العرب بين مأزق اللّغة ومأساة المعرفة
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

العرب بين مأزق اللّغة ومأساة المعرفة

المغرب اليوم -

العرب بين مأزق اللّغة ومأساة المعرفة

بقلم : سرور الحشيشة

نقرأ كلّ يوم مقالات ودراسات وأبحاثا وكتبا جديدة تصدرها مجلاّت ودوريّات ودور نشر عربيّة لا تحصى. ولئن كان هذا الكمّ الهائل من الإصدارات يبشّر بغزارة في الإنتاج تسعى إلى أن تجاري في شيء ما يحصل عند غيرنا من الأمم فإنّ هذه الغزارة لا تعكس في واقع الأمر معرفة حقيقيّة تضبطها مقاييس المعرفة العلميّة من جهة ونجاعة المواكبة والإضافة والسّبق من جهة ثانية. ومازال العربيّ ناشرا وقارئا حريصا على فخامة الطّبعة وأناقة الغلاف حتّى صرنا نشتري الكتاب لابتهاجنا بمظهره وحسن إخراجه ونحتفي به لجودة أوراقه ونعومة ملمسها، وإن علمنا أنّه لا جديد منه في العلم ولا موقع له في صرح المعرفة وتراكمها. وإنّ هذا لمؤشّر على أنّ المعرفة ما انفكّت تفقد قيمتها في مجتمعاتنا لأسباب عديدة يرتبط بعضها بما رضيناه لأنفسنا من التّخاذل الفكريّ والحضاريّ والاكتفاء من التّاريخ بموقع مهزوم يعزّي نفسه بأنّ له سلفا صالحا يتغنّى بأمجاده، ويرتبط بعضها الآخر بما أراده لنا غيرنا ذاك الّذي اتّخذ له من العالم مركزا يقودنا منه باعتباره كونيّا وباعتبارنا تابعين، والّذي يحلو لنا أن نسمّيه "الآخر" إبعادا واستيحاشا لاعتقاد أنّه متربّص بنا وبمجدنا التّالدِ. وهذا هو الّذي يفسّر اختزالا ما آل إليه وضعنا الثّقافيّ والحضاريّ. ولنا في الاقتصاد والسّياسة والتّعليم وغير ذلك أمثلة كثيرة. فمازال العربيّ في مختلف المجالات يرضى لنفسه أن يشارك في محافل قوميّة ودوليّة بإنتاج كلاسيكيّ مستهلك لا يجاري ما وصل إليه العقل الكونيّ في شيء، وما زال يتطلّع إلى إثبات الهويّة ونظرته إلى اللّغة العربيّة لا تجاوز ما مدحها به أسلافه في شعرهم ونثرهم، حتّى لم ننافس الألسنة إلاّ في كوننا أهل لسان قيل عنه إنّه أجمل الألسنة، ولم نقدر أن نبلغ به في التّحديث وإنتاج الفكر والحضارة إلاّ نزرا يسيرا لا نضمن معه البقاء في الكون.
إنّ رؤيتنا الماضويّة لهويّتنا هي الّتي تفسّر تذبذبنا بين نبذ هذا "الآخر" وتشويهه من جهة وانبهارنا به ولِياَذنا إليه من جهة أخرى. وهي نفسها الّتي تفسّر غيْرتنا المقيتة على التّراث وشراستنا في الدّفاع عن السّلف، إذ كان العاصم لنا من طوفان الحضارة الكونيّة والثّوب الوحيد الّذي نملكه في عرس المركزيّة الثّقافيّة الغربيّة. وعلى قدر احتمائنا بماضينا ولِياذنا بصحارى شبه الجزيرة العربيّة تَعْلَمُ خوفنا من رياح الجدّة والتّغيير ممثّلة في هذا "الآخر"، فنحن لا نرى أنفسنا إلاّ في الصّحائف الصّفراء ولا نستطيع أن نعيش إلاّ في جلابيب آبائنا.
    وإنّ تخاذلنا في دخول دورة المعرفة أخذا بالعلم والتّطوّر الهائل الّذي يحقّقه وبإحياء اللّغة العربيّة وتطويعها لمواكبة المعرفة العلميّة في أحدث أطوارها وموجاتها هو الّذي يفسّر عجزنا المتواصل عن الخروج من المأزق التّاريخيّ والحضاريّ الّذي انتهينا إليه منذ قرون طويلة. وإذا كان الوضع المعرفيّ المأساويّ مؤشّرا على انفلاتنا من دورة التّاريخ والحضارة كان مأزق اللّغة هو المؤشّر على مأساة المعرفة. ومن أبسط مظاهر المأزق اللّغويّ الّذي يعيشه العرب اليوم ما نراه من أشكال استعمال اللّغة العربيّة على الإنترنت في مختلف المواقع، ومنها خاصّة مواقع التّواصل الاجتماعيّ. ولك في "الفايسبوك" أحسن مثال. فأنت ترى النّاس تكتب العربيّة بحروف لاتينيّة وأرقام، حتّى صار المتعلّمون في المدارس والمعاهد يستبيحون مثل هذه الكتابة في الدّرس ويستعيضون بها عن الأصل الّذي صار غريبا يُرمى أهله بالشّذوذ. وإنّ هذه الحال الّتي آلت إليها اللّغة العربيّة في الاستعمال الحاسوبيّ وغير الحاسوبيّ والّتي يحلو للّسانيّات الاجتماعيّة اعتبارها ظاهرة طبيعيّة أمام احتياجات العصر الملحّة... لناقوس خطر يؤذن بأنّ المأساة على أبواب طور جديد أعمق وأخطر وينبّهنا إلى أنّ الأجيال اليوم تدفع ضريبة تخاذلنا اللّسانيّ في حفظ الهويّة اللّغويّة إحياء وتحديثا وتقصيرنا عن مسؤوليّتنا التّاريخيّة في ضمان البقاء والاستمرار للهويّة الثّقافيّة والحضاريّة.
لقد عاش العرب على وقع النّهضة العربيّة زمنا طويلا تجرّعوا فيه مرارة الماضويّة وأوهامها وما جرّته عليهم سياسات التّأليه والتّمويه. وما زالوا بين مأزق اللّغة ومأساة المعرفة حتّى استفاقوا على ثورات خالوا في عشيّة أنّها الرّبيع يأتيهم بعد شتاء رهيب. ومازالوا في غمرة الأحداث يزيلون أصناما كانوا هم نحّاتيها والعاكفين عليها حتّى رأوا رأي العين أنّ ربيعهم إن هو إلاّ وجه آخر لمأساة اللّغة والفكر ووهم جديد من أوهام "الهويّة المومياء". وهم يعيشون اليوم بين حقيقة الثّورة ووهم الرّبيع فلا تجد لهم من خطاب إلاّ ما بنوه منذ قرون على فكرة الشّقاق والتّفريق. فبات خطابهم نمطيّا محنّطا لا يتصوّر الكون إلاّ شقّين هما "الأنا" و"الآخر" بمختلف أشكاله وتجلّياته. فهو "الآخر" القريب الّذي يقبع بيننا داخل أسوار ديارنا. وهذا يمثّله مرجعان بحسب موقع من يمثّل "الأنا" وهو الشّعب. فهو إمّا الدّولة ممثّلة في حكومات بائسة تتعاقب في صمت مريب ولا تراها الأغلبيّة منها في شيء. وإمّا هو كتل الشّعب إذا نظرنا إليه فرقا وأحزابا سياسيّة ودينيّة وفكريّة....على أنّ صورة الآخر البعيد القابع في بلاد الغرب أو "ديار الكفر" كما توصف من منظور مخالف تظلّ الطّراز الّذي يحكم مقولة الآخر في مخيالنا الجمعيّ وخطابنا. وبقدر ما يعمّق مفهومُ الآخر فِجاجَ الهويّة من جهة وغربتنا الكونيّة من جهة ثانية يعكس ميلنا "الفطريّ" أو مزاجنا إلى شَخْصَنَة السّلطة وفَرْعَنة الأفراد. إنّنا لم نبلغ بعد درجة من الوعي نفهم معها قيمة الكتلة ونقدّر فيها أنّنا حين نجتمع تكون القوّة الفعليّة للجماعة وليست للفرد الواحد وأنّ الحرّيّة ناموس طبيعيّ تقتضيه فطرة الاجتماع وليس هو منّة من الأفراد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب بين مأزق اللّغة ومأساة المعرفة العرب بين مأزق اللّغة ومأساة المعرفة



GMT 13:35 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

تحديات تحولات الكتابة للطفل في العصر الرقمي

GMT 12:06 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

تحديات تحولات الكتابة للطفل في العصر الرقمي

GMT 10:49 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ضفضة_مؤقتة

GMT 11:06 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 20:08 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

فلسطين بين رمضان والفصح المجيد

GMT 10:17 2023 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

مجانية الالقاب على جسر المجاملة أهدر قدسية الكلمة

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib