السينما والفنون والدراما أسلحتنا

السينما والفنون والدراما أسلحتنا

المغرب اليوم -

السينما والفنون والدراما أسلحتنا

بقلم - فراس الور

أكثر سلاح بين أيدينا يخاف منه عدو أمتنا هو سلاح الدراما والفنون والثقافة...فبهذا السلاح تستطيع غزو العالم ونشر ثقافتك العربية في كل منزل و في كل بلد حول العالم من دون أراقت نقطة دم واحدة... لذا يخاف منه عدونا و يحاول حرماننا منه لكي لا نعلي شأن امتنا العربية حول العالم ونجعل العالم يكون الانطباع الجيد حول امتنا العربية لذلك سعوا من يكرهوا امتنا لبيع مصر أم الدنيا وأم الحضارة الإنسانية و إم الدراما و الفنون العربية و لبنان للخراب و التعصب و الدمار...فلو الأمر بيدي لأمسكت بمصر و لبنان و وضعتهما في صميم قلبي لكي يسلما من شر أعداء امتنا...واه عجبي على كمية الدمار التي أصابت مصر في الخمسة سنين الماضية فقط فهدم الربيع العربي ما عمرته مصر في دهر من الزمن من كثرة الحقد على حضارتنا العربية...و الذي لم افهمه لغاية هذه اللحظة هو تقاعس مجلس الأمن عن محاربة من كانوا يدمرون حضارتنا العربية و أثارها في العراق و سوريا...أثار و نفائس تعادل آلاف المليارات من الدولارات دمرت بخمسة سنين...و المشكلة أن تعويضها مستحيل...حسبنا الله و نعم الوكيل بما فعلته القلوب الحاقدة بأمتنا العربية فكدنا أن ندفن و نحن على قيد الحياة لولا شاء الله أن تتم بعض الأمور التي فتحت لنا نافذة دخل من خلالها شعاع امل جديد...و لكن ثمن إهمال ثقافتنا العربية كان كبيرا جدا و السكوت عن بؤر التعصب و التزمت بالوطن العربي كلفنا الكثير و هذه البؤر حاربت الانفتاح الفني و الثقافي لكي تبقى امتنا العربية مدفونة الرأس لا تقوى على الازدهار و الاستقرار و التعايش مع الحضارات المحيطة بنا و من دون أي رجاء لغد مشرق افضل من الحاضر...و الذي نحتاجه للاستقرار هو السلام لتزدان مدننا العربية بالاستقرار من جديد و إلى لغة المحبة و السلام...و الذي سيفتح المجال أمام ازدهار الفنون و الثقافة من جديد...

الفن هو كالنقاط فوق الحروف...فيعطي للمجتمع معانيه الصحيحة و من دونه لا نستطيع فهم الحضارات على حقيقتها...فمن دون الرسومات على جدران مباني المدن الفرعونية لما فهمنا معالم اللغة التي كانوا يكلمونها و لما فهمنا بأنهم يؤمنون بحياة ثانية بعد الممات و لما فهمنا كم كان المجتمع المصري يقدس الرسم و النحت و كم كان يقدس الزراعة و ايضا عن مكانة فرعون الرفيعة...و كم كانت هذه الحضارة في عدة حقبات تاريخية صاحبة نفوذ بالمنطقة و إمبراطوريه حكمت أجزاء واسعة من منطقة الشرق الأوسط و أفريقيا. لولا الرسومات و المنحوتات لما فهمنا الثقافة الدينية السائدة عبر العصور المختلفة  الحقبات الفرعونية من تاريخ مصر....أربعة آلاف سنة فرعونية فهم العلماء الكثير عنها من خلال الأثار و المنحوتات و الرسومات و من أعمال التنقيب التي تمت و مما وجدوه ليتعلم العلماء كيف كان ينتج و يقتات و يعيش أجدادنا لتنجلي حقيقة مارد ثقافي فرعوني كان يهيمن على منطقتنا الجغرافية دهرا بأكمله...و ليثبت كم أن الفنون مفاتيح ناجحة تنقل لنا قيم ثقافية نتفهم من خلالها الكثير حول الحضارات المعاصرة و العتيقة...

الإنسان صاحب البصيرة فهم أمور كثيرة في من الأحداث الأخيرة بالوطن العربي...فتوضحت النوايا تجاه منطقتنا لذلك كم يجدر بنا أن نكون حذرين و محافظين على بيئة صحية و نظيفة نشجع بها فن التعايش السلمي بين اتباع التيارات السياسية المختلفة و أبناء الديانات و المذاهب المختلفة و نشجع بها ايضا العلم و الفنون و الأدب و الثقافة و العلوم الأكاديمية المختلفة على امل أن تكون أسلحة تزيد وعينا لنحمي انفسنا من أية انهيارات مختلفة لبلادنا. و ستبقى لغة الفنون و الدراما اقوى أسلحتنا التي نحمي بها انفسنا من التهلكة و مكائد عدونا لأنها تشحن العقل و الثقافة العامة بالمجتمع و فكر الكتاب و إبداعاتهم و وعيهم لتقدمها للمجتمع بهيئة أدب و سينما و كتب و أعمال إبداعية فلسفة سياسية و فلسفة اجتماعية.

يكفينا استهتار بمجتمعاتنا العربية...يكفينا قتل و دمار و اختلافات...فليس هنالك اجمل من إنسانية تحكم مجتمعاتنا و طفولة بريئة ترسم البسمة على شفاهنا. ليس هنالك اعظم من حرية نقول بها ما يخالج ذهننا و وجداننا من أفكار بناءة و سلام يحصننا من دمار الحرب و ويلات سفك الدم...ليس هنالك اجمل من أيدي تبني و تعمر و تربي فالضغط على زناد السلاح سهل و لكنها تهدم معها بلدان بأكملها فأيهما اسهل علينا؟ استيعاب ثقافة و أراء الأخر أم الذبح و الدمار و التشرد و غربة مرة نفقد بها مجتمعنا العربي و دفئ تقاليده الحلوة الشرقية و نقترب بها من التشرد و العيش في شتات مستمر؟

اصلي أن يعود البعض إلى رجده و يفهم أن المعادلة سترجح إلى كفة التعقل فبين أن نفقد امتنا العربية و الديمقراطية خيط واحد رفيع يعتمد على تأسيس مجتمعنا على صواب الديمقراطية و فبول النقد من الطرف الآخر و على قبول الرأي الآخر و قبول الآخر واحترام عقيدة الآخر و هذه لبنات صلبة وجب أن يتأسس عليها الإنسان من أيام مدرسته من خلال حصص ثقافية و نشاطات تعزز الحوار البناء لا لغة العنف و التطرف تجاه من يخمل ثقافة مختلفة عنا. فبهذه اللبنات سيتأسس أولادنا على التعامل مع المجتمع من حولهم بطرق حضارية بناءة…

أنها معركة وجودية تهدد ديمومة مجتمعنا العربي على خارطة العالم…و تهدد لحمتنا و قدرتنا على العيش المشترك بمنطقة جغرافية واحدة…فيجب أن نفهم حساسية الموقف و خطورته…بأنها معركة مصير عروبتنا و اصبح الأمر اكبر من حزب متعصب يحمل فكر ديني يسعى للسيطرة على بلد عربي ما…فالربيع العربي فجر أسئلة كثيرة حول قدرتنا على  تفعيل لغة الحوار و النقاش و بناء سلام على ارض صلبة …و إلى أي مدى نستطيع الصمود في وجه الرياح العاتية التي يصطنعها عدو عنيد يكره لنا الاستقرار و يسعى لغرز خنجر الحرب و الخلافات في حياتنا. أرجو أن نفهم أننا في حرب تهدد هويتنا و ثقافتنا و وجودنا على الخارطة العالمية و سلاحنا أولا و أخيرا لحمتنا و الفنون و الدراما و الثقافة ليكونوا سفراء رقي و تحضر تبلغ العالم بأننا نستحق أن نعيش و بأننا نملك مقومات الحضارة و نستطيع بناءها و العيش بسلام مع الحضارات المحيطة بنا و بأننا نستطيع أن نكون فاعلين بالمجتمع الدولي مثل دول العالم الأول…اذا اردنا نستطيع…   

سترنا الله مما يخبئه لنا المستقبل..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السينما والفنون والدراما أسلحتنا السينما والفنون والدراما أسلحتنا



GMT 13:35 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

تحديات تحولات الكتابة للطفل في العصر الرقمي

GMT 12:06 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

تحديات تحولات الكتابة للطفل في العصر الرقمي

GMT 10:49 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ضفضة_مؤقتة

GMT 11:06 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 20:08 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

فلسطين بين رمضان والفصح المجيد

GMT 10:17 2023 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

مجانية الالقاب على جسر المجاملة أهدر قدسية الكلمة

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib