يبدو مطلوبا هو المحافظة على العراق وليس على “البيت الشيعي” في العراق. المحافظة على العراق تعني المحافظة على كلّ مكوّنات البلد بدل السقوط في أسوأ بكثير مما سقط فيه نظام صدّام حسين والذين سبقوه ابتداء من العام 1958، تاريخ الانقلاب العسكري المشؤوم على العائلة الهاشمية.

لا مكان في المنطقة لمشاريع مذهبية. أيّ مشروع مذهبي سيطيل الأزمة العراقية إلى ما لا نهاية. ما يفعله “حزب الله” في لبنان لا يؤهله لأيّ دور لا في العراق ولا في غير العراق، ولا حتّى في الضاحية الجنوبية التي يقيم فيها.

كل ما يستطيع الحزب، الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، عمله هو نقل تجربته إلى العراق. هذه التجربة يمكن تلخيصها بعبارة واحدة هي القضاء على مؤسسات الدولة اللبنانية الواحدة تلو الأخرى، من رئاسة الجمهورية إلى أصغر دائرة من دوائر الدولة… هل هذا ما هو مطلوب تحقيقه في العراق؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العراق… وليس البيت الشيعي في العراق العراق… وليس البيت الشيعي في العراق



GMT 11:33 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طموح نتانياهو.. في ظلّ بلبلة ايرانيّة!

GMT 12:51 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

نتنياهو وتغيير وجه المنطقة... في ظل بلبلة إيرانيّة!

GMT 09:19 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السنوار يكتب مستقبل غزّة ولبنان... ولكن!

GMT 21:09 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان اليوم التالي.. تصوّر إيران لدور الحزب

GMT 21:41 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العودة التي لا مفرّ منها إلى غزّة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 19:45 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهم أوروبا تهبط للأسبوع الثالث وسط مخاوف من سياسات ترامب

GMT 19:35 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولار يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية بعد فوز ترامب

GMT 19:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

إحباط تهريب 300 كيلوغرام من "الشيرا" في طنجة

GMT 01:17 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

"سامسونغ" تطرح "تابلت غلاكسي" اللوحي بحجم 18.4 بوصة

GMT 02:14 2016 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لمريض السكر... المسموح والممنوع من الفاكهة

GMT 14:44 2014 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

"حي سيدي ميمون" التاريخ المراكشي الأصيل

GMT 07:02 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

مي نور الشريف تضع والدتها بوسي في ورطة بسبب صورة

GMT 05:46 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشفي فوائد عشبة الأملج للشعر

GMT 11:10 2023 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز صيحات الموضة لموسم شتاء 2023-2024
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib