في لبنان لم يكن السلاح يوماً زينة الرجال
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

في لبنان... لم يكن السلاح يوماً زينة الرجال

المغرب اليوم -

في لبنان لم يكن السلاح يوماً زينة الرجال

خيرالله خيرالله
بقلم : خيرالله خيرالله

لم يكن السلاح يوما زينة الرجال في لبنان. لم يجلب السلاح سوى الخراب والبؤس لكلّ عائلة لبنانيّة في كلّ منطقة لبنانيّة.

إلى ذلك، جلب السلاح الويلات للفلسطينيين الذين راهنوا في مرحلة معيّنة على أخذ لبنان رهينة كي يحققوا طموحاتهم السياسيّة، وهي طموحات مشروعة ولكن ليس على حساب لبنان واللبنانيين.

كان الفلسطينيون الذين حملوا السلاح في لبنان، في واقع الحال، رهينة لدى النظام السوري الذي عرف كيف استخدامهم مثلما عرف كيف يستثمر في التناقضات بينهم وبين اللبنانيين الآخرين، في مقدّم هؤلاء الأحزاب المسيحيّة التي لم يكن لديها همّ في مرحلة معيّنة غير الحصول على السلاح.

تبيّن في كلّ وقت، مثلما يتبيّن اليوم أن السلاح الفلسطيني الذي في داخل المخيمات وخارجها جزء من الحرب على لبنان. كان ذلك أيّام الوصاية السوريّة ولاتزال الحال على ما هي في ظلّ الاحتلال الإيراني.

كان مهمّا اعتراف كلّ لبناني بأن السلاح غير الشرعي علّة العلل في البلد. استخدم هذا السلاح غير الشرعي على مرّ السنين من أجل تحويل لبنان «ساحة» لا أكثر.

كان ضرورياً وجود السلاح من أجل تكريس لبنان «ساحة» والقضاء على المقومات التي مكنت البلد من أن يكون بلداً مزدهراً في مرحلة معيّنة.

من هذا المنطلق، يمكن فهم إصرار «حزب الله»، في ضوء حدث الكحالة، وهو حدث مهمّ وليس حادث انزلاق شاحنة تنقل سلاحاً، على أن ثمة ميليشيات تصدت له ولمسلحيه.

جاء في بيان للحزب: «أثناء قدوم شاحنة للحزب من البقاع، انقلبت في الكحالة وتعرّضت لاعتداء من ميليشيات مسلّحة في المنطقة في محاولة للسيطرة على الشاحنة ما أدّى إلى استشهاد أحد عناصر الحزب».

تبدو رسالة الحزب واضحة كلّ الوضوح. مطلوب أن تكون هناك ميليشيات في المنطقة المسيحيّة لتبرير احتفاظه بسلاحه الموجّه إلى صدور اللبنانيين الآخرين من مختلف الطوائف، بما في ذلك الشيعة الذين يرفضون الخضوع له.

من هذا المنطلق أيضا، يبدو أكثر من ضروري تنبّه جميع اللبنانيين، خصوصاً المسيحيين إلى ضرورة تفادي اللجوء إلى السلاح أو السعي إلى الحصول عليه بأي طريقة من الطرق... كما فعلوا في مرحلة ما قبل اندلاع الحرب الأهليّة في 13 أبريل 1975 وبعدها.

كان السلاح وتشكيل الميليشيات بداية النهاية للوجود المسيحي في لبنان بعدما راهن حافظ الأسد على لعب دور القوة التي تفصل بين المسلحين الفلسطينيين والميليشيات المسيحية.

كان النظام السوري يسلّح الجانبين ولم يكن يأبه بما إذا كانت هناك مساعدات تأتي من ليبيا أو العراق إلى هذا الفصيل الفلسطيني أو ذاك.

شهدت بنفسي فصلاً من فصول المأساة اللبنانيّة ودور النظام السوري في تأجيج الحرب الدائرة في لبنان. كان ذلك في خريف العام 1975 وكان اليوم يوم أحد. كنت أعمل في القسم العربي والدولي في جريدة «النهار» وكنت أمضي بعض الوقت بين حين وآخر في مكتب ميشال أبو جوده رئيس التحرير وقتذاك الذي كان يزوره سياسيون ومفكرون.

فجأة رنّ الهاتف. كان في الطرف الآخر سعيد فريحة عميد «دار الصيّاد» التي كانت تصدر عنها، مع منشورات أخرى، جريدة «الأنوار». لسبب ما أدار أبو جوده مكبّر الصوت كي يسمع الحاضرون لمجلسه الحوار بينه وبين سعيد فريحة الذي كان مقيماً في تلك الأيام في بلدة شتورة ذات الموقع الإستراتيجي على طريق بيروت - دمشق عند مدخل سهل البقاع.

طلب عميد «دار الصياد» نشر خبر في «النهار» فحواه أن «الأنوار» لن تصدر، في اليوم التالي (يوم الاثنين) بسبب تعذر حضور المحررين إلى «دار الصياد» في الحازمية في ضوء اشتداد المعارك على جبهة عين الرمانة - الشيّاح.

بعد ذلك، استرسل سعيد فريحة في الكلام مبدياً تشاؤماً كبيراً في المستقبل اللبناني بعدما اكتشف من منزله في شتورة أن الشاحنات السورية تأتي بالسلاح وتفرّغه في البلدة.

قال عميد «دار الصيّاد» بالحرف الواحد، وإني مازلت أتذكر كلامه وكأنّه الآن: يفرغ مقاتلو «الصاعقة» (فصيل فلسطيني تابع للأجهزة السورية) السلاح الآتي من سورية. قسم يذهب إلى الفلسطينيين وقسم آخر إلى الميليشيات المسيحية بالعدل والقسطاط!

في الوقت المناسب، أواخر العام 1975، صار مطلوباً تدخل الجيش السوري ودخوله الأراضي اللبنانيّة بغطاء من قمّة عربية مصغرة انعقدت في الرياض وبموافقة أميركيّة وإسرائيليّة.

وضع المسيحيون نفسهم في حماية حافظ الأسد، وإن موقتا، فيما تراجع الفلسطينيون وقبلوا بالأمر الواقع بعدما اعتبر هنري كيسينجر وزير الخارجية الأميركي في ذلك الزمن أن الوجود العسكري السوري في لبنان مطلوب أكثر من أي وقت لضبط الوجود المسلّح الفلسطيني.

لم يتغيّر شيء منذ العام 1975. الفارق الوحيد حلول الإيراني مكان السوري. لا يزال مطلوباً قيام ميليشيات مسلّحة مسيحية كي يبرّر «حزب الله» احتفاظه بسلاحه الذي لا هدف له سوى استكمال عملية القضاء على لبنان وذلك منذ اغتيال رفيق الحريري في 14 فبراير 2005 ثم افتعال حرب صيف 2006 مع إسرائيل استكمالاً للمشروع الإيراني الذي يستهدف انهاء أي أمل بعودة الحياة إلى لبنان.

يحتاج السلاح إلى سلاح آخر لتبرير وجوده. يفترض في اللبنانيين عموماً، والمسيحيين خصوصاً، ادراك أنّ لعبة السلاح هي اللعبة المفضلة لدى الاحتلال الإيراني، على غرار ما كانت اللعبة المضلة لدى النظام السوري في مرحلة ما قبل الانسحاب من لبنان.

لم يكن السلاح يوماً زينة الرجال ولن يكون كذلك. كلّ ما يمكن أن تفعله «الجمهوريّة الإسلاميّة» يتمثل في تطوير وظيفة السلاح كي يعطّل المؤسسات اللبنانية، على رأسها مجلس النواب، وكي يكون حامياً للفساد في الوقت ذاته...

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في لبنان لم يكن السلاح يوماً زينة الرجال في لبنان لم يكن السلاح يوماً زينة الرجال



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib