إعلان الوصاية الإيرانية على لبنان
وفاة 13 طفلا في المكسيك وشكوك بتلوث أكياس التغذية الوريدية تأجيل مهمة أرتميس لوكالة ناسا التي ستعيد البشر إلى القمر مرة أخرى حتى عام 2026 الفصائل المسلحة تُنهي حظر التجول في مدينة حلب السورية وتعيد نشر الشرطة المحلية استشهاد أكثر من 30 فلسطينياً ووقوع عدد من الجرحى في قصف إسرائيلي منازل بمحيط مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة الجيش الإسرائيلي يُواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله ويشن عدة غارات على جنوب وشرق لبنان جهاز "الشاباك" يعتقل شخصين بتهمة التجسس لصالح إيران وجمع معلومات حول أنشطة الجيش الإسرائيلي مكتب المدعي العام العسكري في كوريا الجنوبية يُطالب بمنع 10 ضباط من مغادرة البلاد خروج مدرب أتلتيكو مدريد مطروداً بالبطاقة الحمراء خلال مباراة فريقه أمام كاسيرينيو في ثاني أدوار كأس ملك إسبانيا توقيف شمس الدين قنديل لاعب السوالم ست مباريات مع تغريمه 50 ألف درهم بسبب "تصرف غير أخلاقي" قوات الاحتلال تداهم منازل الفلسطينيين وتنفذ حملة اعتقالات في بلدة دير أبو ضعيف شرق جنين
أخر الأخبار

إعلان الوصاية الإيرانية على لبنان

المغرب اليوم -

إعلان الوصاية الإيرانية على لبنان

خيرالله خيرالله

جاء الإفراج عن الوزير السابق ميشال سماحة المدان في قضية مرتبطة بنقل متفجرات من سوريا من أجل تنفيذ تفجيرات واغتيالات في لبنان مباشرة بعد سعي الرئيس سعد الحريري إلى تسوية في شأن رئاسة الجمهورية إنقاذا للجمهورية. الهدف من إطلاقه واضح كلّ الوضوح ويتمثّل في أن لبنان لم يعد بلدا يستطيع فيه اللبنانيون الاتفاق في شأن أي موضوع كان، بما في ذلك انتخاب رئيس للجمهورية.
فاجأت التسوية التي سعى إليها سعد الحريري كثيرين، بمن في ذلك حلفاء لرئيس الوزراء السابق، خصوصا أنّها قضت بإيصال النائب سليمان فرنجية الموجود في صلب جماعة “الثامن من آذار” التي يقودها “حزب الله” إلى رئاسة الجمهورية. فضلا عن ذلك، يعتبر فرنجية نفسه “صديقا” لبشار الأسد رئيس النظام السوري المتواطئ، في أقلّ تقدير، في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، والجرائم الأخرى التي استهدفت اللبنانيين الشرفاء حقّا.

من الأفضل التعاطي بدم بارد مع إطلاق محكمة التمييز العسكرية لمجرم مدان بالصوت والصورة وباعترافاته الشخصية في قضيّة استهدفت القتل من أجل إثارة الفتنة المذهبية وضرب السلم الأهلي في مناطق معيّنة ذات كثافة سنّية في البلد.

لم يعد سرّا، من خلال اعترافات ميشال سماحة وما ظهر في الأشرطة المسجلة له وهو يسلّم المتفجرات والمال إلى الشخص الذي كان مفترضا به تنفيذ الاغتيالات والتفجيرات، أن بشّار الأسد متورط في المخطط الإرهابي، كذلك اللواء علي المملوك، مسؤول جهاز الأمن القومي، الذي كان سماحة يتعاطى معه مباشرة أو عن طريق مدير مكتبه.

لم يأت إطلاق ميشال سماحة من عبث. التوقيت كان مدروسا وجاء ليؤكد “حزب الله”، ومن خلفه إيران، أن لبنان صار تحت السيطرة. لم تعد هناك سلطة لبنانية مستقلّة عن “حزب الله”. بات في استطاعة النائب محمّد رعد، رئيس الكتلة البرلمانية في الحزب، القول إن سعد الحريري شخص “غير مرغوب فيه” في لبنان. هذا حدث لبناني مرّ مرور الكرام على الرغم من خطورته الشديدة.


أثبت “حزب الله”، من خلال إطلاق محكمة التمييز العسكرية لميشال سماحة أنّه وضع لبنان تحت وصايته. ممنوع حتّى على سعد الحريري الذهاب إلى حدّ القبول بسليمان فرنجية رئيسا للجمهورية. مطلوب بقاء الموقع شاغرا إلى أن يقرّر “حزب الله” متى أوان الإتيان بشخص يشغله، هذا في حال كان يريد بالفعل أن يكون هناك رئيس للجمهورية يوما. هناك رغبة إيرانية واضحة في تعديل النظام في لبنان، بما يضمن لطهران التحكّم بالبلد ومصيره من جهة، والتفاوض مع “الشيطان الأكبر” الأميركي في شأن الرئاسة اللبنانية من جهة أخرى.

لم يعد لبنان سوى ورقة في جعبة طهران. تعتبر إيران في ضوء توقيعها الاتفاق في شأن ملفّها النووي أن لبنان جائزة ترضية بالنسبة إليها، وعلى العالم الاعتراف بذلك والرضوخ له. لم تستثمر إيران ما يزيد على ثلاثين عاما في “حزب الله” من أجل أن يبقى لبنان صاحب قراره. لم تغيّر طبيعة قسم كبير المجتمع الشيعي في لبنان، كي يعود أبناء هذا القسم من أبناء الطائفة مواطنين لبنانيين لديهم الحقوق والواجبات مثلهم مثل أي مواطن عادي آخر.

بإطلاق ميشال سماحة، بالطريقة التي أطلق بها، أعلنت إيران بالفم الملآن أنّها تحكم لبنان وأن لا شريك لها في ذلك كما الحال في سوريا حيث الوجود العسكري والسياسي الروسي. هذا هو المغزى من إطلاق ميشال سماحه الذي عاد إلى منزله في ساحة ساسين، في الأشرفيه معقل بشير الجميّل، بحماية الطرف الذي كان وراء إخراجه من خلف القضبان.

بإطلاق ميشال سماحة، هناك مرحلة سياسية جديدة مختلفة كلّيا في لبنان. كان ملفتا أن قوى سياسية أساسية توافقت على انتخاب سليمان فرنجية رئيسا فشلت في حماية خيارها. ضمّت هذه القوى، إلى جانب “تيّار المستقبل”، رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط. تبيّن أن “حزب الله” يرفض وجود مثل هذه النواة التي يمكن أن تؤمّن النصاب في مجلس النواب بما يسهّل انتخاب رئيس للجمهورية، خصوصا أن حزب الكتائب كان يمكن أن يشارك في هذه العملية الإنقاذية وتوفير الغطاء المسيحي المطلوب في حال توفّرت الشروط المعيّنة المطلوبة.

ما نشهده حاليا يمثّل خطوة أخرى، في غاية الخطورة، في اتجاه حلول الوصاية الإيرانية المباشرة بديلا من الوصاية السورية – الإيرانية التي انتهت في العام 2005 بعدما أخرج اللبنانيون القوات السورية من لبنان ردّا على اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.

كان اغتيال رفيق الحريري حلقة أساسية في الحرب على لبنان. الحرب استمرّت عبر موجة الاغتيالات التي استهدفت تطويع اللبنانيين. كانت الحرب المفتعلة صيف 2006، وكان الاعتصام وسط بيروت بغية تعطيل الحياة الاقتصادية في البلد، وكانت غزوة بيروت والجبل في مايو 2008. وكان اغتيال اللواء وسام الحسن بعد شهرين فقط من القبض على ميشال سماحة وإفشال المخطط الذي كان يسعى إلى تنفيذه في الشمال اللبناني.

ليس إطلاق ميشال سماحة سوى حلقة أخرى وليست أخيرة في مسلسل من بين حلقاته تحوّل وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إلى مجرّد موظف في جهاز العلاقات الخارجية لدى “حزب الله”. كان باسيل صوت إيران في الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب. يشير مثل هذا التطور إلى مدى عمق التغيير الذي طرأ على لبنان الذي ألغى “حزب الله” حدوده الدولية مع سوريا، وصار شريكا في الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري. هل لا يزال لبنان بلدا عربيا يستطيع الوقوف بحريّة مع المملكة العربية السعودية أو أيّ دولة خليجية ساعدته ووقفت إلى جانبه في الظروف الصعبة؟

في ضوء أداء جبران باسيل في القاهرة، يمكن القول بكلّ راحة ضمير إن لبنان صار جرما يدور في الفلك الإيراني لا أكثر. تجرّأ من يُعتبر وزير الخارجية على الذهاب إلى أبعد ما كان يمكن أن يذهب إليه وزير الخارجية العراقي، ذي الأصول الأفغانية، الذي امتلك بعضا من حياء حال دون ذهابه بعيدا في الوقوف مع إيران ضدّ المملكة العربية السعودية، والمزاج العربي العام.

من يعرف ميشال سماحة، يعرف، تماما، أن الرجل لا يمثّل شيئا، باستثناء أنّه أداة صالحة للاستخدام تنفيذا لأغراض معيّنة. لعلّ أخطر ما في إطلاقه يكمن في الظروف التي تمّت بها العملية. فإطلاقه هو إعلان رسمي ببدء عهد الوصاية الإيرانية على لبنان، ودعوة إلى كلّ سنّي لبناني من أجل الانضمام إلى “داعش”. أوليس النظام السوري وإيران الراعيان الأساسيان لهذا التنظيم الذي يلتقي مع المشروع التوسّعي الإيراني القائم على إثارة الغرائز المذهبية في كلّ بلد عربي، وفي كلّ دولة من دول المنطقة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلان الوصاية الإيرانية على لبنان إعلان الوصاية الإيرانية على لبنان



GMT 15:07 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أميركا والهرب من السؤال الإيراني الصعب…

GMT 15:31 2024 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

نيسان... عَصي النسيان

GMT 20:00 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

تحقيق مع مكرم رباح... مع الحقيقة والمنطق

GMT 18:12 2024 الأحد ,03 آذار/ مارس

غزة... التدمير مقابل التدمير

GMT 11:48 2024 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

أبعد من تداعي «تفاهم مار مخايل»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:52 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط يستعيد عافيته رغم قوة الدولار والمخزونات الزائدة

GMT 22:39 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الدرهم يتراجع بهذه النسبة مقابل الدولار الأمريكي

GMT 03:37 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

تعاون رياضي بين الوداد واتحاد طنجة بهذا الخصوص

GMT 21:44 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

واردات الصين من النفط تهبط للشهر السادس على التوالي

GMT 12:02 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب المنتخب المغربي يتجه الي ضم اللاعب غانم

GMT 21:50 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب قد يشدد موقفه من نفط إيران ويثير غضب الصين

GMT 21:20 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

جيه.بي مورغان يقلص توقعاته للنمو في إسرائيل خلال 2024

GMT 21:13 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

موانئ أبوظبي توقع 4 مذكرات تفاهم لاستكشاف الفرص في باكستان

GMT 17:44 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولار يهبط وسط تقارب نسب التأييد في الانتخابات الأميركية

GMT 08:02 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

أبرز صيحات أحذية 2019 من وحي الدور العالمية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib