الصحوة العربية وحدها لا تكفي
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

الصحوة العربية وحدها لا تكفي

المغرب اليوم -

الصحوة العربية وحدها لا تكفي

بقلم - ادريس الكنبوري

قرارات جامعة الدولة العربية ليس نهاية المعركة بالنسبة للعرب، هناك تقليد سيء دأبت عليه قمم الجامعة، وهو أن التوصيات بعد أن تصدر ويجف حبرها تتحول إلى وثائق ميتة.

أخيرا تمكن مجلس جامعة الدول العربية من أن يقول كلمة سواء، تقريبا، في الموضوع الإيراني، وتمكن العرب من أن يجتمعوا على أمر واحد يعتبرونه عدوا للأمن القومي العربي وتهديدا للمنطقة العربية. فالاجتماع الذي عقده وزراء الخارجية العرب الأحد الماضي في العاصمة المصرية كسر حاجز الصمت الذي كانت بعض العواصم العربية تعتبره شرط الحد الأدنى في الدبلوماسية الهادئة والسلبية تجاه طهران، وهي الأعراف الدبلوماسية التي اعتبرتها هذه الأخيرة مهادنة لها، وسعت إلى استثمارها سياسيا ودينيا ثم عسكريا.

لم تكن المشكلة في إيران على الإطلاق، بل كانت في الانقسام العربي الذي دعم بطريقة غير مباشرة الصلف الإيراني، ووسط هذا الانقسام توسعت الخيارات الإيرانية واتخذ التشيع أجنحة حلق بها في فضاءات البلدان العربية، حتى أنه وصل إلى المنطقة المغاربية التي عانى فيها المغرب من التطاول الشيعي على الحقل الديني فيه، من خلال دعم أنشطة التشيع والتغلغل في النسيج الديني للمملكة، الأمر الذي قاد عام 2009 إلى غضب رسمي وشعبي دفع الرباط إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، في وقت كانت طهران قد بدأت تزحف تدريجيا عبر استفزاز مملكة البحرين في ذلك العام، على خلفية تصريحات للمستشار السابق للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، علي أكبر ناطق نوري، اعتبر فيها أن البحرين جزء من السيادة الإيرانية.

أتذكر أنني في تلك السنة دُعيتُ إلى لقاء على قناة البي بي سي البريطانية في مواجهة المستشار السياسي للرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، أمير موسوي، الذي يعمل اليوم ملحقا ثقافيا بالسفارة الإيرانية في الجزائر، حيث هاجم المغرب والبحرين بشدة، وهاج عندما قلت على الهواء إن ما يسمى بالجمهورية الإسلامية الإيرانية تسكنه في العمق نزعة فارسية انبعثت مع الخميني، وبرهنت على أن القضايا الخلافية التي كانت بين إيران والعرب، وعلى رأسها احتلال طنب الكبرى وطنب الصغرى الإماراتيتين، لم يتم حلها بعد إنجاز الثورة الإيرانية، لأنه كان يفترض بثورة تعلن نفسها إسلامية أن يكون أول ما تفعله هو تصفية تركة الماضي مع البلدان الإسلامية بدل تحويلها إلى مكسب والتقدم نحو المزيد من التوسع في المنطقة العربية عبر استخدام الورقة المذهبية.

وتنظر إيران إلى احتلال الجزر الإيرانية عام 1971 ليس بوصفه أمرا ينتمي إلى الماضي، بل باعتباره حلقة في سلسلة ممتدة الحلقات وكجزء من مشروع أوسع في المنطقة العربية، ولم يكن حدث الثورة الإيرانية عام 1979 إلا التجسيد الواقعي للطموح الفارسي الضاربة جذوره في أعماق التاريخ. ولا يحتاج المرء إلى براهين لكي يصل إلى هذه النتيجة، إذ منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي حين تم إنشاء حزب الله في لبنان لكي يكون امتدادا للنفوذ الإيراني في الجسم العربي والحبل على الغارب، إذ عملت مؤسسة ولاية الفقيه على محاولة اختراق سيادة البحرين والكويت، من خلال إنشاء ودعم ما سمي “الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين” بقيادة محمد تقي المدرسي الذي حاول، بمساندة مباشرة من المخابرات الإيرانية، تنفيذ انقلاب عسكري في البلاد، لكن البحرين أفشلت المحاولة وتم القضاء على الجبهة ومحاكمة عشرات المتورطين في التخابر مع طهران، حتى وصلنا اليوم إلى أن إيران صار لديها نفوذ في أكثر من نقطة بالمنطقة العربية، بل إنها باتت تدرك أن بعض هذه النقاط ليس محل نقاش مثل العراق وسوريا واليمن، حتى وصل الأمر إلى استعمال الصواريخ لتهديد سلامة بلدان عربية أخرى كما حصل مع السعودية.

بيد أن قرارات جامعة الدولة العربية ليس نهاية المعركة بالنسبة للعرب. هناك تقليد سيء دأبت عليه قمم الجامعة، وهو أن التوصيات بعد أن تصدر ويجف حبرها تتحول إلى وثائق ميتة. لم يعد الزمن يلعب اليوم لصالح الدول العربية، وأي فرصة تضيع تتحول إلى مكسب في رصيد إيران، وإذا تمكن العرب من إعطائها هذه الفرصة الأخيرة فيمكن أن نشهد تطاولا أكبر على الأمن العربي مستقبلا.

اتخذت المملكة العربية السعودية هذه المبادرة بالدعوة إلى الاجتماع الطارئ في القاهرة، وهي لم تفعل ذلك إلا وقد أدركت أن التحرش الإيراني بها لديه أهداف تتجاوز السقف السعودي، لأن الأمن السعودي من الأمن القومي العربي، بل في القلب منه، واستهدافه هو في عمقه استهداف للدول العربية قاطبة. أظهرت قرارات مجلس الجامعة في القاهرة أن العرب باتوا على إدراك بالمخاطر التي تمثلها إيران، ولكن الصحوة وحدها لا تكفي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحوة العربية وحدها لا تكفي الصحوة العربية وحدها لا تكفي



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib