حماس وسلاحها الخطير على لبنان
تطورات الحالة الصحية للرئيس البرازيلي عقب إجرائه عملية جراحية طارئة إثر تعرضه لنزيف دماغي وزير دفاع كوريا الجنوبية السابق يحاول الانتحار والشرطة تفتش مكتب رئيس البلاد مقتل 31 شخصاً في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم الأربعاء 23 منهم شمالي القطاع قوات الاحتلال الإسرائيلي تفتح نيرانها على المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة الحكومة الإسرائيلية تحذر القيادة السورية الجديدة من مغبة القيام بأعمال عدائية ضدها فشل الدفاع المدني السوري في العثور على أبواب للطوابق الأرضية لـ سجن صيدنايا شمال العاصمة دمشق إيمانويل ماكرون يُبلغ زعماء الأحزاب أنه سيعين رئيساً للوزراء خلال 48 ساعة ميليشيا الحوثي تستهدف 3 سفن أميركية بعد خروجها من ميناء جيبوتي عبر الطائرات المسيرة والقوة الصاروخية العثور على عالم الكيمياء السوري الدكتور حمدي إسماعيل ندى مقتولًا داخل منزله في ظروف غامضة الجيش الإسرائيلي يستهدف ما لا يقل عن 6 سفن تابعة للبحرية السورية في اللاذقية
أخر الأخبار

"حماس"... وسلاحها الخطير على لبنان

المغرب اليوم -

حماس وسلاحها الخطير على لبنان

خيرالله خيرالله
بقلم : خيرالله خيرالله

يعطي انفجار مستودع أسلحة حركة حماس" في مخيّم البرج الشمالي قرب مدينة صور الساحليّة فكرة عن ممارسات الحركة التي اخذت على عاتقها تشويه صورة الشعب الفلسطيني أينما حلّت. قتل ما لا يقلّ عن شخصين وسقط جرحى جراء الانفجار بعدما امتدت النار الى مخزن لسلاح ومتفجرات عائد الى "حماس" في احد مساجد المخيّم الواقع في جنوب لبنان.

كلّ ما في الامر ان "حماس" ترفض ان تتعلّم من تجارب الماضي القريب التي مرّ فيها الفلسطينيون، خصوصا في لبنان. ترفض اخذ العلم بمدى خطورة سلاحها على لبنان... او ما بقي من لبنان.

جاء الانفجار بعد ساعات من الزيارة التي قام بها يائير لابيد وزير الخارجية الإسرائيلي للقاهرة حيث ناقش مع كبار المسؤولين، على رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، موضوع إعادة اعمار غزّة التي تسيطر عليها "حماس" بإحكام منذ منتصف العام 2007. تلعب مصر دورا ايجابيا مشكورا ذا طابع انساني في جعل الحركة تستعيد صوابها وتوفّر على اهل غزّة مزيدا من العذابات والبؤس والدمار والتخلّف.

حيثما وجدت "حماس" يوجد معها الخراب. لماذا تخزّن سلاحا ومتفجرات في لبنان؟ لماذا ترفض اخذ العلم بأن منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" بالذات، خاضتا نضالا طويلا من اجل الوصول الى بلورة مشروع وطني فلسطيني؟ اهمّ ما ترفض الاعتراف به ان الخروج من لبنان سمح لمنظمة التحرير الفلسطينية باستعادة حريتها. هناك حنين لا معنى له للعودة الى ممارسات مدانة انطلاقا من لبنان.

من المستغرب هذا الإصرار لدى "حماس" على تخزين أسلحة وذخائر في جنوب لبنان مستغلة غياب الدولة اللبنانيّة عن المخيّمات الفلسطينية. كان يكفي تذكّرها بما تسبب به السلاح الفلسطيني في لبنان من اضرار لحقت بالبلد وباللبنانيين من اجل تفادي مثل هذا التوجّه. لكنّ ما العمل مع حركة تنتمي الى جماعة الاخوان المسلمين لا يهمّها ما حل بالفلسطينيين في غزة، فكيف يمكن ان يهمها ما يحل بالفلسطينيين في لبنان وباللبنانيين الذين يقيمون في مناطق قريبة من المخيمات؟

يمكن وضع تصرّف "حماس" في اطار يتجاوز الانفجار الذي وقع في مخيّم البرج الشمالي.

اخذت "حماس" على عاتقها منذ قيامها أواخر العام 1987 ضرب المشروع القائم على حل الدولتين. نفّذت سلسلة من العمليات الانتحارية في إسرائيل من اجل جعل اتفاق أوسلو، الذي وقع في العام 1993، خاليا من أي مضمون. قدّمت بذلك خدمة لا تقدر بثمن لليمين الإسرائيلي الذي رفض أصلا أوسلو من منطلق انّ عليه القضاء على خيار الدولتين... حتّى لو بقي مثل هذا الخيار مجرّد احتمال.

بعد اقل من سنة من قيام "حماس"، اعترف المجلس الوطني الفلسطيني بالقرار الرقم 242 في دورته التي انعقدت في الجزائر في تشرين الثاني – نوفمبر من العام 1988. فتح ذلك الأبواب تدريجا امام حوار أميركي – فلسطيني بعدما اعلن ياسر عرفات، من مقرّ الأمم المتحدة في جنيف بالفم الملآن وباللغة الانكليزية "ادانة الإرهاب".

كان فتح الحوار بين منظمة التحرير والإدارة الأميركية بداية مرحلة جديدة في النضال الفلسطيني من اجل اقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقيّة. أخيرا تخلّصت الادارات الأميركية من عقدة التعهّد الذي قطعه وزير الخارجيّة هنري كيسينجر لإسرائيل في منتصف سبعينات القرن الماضي. كان هذا التعهّد يقضي بامتناع واشنطن عن الدخول في ايّ حوار مع منظمة التحرير الفلسطينيّة.

قبل ذهاب ياسر عرفات الى اعتماد الخيار السياسي وبعده، ارتكب الرجل أخطاء كبيرة في مسيرته. من بين هذه الأخطاء جعل منظمة التحرير الفلسطينيّة رهينة لدى النظام السوري بسبب ولعه بإيجاد موقع على الأرض اللبنانيّة.

لم تتوقف "حماس" منذ ولادتها عن السعي الى إعادة عقارب الساعة الى خلف متجاهلة النضال الطويل للشعب الفلسطيني. رفضت في الوقت ذاته الاستفادة من التجارب المرّة التي مرّ فيها الفلسطينيون منذ انطلاق الكفاح المسلّح في مطلع العام 1965.

يمكن لتصرفات "حماس" في لبنان وتخزينها أسلحة فيه تفسير القرار البريطاني الذي اتخذ الشهر الماضي والقاضي باعتبار الحركة منظّمة "ارهابيّة". وقتذاك، قالت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل في تغريدة على تويتر: "تمتلك حماس قدرات إرهابية كبيرة بما في ذلك الوصول إلى ترسانة (أسلحة) واسعة ومتطورة فضلا عن معدات إرهابية. لهذا أتحرك اليوم لحظر حماس بالكامل". من الواضح ان وزيرة الداخليّة البريطانيّة، مثلها مثل وزيرة الخارجيّة اليزابيت تروس، ترى في "حماس" أداة ايرانيّة. تلمح الوزيرتان الى أسلحة متطورّة لدى "حماس"، مصدرها ايران، في وقت تصدر إشارة بعد أخرى عن مخاوف من الدور الذي تلعبه الطائرات المسيّرة الإيرانية الموجودة عند ميليشيات، مثل "حماس"، يتحكّم بها "الحرس الثوري" الإيراني.

ثمة نقطة اخرى تستأهل التوقف عندها. تتعلّق هذه النقطة بالأولويات التي تتحكّم بـ"حماس". الأكيد انّ تحرير أي شبر من فلسطين ليس في مقدم هذه الأولويات. انسحبت إسرائيل من غزّة في ضوء حسابات خاصة بها. حوّلت "حماس" غزّة الى امارة اسلاميّة محاصرة. يقف العالم متفرّجا على الظلم الذي لحق باهل غزّة. تكفلت "حماس"، بفضل صواريخها، في جعل إسرائيل تبدو في مظهر الضحيّة وبرّرت ممارساتها الحصار الذي تفرضه على القطاع. كشفت "حماس" أنّ هدفها الحقيقي تغيير طبيعة المجتمع الفلسطيني وتحويله من مجتمع منفتح ومثقّف ومتسامح الى مجتمع متزمت ومتخلّف كي يسهل التحكّم به.

قضت "حماس" على المشروع الوطني الفلسطيني. قضت عمليا على القرار الفلسطيني المستقلّ وحوّلت غزة الى قاعدة صواريخ ايرانيّة. هذا ما دفع بريطانيا الى اتخاذ قرارها المتعلّق بتلك الحركة التي تعتقد انّ كلّ ما قام به ياسر عرفات، بإيجابياته وسلبياته، وصولا الى قيام سلطة وطنيّة فلسطينيّة، ليس سوى إضاعة للوقت. تريد "حماس" كتابة تاريخ فلسطين من جديد وربطه بالمصلحة الايرانيّة. تفعل ذلك ايضا من خلال ممارسات لها في لبنان. تتجاهل حتّى ان لبنان في وضع الدولة المفلسة والمنهارة التي تعاني اوّل ما تعاني من فوضى السلاح... سلاح "حزب الله" الإيراني الذي ورث السلاح الفلسطيني!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حماس وسلاحها الخطير على لبنان حماس وسلاحها الخطير على لبنان



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

الرياض - المغرب اليوم

GMT 13:35 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the best
المغرب اليوم - إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the best

GMT 02:13 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

المخرجة الكويتية فاطمة الصفي بإطلالات أنيقة

GMT 05:05 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أهم المواصفات المميزة للفئة الثامنة الجديدة من "بي إم دبليو"

GMT 09:05 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "فولفو" ترغي في عدم استخدام البنزين في عام 2019

GMT 10:03 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

نادي اتحاد الخميسات ينقذ الطاووس من العطالة

GMT 07:08 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

دراسة تؤكد أن رسوم الأطفال مرتبطة بمستوى الذكاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib