ستّة مفاتيح للأزواج
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

ستّة مفاتيح للأزواج

المغرب اليوم -

ستّة مفاتيح للأزواج

بقلم - الدكتورة عصمت حوسو

الفصل الأول في الزواج شعر، وبقية فصوله نثر... طوبى للناثرين و لا عزاء للشعراء...

يعتقد الكثير من الأزواج أن التواصل بينهما ناجح، وفي الحقيقة يكون نجاحاً (ظاهرياً) فقط لا حقيقياً؛ بسبب تجنّب الحوار خوفاً من المشاكل التي تنجم خلاله في كثير من الحالات، والتهرّب من مناقشة أهم تفاصيل الحياة وأحداثها، والرغبة الشديدة لمنع النكد أن يسود جوّ البيت، ونتيجة لذلك يتبنّى الكثير من الأزواج نظرية (الطبطبة) اعتقاداً -خاطئاً بالطبع- أنها الحل الأمثل!!
من الجائز أن تكون "الطبطبة" حلاً ناجحاً في بعض الأوقات، ولكن من المؤكد أن الطبطبة وترحيل المشاكل، لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تأخذ شرعية الحل السحري في جميع الأوقات ولجميع الخلافات، نتائج ذلك وخيمة جداً على جميع الأطراف؛ فالطبطبة (وقود) تصاعد المشاكل وتراكمها مع الوقت إن تمّ اعتمادها كنهج حياة، فالمشاكل غير المحلولة (جذرياً) والمرحّلة كذلك تطفو فوراً على السطح عند كل موقف مثير، ويوماً ما ستأتي اللحظة الانفجارية وهذه هي الكارثة حقاً.
من أبرز المشاكل المنتشرة بين الجنسين مثلاً أن تشكو الزوجة دائماً : الزوج "لا يستمع لها" ، بالمقابل يشكو الزوج بأنها " محبة للجدل" أي بالوصف الذكوري المتداول أنها (نكدة ومشكلجية). وفي الحقيقة يعود هذا الأمر الى الفرق البيولوجي المختلف لطبيعة كل منهما في أساليب التواصل والتعبير عن مكنونات الذات مما يخلق مشاكل جوهرية بين الزوجين إن لم يتم مواجهتها وحلها أول بأول.

أول مفتاح من مفاتيح التواصل الزوجي الناجح هو (الإنصات) وليس فقط (الاستماع)، الإنصات لما يقوله الشريك وليس ما ترغب في سماعه، ففي كثير من الأحيان يبدو ما يقوله شريك الحياة مختلف جذرياً عما يسمعه الطرف الآخر!! وبالمقابل، الزوجان اللذان ينصتان لبعضهما يعبُران سوء الفهم والنقاشات غير الضرورية ببساطة، لأنهما ينصتان (دون مقاطعة) ويستوضحان النقاط غير المفهومة أثناء النقاش كاستخدام عبارات مثل : "هل هذا ما تقصده؟؟"، "انك تقول كذا وكذا، هل فهمت ما قلته بشكل صحيح؟؟" هل انتهيت مما تودّ قوله؟؟ فطلب التوضيح أو ترديد ما يقوله الشريك وعدم المقاطعة يحول دون حدوث أزمة محتملة بينهما ويظهر احترام حديث الآخر وعدم التقليل من قيمته.
المفتاح الثاني للتواصل الزوجي الناجح هو الانتباه (للغة الجسد) أثناء الحوار وليس فقط التركيز على الكلام المنطوق والمقصود، ليس مهماً ما تقوله بقدر أهمية كيف تقوله؛ فالطريقة ونبرة الصوت قد تنقل الرسالة أو تعيقها، الأمر الذي يقود الى سوء الفهم ووقوع المشاكل بينهما. فإعاقة نقل الرسالة يقود أحد طرفي الحوار الى موقف دفاعي يقابله موقفاً هجومياً من الطرف الآخر، معتمدين على ما تم قوله وما تم سماعه دون الانتباه الى ما تمّ نقله للطرف الآخر دون كلمات . على سبيل المثال الحاجب المقطّب يُظهر الشك والريبة، ولمس الوجه يوحي بالتكتم، ووضع اليدين على الفخذين يعني الغضب أو الإحباط حتى لو لم يكن مقصوداً وحتى لو لم يتم لفظ كلمة واحدة، لذلك يجب مراعاة لغة الجسد وتناسبها مع لغة الحوار وطريقته.

المفتاح الثالث للتواصل الزوجي الناجح هو احترام وجهات النظر عند الاختلاف، فالهدف من الزواج ليس الوصول الى التفكير بشكل متشابه، بل التفكير معاً للوصول الى حلول مشتركة حتى لو كانت الآراء مختلفة وحتى لو لم يتم تغيير وجهة النظر في النهاية. فليس متوقعاً من الزواج الاتفاق في الآراء طيلة الوقت ، ولكن المطلوب هو التعبير عن الرأي بطريقة محترمة ليحظى الزواج بالسعادة والنجاح، لأن طريقة التعبير غير المحترمة تخلق عدم رغبة في الاستماع عند الطرف الآخر وعدم رغبة في إكمال الحوار أيضاً.

فاحترام وجهة نظر الآخر عند الاختلاف وعدم اللجوء مطلقاً الى التهديدات الغاضبة أو الإهانات والشتائم وغيرها من أشكال الهجوم الشخصي يحقق تواصلاً قائماً على الثقة والحب. فالكلمة السليطة أو الملاحظة الطائشة التي تستغرق ثوانٍ في نطقها يستمر تأثيرها على الآخر لسنوات طويلة مما يدمر مناخ الثقة الذي استغرق بناؤه جهداً ووقتاً طويلين.

المفتاح الرابع للتواصل الزوجي الناجح وأحد أهم أسراره هو اختيار الوقت المناسب، فيجب معرفة الوقت الذي يكون فيه شريك الحياة غير مستعد للاستماع. فربما كان اليوم متعباً شاقاً ومشحوناً بالضغط والتوتر ومليء بالمهام المرهقة على أحد الأطراف، فالحديث في مثل هذا اليوم يعتبر غير مناسب ولن يستمع الآخر لما يتم عرضه. فإذا ما أجّل الشريك الحوار لوقت آخر من الضروري احترام رغبته وعدم الشعور بالإحباط أو التجاهل ، بل على العكس يجب الاستفسار عن الوقت المناسب لكل منهما لضمان نجاح الحوار، فاختيار الوقت المناسب للتواصل يضمن استيعاب الطرفين للرسالة المطلوبة.
المفتاح الخامس للتواصل الزوجي الناجح استخدام عبارة "أنا" بدلا من "أنت"، فالبدء بالحديث بعبارة أنا للتعبير عن المشاعر السلبية تجنّب الطرف الآخر الشعور بالهجوم وتضمن عدم إنهاء الحوار بشكل سريع. فبدلاً من التفوّه دائماً بعبارات ( أنت لا تهتم، أنت دائما كذا، أنت لا تفعل كذا) يمكن استبدالها ( بأنا أشعر بالانزعاج من الوضع الفلاني) ، فهنا كان التعبير عن الشعور السلبي الناجم عن سلوك ما وليس من شخص الآخر نفسه/نفسها.
فمثلا: بدلا من القول أنت لا تهتم بي ولا تساعدني بأعمال المنزل ورعاية الأولاد، يمكن استبدالها بأنني أشعر بالتعب الشديد من المسؤوليات، فالأخيرة تأتي بنتائج إيجابية لأنها لم تشعر الزوج بالاتهام والتقصير. وكذلك الأمر للزوجة، فبدلاً من اتهامها بأنها لا تراعي وضعه المالي وغير مكترثة بضغوطه، يمكنك القول لها انك تشعر بضغط مالي شديد وغير قادر على تسديد الفواتير لهذا الشهر مثلا، فذلك يشعرها بالمشاركة ويجعلها تفكر معك بالحلول وكيف تقتصد لتساعدك وتخفف عنك. تلك الأمثلة يمكن القياس عليها في جميع مناحي الحياة الخاصة والعامة على حد سواء.
المفتاح السادس للتواصل الزوجي الناجح هو التعلم من الأخطاء وعدم العودة للماضي أثناء مناقشة المشاكل، إن إثارة المشاكل القديمة عند التحدث مع شريك الحياة يسبب الاستياء ويحول دون مواصلة الحياة قدُما نحو مستقبل سعيد ، ويبقى الطرفان يدوران في الدائرة نفسها مراراً وتكراراً. فإذا كان هناك مشكلة قديمة لا تستطيعان التوقف عن التفكير بها وتسبب ألماً لكليكما يمكنكما عدم خلط الأمور معاً وتخصيص وقت آخر منفصل للحديث بها، وإيجاد حل جذري لها نهائياً في جلسة واحدة فقط حتى لا تُثار في النقاشات المستقبلية.
إن أهم مؤشرات التواصل الناجح في العلاقة الزوجية ليس عدم الخلاف، وإنما طريقة الخلاف وتغيّر نمطه وأسلوبه ونتيجته وطرق حلّه على مدى طولي، فالحفاظ على الهدوء ورباطة الجأش يجنّب الزواج مباريات الصراخ الذي يدمر الحب. ليس شِعر الأيام الاولى بين الشريكين ما يصنع أيقونة الزواج الناجح، بل هو النثر المتقن الذي يكتب رواية الحياة ويرسم أحداثها. هنا على وجه الخصوص... طوبى للناثرين و لا عزاء للشعراء...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ستّة مفاتيح للأزواج ستّة مفاتيح للأزواج



GMT 08:13 2018 الجمعة ,09 آذار/ مارس

سيّدتي لا تصدّقينا

GMT 06:20 2018 الجمعة ,09 آذار/ مارس

الجنة تحت أقدام النساء

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 02:41 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

سؤال للازواج

GMT 15:55 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الصداقة، سعادة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib