رفيق الحريري وفرصة حافظ الأسد
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

رفيق الحريري... وفرصة حافظ الأسد

المغرب اليوم -

رفيق الحريري وفرصة حافظ الأسد

خيرالله خيرالله
بقلم : خيرالله خيرالله

كلّما مرّت السنوات، يتبيّن أكثر أنّ ليس في الإمكان عزل جريمة إغتيال رفيق الحريري ورفاقه في 14 فبراير 2005 عن المشهد السياسي الإقليمي والدولي وعن سياق سقوط سورية تحت الهيمنة الإيرانيّة.

سقطت سورية نهائيا في اليوم الذي خلف بشّار الأسد والده صيف العام 2000. كان من بين الأخطاء التي ارتكبها رفيق الحريري رفض تصديق وجود علاقة في العمق تجمع بين بشّار الأسد وحسن نصرالله الأمين العام لـ«حزب الله». تطورت العلاقة وصولا إلى إنعدام حاجة الأخير إلى موعد من أجل لقاء الرئيس السوري، في حين كان عليه الإنتظار بعض الوقت قبل أن يحظى بموعد لمقابلة حافظ الأسد.

لا يمكن، مع مرور 18 عاما على تفجير موكب رفيق الحريري، الفصل بين عوامل عدة تجمعت من أجل أن يصبح التخلّص من رفيق الحريري ضرورة إيرانيّة بعدما صار لبنان المزدهر، بعمقه العربي، عقبة في وجه هيمنة «الجمهوريّة الإسلاميّة» عليه... وصولا إلى تحولّها الطرف الذي يقرّر من هو رئيس الجمهوريّة الماروني فيه. صار ذلك واقعا لبنانيا في اليوم الذي وصل ميشال عون إلى قصر بعبدا في 31 اكتوبر 2016.

دفع رفيق الحريري ثمن استفادته من كلّ فرصة أتيحت من أجل إعادة الحياة إلى لبنان، بما في ذلك فرصة تخليص البلد لسنوات عدة من ميشال عون، الحاقد على لبنان واللبنانيين وعلى بيروت بالذات. من بين الفرص التي استفاد منها رفيق الحريري حاجة حافظ الأسد إلى تقديم صورة مختلفة عن نفسه في مرحلة معيّنة. صورة تختلف عن البعثي الآخر صدّام حسين الذي إرتبط به ميشال عون وارسل له دبابات إستخدمها عمليا في حربه على «القوات اللبنانية».

بقي حافظ الأسد في السلطة، التي مارسها بشكل مطلق، ثلاثة عقود بين نوفمبر 1970 حتى وفاته في يونيو 2000. في الواقع، كان الأسد الأب الرجل القوي في سورية منذ 23 فبراير 1966 عندما تولى الضباط العلويون (محمد عمران وصلاح جديد وحافظ الأسد) السلطة الفعلية إثر إنقلابهم على حزب البعث بنسخته المدنية المدعومة من ضباط سنّة، بينهم أمين الحافظ.

طوال كلّ هذه السنوات، كانت الخدمة الوحيدة التي أدّاها حافظ الأسد للبنان، بمسيحييه قبل مسلميه، تخليصه من ميشال عون الذي قبع في بعبدا على رأس حكومة موقتة تضم ثلاثة وزراء مسيحيين من العسكريين، فيما رفض الضباط المسلمون (السني والشيعي والدرزي) المشاركة في حكومته.

لم يكن وراء السماح الأميركي - الإسرائيلي لحافظ الأسد بالتخلص من ميشال عون وإخراجه من قصر بعبدا في 13 اكتوبر 1990 حسن نيّة منه بمقدار ما أنّ الأمر تعلّق وقتذاك بتغيير على الصعيدين الإقليمي والدولي.

إجتاح صدّام حسين الكويت في الثاني من اغسطس من العام 1990 بعد أقلّ من سنة من سقوط جدار برلين، الذي كان نهاية للحرب الباردة وبداية إنهيار الاتحاد السوفياتي.

استطاع حافظ الأسد التكيف مع هذين التغييرين عبر إرسال قوات سورية لتقاتل في الكويت إلى جانب الأميركيين وتساهم، وإن رمزيا، في تحريرها.

في الوقت ذاته كان لا بدّ من التخلّص من الحليف اللبناني لصدّام حسين الذي اسمه ميشال عون أخذ على عاتقه تعطيل تنفيذ إتفاق الطائف. بفضل ميشال عون، إستطاع حافظ الأسد إعادة تأهيل نفسه عربيّا وأميركيّا من جهة ووضع اليد على القصر الجمهوري ووزارة الدفاع في اليرزة من جهة أخرى.

كانت فرصة السماح لحافظ الأسد كي يعيد تأهيل نفسه فرصة لرفيق الحريري بأن يكون صاحب القرار في لبنان لسنوات قليلة فقط (بين 1992 و 1998) استطاع خلالها إعادة الحياة إلى بيروت على الرغم من وجود تحفظات كثيرة لحافظ الأسد عن مشروع الإنماء والإعمار من منطلق حقده على المدينة العربيّة بطابعها المتنوع. لم يكن ذلك ينطبق ذلك على بيروت فقط بل، إنطبق أيضا على دمشق وحلب وحمص وحماة.

كانت سنوت ذهبيّة مرّ فيها لبنان قبل أن يبدأ صعود بشّار الأسد الذي استطاع لعب دور الرجل القوي، ابتداء من العام 1998 بفرضه، مع اللبنانيين الحاقدين على رفيق الحريري، إميل لحود رئيسا للجمهوريّة. كان إميل لحود، يكره رفيق الحريري إلى أبعد حدود.

جاء به بشّار الأسد و«حزب الله» رئيسا كي يتوقف مشروع الإنماء والإعمار وذلك بعد نجاحه في كلّ الإمتحانات التي مرّ فيها، خصوصا إمتحان الشكوى من رفيق الحريري الذي اراد إرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب بتفاهم مع العماد حكمت الشهابي (رئيس الأركان السوري) وعبدالحليم خدام.

يصعب جمع كلّ هذه الكميّة من الحقد على شخص معيّن مثل رفيق الحريري، حقد متوافر بكميات تجاريّة لدى عدد الكبير من الأشخاص والجهات من مشارب مختلفة.

صبّ كلّ هذا الحقد في السعي إلى التخلّص منه في مرحلة بالغة التعقيد إقليميا. كان إغتياله مؤشرا إلى أن عودة لبنان باتت ممنوعة، بل مستحيلة. الأخطر من ذلك كلّه أنّ لا وجود لفرص جديدة أمام لبنان، خصوصا في ظلّ الهيمنة الإيرانيّة عليه وعلى سورية في آن.

أكثر من ذلك، لم يعد من وجود لمن يستطيع تحيّن الفرص وإيجاد شبكة علاقات عربيّة وإقليمية ودوليّة تصب في مصلحة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من لبنان.

راح رفيق الحريري، وراح معه لبنان، راحا ضحية المشروع الإيراني في وقت يمرّ فيه الشرق الأوسط في مرحلة مخاض ستستغرق وقتا طويلا. الأكيد أنه لم يعد في الإمكان التفكير في أي محاولة إنقاذية للبنان بمعزل عن مستقبل سورية وحتى مستقبل تركيا بعد الزلزال الأخير... ومستقبل الوضع الإيراني المأزوم حيث نظام يزداد شراسة كلّ يوم.

لا يعبّر عن هذه الشراسة أكثر من تحوله إلى شريك في الحرب الروسيّة على أوكرانيا، وهي حرب غيرت العالم وستغيّره أكثر في الأشهر القليلة المقبلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رفيق الحريري وفرصة حافظ الأسد رفيق الحريري وفرصة حافظ الأسد



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib