الواقعيّة الأميركية التي لا يوقفها الفشل
6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية
أخر الأخبار

الواقعيّة الأميركية التي لا يوقفها الفشل

المغرب اليوم -

الواقعيّة الأميركية التي لا يوقفها الفشل

خيرالله خيرالله
خيرالله خيرالله

ليس الانسحاب الأميركي من أفغانستان سوى تعبير عن قرار شجاع يعبّر عن الاعتراف بالهزيمة امام "طالبان"، وهي هزيمة امام بلد غير قابل للحياة، كبلد طبيعي، في الوقت ذاته.إنّه تجسيد للواقعية الأميركية المبنيّة على سياسة الحدّ من الخسائر عندما لا يكون هناك مجال لتحقيق انتصار. كان الانتصار الوحيد الذي في استطاعة اميركا تحقيقه في أفغانستان يتمثّل في القضاء على نفوذ "طالبان" وليس في بناء دولة. لم يتحقّق ذلك على الرغم من كلّ الجهود التي بذلت والأموال التي صرفت بعد 11 أيلول – سبتمبر 2001. في النهاية، انتقلت اميركا، في سياق مواجهتها للمعضلة الافغانيّة من سياسة إعادة بناء الدول الى سياسة الحدّ من الخسائر بعد الاعتراف بالفشل.

يشبه الانسحاب من أفغانستان، في جوانب معيّنة، الانسحاب من فيتنام في نيسان - ابريل 1975. كلّ ما تريده إدارة بايدن في الوقت الحاضر هو تفادي انسحاب فوضوي من كابل شبيه بذلك الذي ساد يوم الانسحاب من سايغون قبل 46 عاما.

تعرف إدارة جو بايدن انّ لا مفرّ من اتخاذ قرار بقضي بالانسحاب عسكريا من أفغانستان. فشلت الولايات المتّحدة في عشرين عاما في بناء نظام قابل للحياة في أفغانستان. لم يصمد الجيش الذي بناه الاميركيون وحلفاؤهم امام الزحف "الطالباني" الجديد على المدن والولايات الافغانيّة.

يعبّر الانسحاب من أفغانستان عن واقعيّة أميركية، قبل ايّ شيء آخر. يوجد في أفغانستان حاليا جيش يضمّ نحو 300 الف مقاتل، يفترض انّهم خضعوا لتدريب جيّد. كانت النتيجة يوم توجّب على هذا الجيش مواجهة الحقيقة، أي حقيقة الانسحاب الأميركي، أنّ عناصره لم تصمد. يبدو بلوغ "طالبان" كابول مسألة وقت ليس الّا.

ليست هذه المرّة الأولى التي يعتمد فيها الاميركيون سياسة الحدّ من الخسائر في مواجهة حرب لا يستطيعون الانتصار فيها. حاولوا في فيتنام تحقيق نجاح حيث فشل الفرنسيون الذين هزموا في معركة ديين- بيين – فو عام 1956. كان الفشل الأميركي في فيتنام ذريعا. كان فشلا عسكريا وسياسيا في الوقت ذاته، خصوصا ان الـ"فييتكونغ" كانوا مدعومين من الصين والاتحاد السوفياتي اللذين ارادا تمريغ انف اميركا بالوحل في عزّ الحرب الباردة.

عندما انسحبت اميركا من فيتنام، لم تأخذ في الاعتبار وضع الموالين لها والمتعاونين معها الذين تركتهم خلفها في سايغون. يبدو، هذه المرّة انّها تتصرّف بطريقة اكثر انسانيّة في تعاطيها مع المواطنين الأفغان الذين وضعوا نفسهم في خدمة القوات الأميركية والبريطانيّة في السنوات العشرين الماضية.

احتاجت الولايات المتحدة الى سنوات طويلة كي تتخلّص من عقدة فيتنام التي لازمت الإدارات الديموقراطية بوجه خاص. لا يعني ذلك، أنّ الجمهوريين لم يعانوا من هذه العقدة. يؤكّد ذلك انّ إدارة رونالد ريغان انسحبت من لبنان وتركته لمصيره بعد تفجير مقرّ المارينز قرب مطار بيروت في تشرين الاوّل – أكتوبر 1983. كانت ايران وراء التفجير الذي اودى بحياة نحو 250 عسكريّا اميركيا. استسلمت إدارة ريغان لإيران في لبنان. لا يزال لبنان يدفع ثمن هذا الاستسلام الى الآن...

ستترك إدارة بايدن أفغانستان لمصيرها. اكتشفت بعد حرب استمرّت عشرين عاما انّ ليس لديها ما تستطيع عمله لافغانستان التي ستصبح تحت حكم "طالبان" مرّة أخرى. سيعاني الشعب الافغاني من الظلم والتخلّف والجهل. ستعود المرأة الى سجنها. أي الى البيت المنزلي. لن يعود في أفغانستان مكان ولو ضيّق لثقافة الحياة. لا موسيقى بعد الآن في أفغانستان... لا مدارس للبنات.

هل يستطيع الافغان مقاومة "طالبان" وفكرها الأسود؟ سيصعب عليهم ذلك، خصوصا انّ النسخة "الطالبانيّة" الجديدة ليست نسخة محسّنة عن النسخة القديمة عندما كانت الحركة تحت سيطرة الملّا عمر الذي رفض تسليم الإرهابي أسامة بن لادن الى الاميركيين بعد "غزوتي نيويورك وواشنطن" في 2001.

ما الذي يمكن توقّعه بعد الانسحاب العسكري الأميركي من أفغانستان؟ الأكيد ان هناك قوى اقليميّة عدّة ستشعر بالقلق، بما في ذلك روسيا الصين وتركيا والهند التي تعرف الكثير عن عمق العلاقة بين "طالبان" وباكستان. تخشى الهند من استغلال باكستان هذه العلاقة كي تستخدم "طالبان" في الحرب السرّية المستمرّة منذ سنوات بينها وبين هذا البلد واجهزته الامنيّة التي كانت في الأصل وراء قيام "طالبان"...

لكنّ السؤال المهمّ الذي سيطرح نفسه عاجلا ام آجلا، هل تعتبر ايران ان الانسحاب الأميركي من أفغانستان دليل ضعف تستطيع الاستفادة منه؟ الثابت الى الآن، انّ من الصعب الإجابة عن هذا السؤال. يعود ذلك الى ان الكثير سيعتمد على ما اذا كان هناك من تحسّن طرأ على العلاقات بين النظام الإيراني من جهة و"طالبان" التي باتت على حدود "الجمهوريّة الإسلامية" من جهة أخرى.

مثل هذا التحسّن وارد، خصوصا ان العلاقات بين النظام الإيراني وبقايا "القاعدة" التي لا تزال تستفيد من احتضان "طالبان" ليس سرّا. ولكن، ليس سرّا أيضا ان ايران لعبت دورا في هزيمة "طالبان" واخراجها من كابول في 2001 عندما قرّرت الولايات المتحدة في عهد جورج بوش الابن اجتياح أفغانستان...

سيزيد الانسحاب الأميركي من أفغانستان الوضع فيها تعقيدا. الأفغان ليسوا فيتناميين. الفيتناميون استفادوا من الانسحاب الأميركي واعادوا توحيد بلدهم وبناءه. اكثر من ذلك، اقاموا علاقات اكثر من ودّية مع الإدارات الأميركية المتلاحقة واستقبلوا اكثر من رئيس أميركي في هانوي.

هناك أسئلة كثيرة اخرى ستطرح نفسها في مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان وعودة "طالبان" المتوقّعة الى كابول... هذا اذا لم تحصل مفاجأة تعيق هذه العودة. الامر الوحيد الأكيد انّ اميركا تثبت مرّة أخرى انّها تتبع سياسة واقعيّة. ليس الفشل عائقا في وجه تنفيذ هذه السياسة، خصوصا انّ إدارة جو بايدن مهتمّة بالداخل الأميركي والاقتصاد وبالتحدّي الصيني اكثر من ايّ شيء آخر... امّا الافغان، فيستطيعون العيش مئة سنة أخرى في ظلّ "طالبان" بعدما عجزوا عن استغلال فرصة الوجود العسكري الأميركي لبناء نظام مختلف قابل للحياة بعيدا عن الظلام والظلم والظلاميّة والتخلّف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الواقعيّة الأميركية التي لا يوقفها الفشل الواقعيّة الأميركية التي لا يوقفها الفشل



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 18:53 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهئ تداولاتها في أسبوع

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 03:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الركراكي يعيد أسماء بارزة لتشكيلة المنتخب المغربي

GMT 09:57 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

مخلفات الويسكي وقود حيوي للسيارات في إسكتلندا

GMT 12:54 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب السبت 26-9-2020
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib