حلم الحياة من جديد
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

حلم الحياة من جديد

المغرب اليوم -

حلم الحياة من جديد

بقلم - سهير بشناق

 لماذا ينتابها هذا الخوف؟.
 
 تشعر بان جسدها يرتعش، غير قادرة على الإحساس بشيء وكأنها تحلق في عالم آخر ليس جزءا منها.
 
 لطالما أضجرتها الحياة والأيام المحملة بالمسؤوليات وأشعرتها بالتعب والوحدة تارة والروتين الذي يتسلل إلى حياتها يوما بعد يوم، لتكاد تشعر بأنها تتقن ما هو مطلوب منها وتنجزه دون الحاجة للتفكير به لحظة واحدة.
 
 أحلامها ..كانت اكبر بكثير من واقعها الذي تعيشه تحلم دوما بتحقيق شيء ما لا تعيشه وكأنها على موعد دائم مع الأيام التي لم تكن ترضى عنها وتتقبلها.
 
 لا تختلف حياتها عن حياة نساء أخريات فهي زوجة عليها كم كبير من المسؤوليات، من اللحظة التي قبلت بها ان تكون زوجة وتشارك إنسانا آخر الحياة.
 
 وهي أم تتضاعف مسؤولياتها يومًا تلو الآخر اتجاه أطفالها تشعر بهم مرة ويصيبها العجز مرات أخرى لتشعر بأنها لم تعد قادرة على الاعتناء بهم وتربيتهم وتحمل أخطائهم ومتطلباتهم وحجم اعتمادهم عليها لتقسو عليهم مرات ومرات..
 
 كانت أيامها تسير برتابة، تكاد تسرق منها معنى الوجود، كما تراه هي .
 
 لا ينتهي يوم إلا وتتذمر من كل ما حولها ؛مسؤولياتها،أحلامها التي لا تتمكن من تحقيقها... رغبتها بان تعيش حياة مختلفة لا تعلم كيف تكون إلا أن عدم الرضا عن أيامها كان يرافقها دوما.. في أعماقها توتر دائم يحكم علاقاتها مع كل من حولها وكأنها كانت غير مبالية بهم تشعر أنها تحيا بدونهم لا يعنيها بقاؤهم او رحيلهم.
 
 لم تشعر بالحياة ولم تفهم معناها كما يجب إلا بلحظة واحدة كانت أمامها مجردة من كل شيء، كانت تعيشه سابقا لحظة واحدة غيرت نظرتها للحياة وأدركت معنى أن تكون إنسانة تتعلم أن تحيا كل يوم بما فيه من فرح وسعادة بقرب من تحب..
 
 لحظة واحدة شعرت بها بالخوف ومعنى أن يكون الإنسان قريبا من الرحيل تاركا وراءه كل من أحبهم ولم يدرك قيمتهم ووجودهم بأيامه.
 
 هي تلك الخطة التي اكتشفت بها بان ما تبقى لها من أيام تربطها بالحياة قليلة.. هي تلك اللحظة التي يكون الإنسان بها بمواجهة مع العمر كله يراه بمكان وهو بمكان آخر يبعد عنه ليودعه دون أن يملك خيار آخر يجدد به الأمل بالبقاء.
 
 نظرت لأطفالها وكأنها تراهم للمرة الأولى وكأنها تكتشف معنى وجودهم بحياتها.. هذا الوجود الذي لطالما كان سببا في تذمرها مرات ومرات ومدعاة لشعورها بالتعب والمسؤولية.
 
 نظرت إليهم واكتشفت بأنها لم تتعلم أن تحبهم كما يجب... أن تمنحهم الحب كما يجب أن تقضي أوقاتها معها تشاركهم أيامهم وأحلامهم وتكون جزءا منها عوضا عن كل ما كانت تقوم به من تأدية لاحتياجاتهم فقط غير قادرة على تفهم نوع آخر من الاحتياج لا يمكنهم أن يعبروا عنه لكنهم يشعرون بعدم وجوده في كل مرة يقتربون منها مطالبين بان تكون أما بلا قيود..
 
 استعادت رؤيتها للحياة وكيف تعاملت مع الأيام ومع الآخرين.. كيف حملت هم العمر والأيام وتفاصيلها الصغيرة لتفقد قدرتها على أن تحيا هذه الحياة ولو بقليل من الفرح الذي يمنحها السعادة
 
 أن تحيا دون أن تفكر بالغد الآتي... أن تعيش اللحظة بكل ما فيها لتتمكن من ان تكون كما تريد.
 
 هي اليوم اقرب إلى الرحيل عن البقاء وكم موجع أن يكون الإنسان قد اقترب من النهايات دون أن يعيش البدايات دون أن يفكر للحظة ما بأنه سيغادر كل من أحبهم ليكتشف انه احبهم دون ان يتعلم كيف يحيا بهذا الحب ليتغلل إلى أعماقه ويشعره بقيمتهم.
 
 في هذه اللحظات يصبح الإنسان عاجزا متمسكا بالحياة التي كان لفترات سابقة يتعامل معها من زاوية واحدة أنها لم تقدم له ما يستحقه وما يحلم به ليكتشف بان كل ما تمناه وغضب لأجله لا يستحق لحظة واحدة من الشعور بمعنى الرحيل عنها..
 
 أرادت أن تقترب من كل الذين أحبتهم ولم تراهم كما هم بعد أن عجزت عن أن تحيا بهذا الحب كما هو أرادت ان تخبرهم بان وجودهم بحياتها ليس عابرا بل هو كل ما تملكه وستغادره.
 
 أرادت أن تحيا عمرا جديدا لتودع الحزن ولتفهم معناه الحقيقي عندما يطرق أبواب نفوسنا ويحولها لنفوس متعبة عاجزة ليكون حينها حزنا وألما لا حدود له.
 
 أرادت أن تستعيد كل ما مضى وتتعلم كيف تحيا تمر مرور الكرام من أمام غضبها وتوترها وحزنها لا يستوقفها اي منهم لأنها تحب الحياة ولا تزال تحلم بوجودها بين كل من أحبتهم.
 
 لكنها تشعر بالخوف وجسدها يرتعش.. لا تقوى على الحديث ويداها عاجزتان عن طلب المساعدة ممن حولها اتراها رحلت..؟
 
 أتراها عاجزة عن تقبيل أطفالها للمرة الأخيرة وإخبارهم عن أسفها لكل ما بقلبها من حب لهم لم تمنحهم إياه كما يريدون..
 
 أتراها الآن في عالم أخر لا احد يسمعها... ليتها الحياة تمنحها يومًا آخر.. يوم واحد فقط تعيد ترتيب أيامها كما تتمنى وتعيشها وكأنها لن ترحل أبدا..
 
 يوم آخر كان بصورة لم ترها من قبل..
 
 هو ذاك اليوم عندما سمعت صوت أطفالها للمرة الأولى وهم حولها وينادونها لتصحو وتساعدهم للاستعداد للذهاب إلى مدارسهم..
 
 مدت يدها لهم وهي ترتعش وحضنتهم وحدقت بملامحهم جيدا.. فهي لم ترحل بعد لكنها شعرت بوجع أثقل قلبها ونفسها.. شعرت بالخوف الحقيقي للمرة الأولى بحياتها.. لتكتشف معنى الحياة من جديد بيوم آخر، بعد أن عاشت تجربة الرحيل بأحلامها التي كانت تحياها بطريقة أخرى.. لتدرك بان الحياة خيارات..
 
 وكم تنقلنا الأحلام من حال لحال وتغير قلوبنا ونفوسنا إلى الأبد..
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلم الحياة من جديد حلم الحياة من جديد



GMT 08:13 2018 الجمعة ,09 آذار/ مارس

سيّدتي لا تصدّقينا

GMT 06:20 2018 الجمعة ,09 آذار/ مارس

الجنة تحت أقدام النساء

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 02:41 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

سؤال للازواج

GMT 15:55 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الصداقة، سعادة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib