الدين والآخر
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

الدين والآخر

المغرب اليوم -

الدين والآخر

ادريس الكنبوري

يسلط "المؤشر العربي 2014"، الذي ظهرت نتائجه قبل أيام عن"المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، الكثير من الأضواء على القضايا المختلفة التي تهم المواطن العربي اليوم، مثل الموقف من المؤسسات الحكومية والديمقراطية والمجتمع المدني والمشاركة السياسية وسواها، وهي القضايا التي لا تزال تشغل الشارع العربي ـ أو الشوارع العربية بالجمع ـ بسبب أن التجارب السابقة ظلت تدور حول نفسها مثل الرحى، لا طحنت زرعا ولا سكتت عن الضجيج، وهو ما جعل المواطن العربي يعيش حالة انتظار دائمة ومفتوحة، لم يزدها ما سمي بالربيع العربي سوى التهابا.

وما يهمنا التطرق إليه هنا هو الشق المتعلق بمكانة الدين في المجتمعات العربية، من خلال النتائج التي أظهرها المؤشر. وهو شق عريض يتطلب دراسات تحليلية أوسع، ولكننا سنتوقف عند محورين أساسيين، يتعلق أولهما بالموقف من الآخر داخل نفس العقيدة، ويتعلق ثانيهما بالآخر خارجها.

مما لا شك فيه أن مرحلة "الربيع العربي" وما بعدها قد شكلت منعطفا مهما جدا في ما يتعلق بحضور الدين في المجال العام، وهذا تحول لعله لم يحصل طيلة تاريخ الإسلام قاطبة. من ناحية كان هناك سقوط المركزية في الخطاب الديني، ومن ناحية ثانية كانت هناك حالة من الشتات في الخطابات الدينية غير الممركزة، وهي سمة طبعها الصراع بين الفاعلين في المجال الديني ووضعية استقطاب حادة، أما من ناحية ثالثة فقد كان هناك عنف غير مسبوق يستمد مسوغاته من النظريات الدينية نفسها، ليس هذا فحسب، بل هو يزايد على الاختيارات الأخرى دفاعا عن مشروعية العنف، ورغم أن هذه الوضعية الأخيرة لها ما يماثلها في تاريخنا الإسلامي، إلا أن أشكال التعبير عنها وأنماطها السلوكية تطورت بشكل لا نظير له.

والواضح أن هذه التحولات الجوهرية التي مست العمل الديني، إن من ناحية الأسس، أو من ناحية المظاهر السياسية والاجتماعية، قد أثرت على مواقف الرأي العام العربي تجاه قضية حضور الدين في المجال العام، فبالقدر الذي أصبح الدين أكثر حضورا في هذا المجال العام بالقدر الذي أصبح فيه هذا الحضور قضية شخصية تحفز المواطن العربي على تحديد موقفه، بحيث إن الدين لم يعد حزمة من التعاليم الأخلاقية والتعبدية فقط، بل أصبح صناعة خاضعة لتقنيات متعددة، مثله مثل أي فلسفة أخرى، ليبرالية أو غير ليبرالية، تتداخل فيها الصورة والخطاب والبهارات السياسية وسيكولوجية التلقي والجمهور.

ولأن الدين هو، بالأساس، خطاب في الهوية، بالمعنى المتعالي، فإن حضور الآخر في هذا الخطاب هو حضور أساسي وجوهري. ولو نظرنا إلى قضية التكفير، على سبيل المثال، التي أصبحت الأساس الذي تقف عليه الجماعات المتطرفة، لوجدنا أنها في مضمونها الفكري والفلسفي خطاب حول الآخر، أو إعادة صياغة الآخر دينيا، وتحديد موقعه إزاء الهوية التي ينطلق منها المكفر، سواء كان هذا الآخر موجودا داخل المعتقد المشترك، أو خارجه.

ومن هذه الزاوية فإن التحولات الأخيرة في العالم العربي، في المجال الديني، قد دفعت المواطنين العرب إلى اتخاذ مسافة شعورية ومعرفية من هذه القضية الشائكة. فحسب"المؤشر العربي" ارتفعت نسبة المؤيدين"بشدة" لمقولة"ليس من حق أي جهة تكفير الذين ينتمون إلى الأديان الأخرى"، من 27 في المائة في مؤشر سنة2012/2013، إلى 30 في المائة في المؤشر الحالي، بينما حفظت فئة المؤيدين على نفس النسبة في كل من المؤشرين، وهي 40 في المائة، بينما بقيت فئة المعارضين "بشدة" في نفس الموقع أيضا، وهي 6 في المائة، وهو رقم له مدلوله الخاص، يشير إلى أن القاعدة الأوسع من الرأي العام العربي تمثيل إلى تغليب كفة التسامح، مع ملاحظة أن نسبة المعارضين قد انخفضت بنقطة واحدة بين المؤشرين، لتنزل من 15 إلى 14 في المائة، لنجد أن نسبة المعارضين على الجملة هي 20 في المائة، لكن دون أن نغفل الترابط الدينامي بين الفئتين، باحتمال انتقال فئة المعارضين إلى فئة المعارضين"بشدة"، والعكس وارد أيضا.

أما مقولة "ليس من حق أي جهة تكفير الذين يحملون وجهات نظر مختلفة في تفسير الدين" فقد حازت اهتماما أوسع، ربما نظرا لموجة التكفير الديني في الإسلام وانتشار الجماعات المتطرفة، حيث انتقلت نسبة المؤيدين"بشدة" من 27 في المائة في آخر مؤشر إلى 32 في المائة في المؤشر الحالي، مقابل تقلص نسبة المؤيدين من 42 إلى 41 في المائة، لكن هذا التراجع لا يبدو مهما أمام تراجع آخر في فئة المعارضين، التي تقلصت من 14 إلى 12 في المائة، بينما حافظت فئة المعارضين بشدة على نفس الموقع، وهو 5 في المائة.

والخلاصة هي أنه ليس من الضروري قراءة التحولات الراديكالية التي يمر منها الإسلام اليوم باعتبارها تحولا في الذهنية العامة نحو مزيد من التشدد، بل العكس، فثقافة التسامح هي التي ستنتصر في النهاية على موجات الغاضبين باسم الدين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدين والآخر الدين والآخر



GMT 19:50 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

نكتة سمجة اسمها السيادة اللبنانية

GMT 19:48 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 19:46 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 19:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

هو ظل بيوت في غزة يا أبا زهري؟!

GMT 19:39 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 19:33 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 19:30 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib