وصفة جديدة للقضاء على شعبية بنكيران 22

وصفة جديدة للقضاء على شعبية بنكيران 2/2

المغرب اليوم -

وصفة جديدة للقضاء على شعبية بنكيران 22

توفيق بو عشرين

خطة الحرب على بنكيران وحزبه كانت تقتضي وضع حاجز أو سور أمام المصباح من ثلاث قطع.الأولى يقف على رأسها إلياس العماري وهو يقود حزب السلطة الجديد من أجل تجفيف ينابيع الإسلاميين، والقطعة الثانية يحملها حميد شباط الذي يقود حزب الاستقلال في نسخته الشعبوية الجديدة وشعاره الحرب الإعلامية الشاملة على بنكيران وصحبه، أما القطعة الثالثة، فتكفل بها إدريس لشكر الذي يقود ما تبقى من الاتحاد. وكل هؤلاء أُعطوا مهمة واحدة هي التشويش على بنكيران وإنهاكه حتى يصل إلى المحطات الانتخابية متعبا ومنهوكا، لكن في كل هذه الخطط لم ينتبه المعارضون الجدد إلى حاجتهم إلى المصداقية والبديل .
شباط تكلف بالصراخ والعويل والضرب بالحجر وقول أي شيء عن رئيس الحكومة وحزبه، وإلياس العماري تكلف بإخراج الملفات والأسرار والوثائق وإطلاقها في شبكة من وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، وكل هذا بهدف واحد، ضرب (السمعة الأخلاقية لحزب المصباح). أما الرفيق إدريس لشكر، فقد تكلف بجر بنكيران وصحبه إلى المعركة الأيديولوجية، وإلى زرع الألغام بين المتدينين والعلمانيين، بين الإسلاميين واليساريين، ظنا منه ان هذه المعركة ستجلب الأنظار وستحرج الاخوان .
كان لشكر يتصور أن يساريته تُسعفه في إحراج الحزب الإسلامي أمام الطبقة الوسطى المنفتحة على العصر وثقافة الغرب، لكن الذي حدث هو أن الطبقة الوسطى عاقبت الاتحاد وحلفاءه، ورمت بهم خارج المدن والحواضر وكأنهم شياه جرباء…
عندما لم تعط هذه الأسلحة مفعولا كبيرا في الرأي العام، مرت الدولة العميقة إلى استعمال النقابات تأثرا بالدور السياسي الذي لعبه الاتحاد العام للعمال في الجارة تونس في إضعاف حركة النهضة، وكذلك كان. أنزل شباط الحمير إلى تظاهرات العمال، وقلب الاتحاد المغربي للشغل الطاولة على بنكيران، ورفض الحوار حول إصلاح صناديق التقاعد، ووافق الشيخ الأموي على خطة الامتناع عن الاحتفال بعيد العمال لأول مرة في تاريخ المغرب، وكان بنكيران ديكتاتور كبير لا يتسامح مع العمال ولو ليوم واحد في 365 يوما في السنة . كان التصعيد النقابي مغامرة كبيرة في بلاد الحطب فيها قريب من النار، وكان من الممكن أن تشتعل حرائق في البلاد لولا لطف الله وحكمة الشعب. ولما فشل الثلاثي النقابي، أعطوا المشعل إلى كبار مديري الإدارة والمؤسسات العمومية، الذين تخصصوا في وضع العصي في عجلة السياسة. جواب بنكيران وصحبه كان واحدا وبسيطا وهو (راكم تشوفوا التماسيح والعفاريت لا تتركنا نعمل ولا ترضى بالإصلاح بديلا عن الفساد)…
حزب الأصالة والمعاصرة يريد أن يحارب أصولية الإسلاميين بأصولية الدولة، وحزب شباط يريد مكان بنكيران بدعم الدولة، وإدريس لشكر يريد إعادة بناء الحزب بعائدات الحرب على «البي جي دي» وقبض الثمن من الدولة. والدولة في كل هذه «اللخبطة» تريد أن تقبض لا أن تعطي، تريد من يدفعها لا من تدفعه، تريد من يساعدها لا من تساعده…
يساريو «البام» باعوا الوهم للدولة العميقة، باعوا لها سير حياتهم (CV)، فوجدوا أنفسهم خارج المدن يحكمون على البدو في القرى المهمشة التي كانت ضحية للسلطة والأعيان والسياسات غير الشعبية، والآن يقترحون عليها شعار: «وداوني بالتي كانت هي الداء». والاستقلاليون خرجوا من الحكومة ظنا أنها ستسقط، فإذا بهم يسقطون من لائحة الأغلبية، ومن لائحة عمداء المدن، حتى فاس التي كان زعيمهم يتباهى بالسيطرة عليها، أخذها الوزير الأزمي الذي لا يكاد صوته يُسمع لكثرة هدوئه وبعده عن الصخب. أما الاتحاديون فخرجوا «من المولد بلا حُمُّص»، اشتروا العيب مع بنكيران، ولم يحصلوا على الثمن من المخزن…
ما هو السبيل إذن، لوقف زحف شعبية بنكيران. إليكم الوصفة:
1 ــ لتبتعد الدولة عن الأحزاب وترفع يدها عن التعددية، وتترك المجتمع يعبر عن أفكاره ومصالحه ونخبه وتوجهاته وأيديولوجياته. عندما تدخل الدولة من باب الأحزاب، تخرج استقلالية القرار من النافذة، ويصبح الحزب ملحقة إدارية للسلطة لا تفيد في شيء. المصداقية هي جوهر العمل الحزبي وهي بمثابة الملح في الطعام..
2 ــ توقفوا عن صنع صورة المظلومية فوق رأس بنكيران. عندما تحاربونه وتتآمرون عليه،وتستعملون ضربات ما تحت الحزام لإضعافه، يتعاطف معه الناس أكثر سواء أنجز شيئا أم لم ينجز. الناس البسطاء دائما في صف المظلوم، لهذا لا تتركوا له هذا (الأصل التجاري) يستعمله …
3 ــ الذي يريد أن يضعف شعبية بنكيران، عليه أن يكون ديمقراطيا أكثر منه، ونظيفا أكثر منه،وصريحا أكثر منه، وزاهدا في المال أكثر منه، ومحاطا بطاقم كفء أفضل منه، ويترأس حزبا أو نقابة أو جمعية منظمة أفضل من حزبه. نافسوه على قلوب وعقول الناس، لا على جيوبهم وأطماعهم…
4 ــ إذا أردتم أن تذيبوا شعبية بنكيران في كأس ماء ساخن، فحاربوا الفساد، واقطعوا رؤوس التماسيح، واطردوا العفاريت من المؤسسات العمومية والإدارة ومراكز القرار السياسي والاقتصادي، حيث ينتعش الفساد والريع والامتيازات وسياسة «اعطني نعطيك»..
5 ــ ستتغلبون على بنكيران وحزبه عندما تلعبون معه مقابلة نظيفة وفق القواعد والقوانين وتحت أعين حكم محايد، وعندما يرى الجمهور النخب السياسية ذات مصداقية تتبارى على البرامج والأفكار والحلول للمشاكل، عندها سيختار بناء على معايير جديدة. أما وأنه اليوم يشاهد الضرب والجرح والبلطجة والفساد والتحكم، فإنه ينحاز للطرف الضعيف، ويصوت على من يعطيه الأمل في غد أفضل، والمشكلة اليوم، هي أن الصوت الانتخابي أصبح يتكلم ويمشي ويفكر ويقرر ويقاوم الإغراء ويجازي ويعاقب..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وصفة جديدة للقضاء على شعبية بنكيران 22 وصفة جديدة للقضاء على شعبية بنكيران 22



GMT 18:02 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 18:00 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 17:57 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 17:51 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

التعليم مجانى وإلزامى (٦)

GMT 17:49 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

«المناقيش» سر تعثر لقاء السنباطى وفيروز!!

GMT 17:46 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حكمة نبيل العزبى!

GMT 17:44 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الشركات العامة

GMT 17:42 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أمر شائن!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 14:11 2015 السبت ,23 أيار / مايو

العمران تهيئ تجزئة سكنية بدون ترخيص

GMT 17:38 2022 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه الذهب يسجل رقماً قياسياً لأول مرة في مصر

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب

GMT 15:12 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عمران فهمي يتوج بدوري بلجيكا للمواي تاي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib