يا فرحة ما تمت
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

يا فرحة ما تمت

المغرب اليوم -

يا فرحة ما تمت

توفيق بوعشرين

لم تصبر مملكة البحرين على يوم واحد من بث قناة العرب، المملوكة للملياردير السعودي الوليد بن طلال، فبعد 24 ساعة من البث، أقدمت السلطات في المنامة على وقف التلفزيون الجديد بعد مقابلة قصيرة مع معارض بحريني ينتمي إلى جمعية الوفاق المعارضة.. فما كان من مملكة البحرين إلا أن لجأت إلى توقيف القناة في اليوم نفسه الذي انطلقت فيه، فلم تطلب حق الرد، ولا لجأت إلى القضاء، ولا إلى الحوار مع إدارة القناة، بل مرت وبسرعة إلى العصا، فأوقفت بث القناة السعودية التي اعتقد الأمير الوليد ابن طلال أنه يقدم من خلالها خدمة للمنامة باختيارها مقرا لقناته الإخبارية الجديدة التي أراد منها منافسة قناة الجزيرة و«البي بي سي» وفرانس 24 والميادين، وغيرها من القنوات التي تحوز نسبة كبيرة من المشاهدة في الخليج والعالم العربي، والتي تقدم خدمات إخبارية لا تروق بيت الحكم السعودي، فما كان من الوليد بن طلال، المهووس باضواء الكاميرات وسحر الشهرة، إلا أن سخر ميزانية كبيرة لإقامة منصة إخبارية في المنامة المقربة من الرياض، ولكي يصل إلى احتلال موقع بين الكبار، وإعطاء بعض المصداقية لقناته، والابتعاد على لغة الخشب والدعاية التي تنتهجها القنوات العربية الرسمية، والخليجية منها بالتحديد، عمدت إدارة القناة إلى وضع خطة للانفتاح المدروس على كل الأصوات في الخليج بما فيها المعارضة، وكانت البداية من استضافة نائب رئيس جمعية الوفاق المعارضة للحديث عن تجريد الحكومة البحرينية 72 مواطنا من جنسيتهم (هذه عقوبة يجرمها القانون الدولي وترفضها الأمم المتحدة). فما كان من السلطات البحرينية إلا أن أقفلت بيت القناة، ووجهت رسالة شكوى إلى القصر السعودي.

هذا، وقالت الصحيفة المقربة من رئيس الوزراء البحريني، الشيخ خليفة بن سلمان: «نقول للقائمين على إدارة وتحرير قناة «العرب» إن هذا التصرف (مقابلة المعارض البحريني) يضع علامات استفهام حول حقيقة توجهات إدارة التحرير في هذه القناة منذ الوهلة الأولى». وبتهديد واضح يعبر عن غضب رسمي بحريني شديد على جمال خاشقجي، مدير القناة السعودية، أضاف أنور عبد الرحمن: «إن اللجوء إلى أسلوب العنتريات في التغطية الإخبارية التي تحاولون إبرازها لإثبات أنكم محطة مستقلة لن يجدي نفعا». وكان مدير عام قناة «العرب» الفضائية، جمال خاشقجي، قد أكد مرارا أن «العرب» ستكون على مسافة واحدة من الجميع، وقال: «لن نقوم بالاصطفاف إلى جانب أي طرف».

قناة العرب ليست قناة معارضة، ولا قناة مستقلة، ولا قناة وراءها جهات ليبرالية أو مؤسسات عريقة في الخدمة الصحفية.. هي مجرد قناة مملوكة لجناح في بيت الحكم السعودي، وكل غرضها هو عدم ترك القنوات المنافسة العربية والأوروبية تتحرك لوحدها في ساحة فارغة، ومع كل هذا لم تسمح السلطات في البحرين بهذا الهامش الصغير، ولم تستطع أن تدخل إلى هذا التمرين الديمقراطي، وهو ما يكشف إلى أي حد تبقى شعارات الانفتاح والحوار والإصلاح شعارات شكلية، فالذي لا يصبر على حوار من 15 دقيقة مع معارض، هل يصبر على اقتسام السلطة وإجراء انتخابات شفافة ونزيهة؟

هذه النازلة، على ما فيها من طرافة وخشونة، فإنها تكشف حقيقة مهمة، وهي أن أي وسيلة إعلام، مهما كانت الجهة التي تقف وراءها، ومهما كانت ميزانيتها، فهي تحتاج إلى حد أدنى من المهنية، وإلى «سميغ» أخلاقي، فالدعاية الفجة للسلطة لم يعد لها مكان في الفضاء السمعي البصري، فالمواطن العربي صارت له خيارات أخرى غير الخضوع لتلفزيون الحاكم، والمواطن العربي صار بوسعه أن يعاقب الإعلام الذي تحركه يد الحكومة أو المخابرات أو الجيش أو اللوبيات. التعددية الموجودة اليوم في الفضاء الإعلامي المفتوح صارت تعطي إمكانات للمقارنة بين الأخبار والآراء والتحليلات، حتى إن يوتوب اليوم هو التلفزة العالمية الأولى في كل البلدان المتقدمة والمتخلفة على السواء، وقناة يوتوب لا تعطيك فقط كما كبيرا من الفيديوهات والبرامج والأخبار والتغطيات، بل تسمح لكل مواطن في غرفته أن يعد نشرة أخبار خاصة به، وأن يبثها على قناة يوتوب المملوكة لـ«الحاج غوغل»، كما يسميه الشباب. التلفزيون الرسمي، مثلا، يبث خبرا دعائيا للجمهور، وبعد فترة قصيرة تجد الفيديو نفسه بتعليق آخر من مواطن أصبح متخصصا في فضح الدعاية الغبية للنظام الإعلامي الانكشاري، فيحظى الفيديو الجديد بنسبة مشاهدة عالية جداً…

وخير ما نختم به هذا التعليق على حادثة سير تلفزيون العرب في البحرين قول طريف للساخر الفرنسي كولوش، الذي قال ذات يوم، ساخرا من التلفزة التي كانت ممنوعة عليه لسنوات طويلة: «لا يمكن أن نقول الحقيقة في التلفزة لأن جمهورا كبيرا يتابع الشاشة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا فرحة ما تمت يا فرحة ما تمت



GMT 19:50 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

نكتة سمجة اسمها السيادة اللبنانية

GMT 19:48 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 19:46 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 19:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

هو ظل بيوت في غزة يا أبا زهري؟!

GMT 19:39 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 19:33 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 19:30 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib