فكها يا من وحلتيها

فكها يا من وحلتيها

المغرب اليوم -

فكها يا من وحلتيها

المهدي الحداد
بقلم - المهدي الحداد

سئمنا إلى درجة الضجر من كثرة إعتراضات الأندية الوطنية كل أسبوع وشهر، بشأن اللاعبين الأجانب الأفارقة وأسطوانة إستجابتهم للقانون الذي الاتحاد المغربي لكرة القدم سنة 2015، والمتعلق بضرورة توفر كل ضيف قادم من الجنوب على 10 مباريات دولية على الأقل ليمارس بالبطولة الإحترافية.
 أصبح كل نادي يفتش إداريا في بطاقات ورخص لاعبي الخصم أكثر مما يراقب فيه أوراق لاعبيه، فترى المدرب والكاتب العام والرئيس يعرف كل صغيرة وكبيرة عن اللاعب الأجنبي في صفوف الخصم، أكثر مما يعلمه عن لاعبه المحترف داخل ناديه، وهو الجدل الذي بات يتسبب في فوضى تسييرية وعشوائية، ولغط دائم بين الأندية والاتحاد المغربي لكرة القدم بوساطة الوكلاء والدول التي أتى منها الأجنبي، في مسلسل لتبادل الإتهامات بالتزوير، والتشكيك والمطالبة بربح نقاط المباريات على الورق.
  الاتحاد المغربي لكرة القدم سن القانون وسجن نفسه بسببه، وتورط في قضايا ثانوية هي في غنى عنها، بإصراره موسميا على الإحتفاظ والعمل به، بحجة الرفع من مستوى منتوج البطولة الإحترافية وعدم إستيراد أي كان، لكن سلبيات القانون أكثر من إيجابياته، بعدما أضحت رخصة اللاعب الأجنبي صداع في لجنة الرخص والمصادقة على العقود بالاتحاد المغربي لكرة القدم، والتعقيدات والتضاربات التي تواجهها لإثبات صحة توفر الزائر على 10 مباريات دولية كاملة خلال آخر ثلاث سنوات، أو 5 لقاءات بالفئات السنية بالنسبة للاعبين الذين تقل أعمارهم عن 23 سنة.
هذا القانون المتسرع التي سانده البعض وعارضه البعض الآخر، يخالف توجيهات الفيفا والقوانين الدولية المتعارف عليها في أبرز البطولات العالمية، بحيث لا تضع جل المسابقات المحلية خاصة في أوروبا «كوطا» في وجه الأجانب وتقييدهم بالشروط المتواجدة عندنا في المغرب، ولا تريد السقوط في هذا القانون الإنتقائي المفخخ، بإستثناء البطولة الإنجليزية الصارمة والتي تنهج منذ سنوات عديدة، سياسة إستقبال اللاعبين الدوليين الذين لعبوا 5 مباريات على الأقل مع منتخبات بلدانهم.
 هل يصدق العقل أن بعض اللاعبين الأفارقة الذي ينشطون حاليا في الليغ1 والليغا والكالشيو، لا يمكنهم اللعب في البطولة المغربية لأنهم لا يستوفون شرط عدد المباريات الدولية، فمن يملك القرارات الصائبة؟ نحن أم فرنسا وإسبانيا التي تفتح بابها لأي لاعب في العالم دون النبش في سجله وسيرته؟ أليست لها أيضا الغيرة والقدرة على سن مثل هذه القوانين للرفع من مستوى بطولاتها وعدم القبول بأي كان للركض في ملاعبها؟
من حق أي فريق مغربي أن يجلب اللاعبين المغمورين حتى الهواة من أحياء وقرى الدول الإفريقية، ووحدهم الرئيس والمدير الرياضي والمدرب من يتحملون المسؤولية إن فشلت الصفقة ولم يعطي اللاعب الإضافة للفريق أولا والبطولة ثانيا، والاتحاد المغربي لكرة القدم الذي يقول إنه لن يغير القانون الحالي ويحرص على تطبيقه لخلق التوازن وضم خيرة اللاعبين الأجانب، تُساءل عن جدوى قرارها وتحقيقه للأهداف المرجوة، في ظل التفاوت الواضح في مردود اللاعبين الأفارقة الحاليين، وتألق 4 أو 5 أسماء فقط من أصل أزيد من 50 يملكون الرخص للممارسة في القسم الأول.
 بالليغا والبوندسليغا مثلا يمكن أن تجد 11 لاعبا أجنبيا بالتشكيلة الأساسية للفرق، ولا أحد يحتج أو يدعو لسن قانون لحماية اللاعب المحلي، فالإنفتاح سر النجاح والقيود موجودة في العقول لا الأقدام، ورغم ذلك منتوجهم المحلي مرتفع ومنتخباتهم الوطنية تتسيد العالم، عكسنا نحن من نخاف على بطولتنا المحدودة، وهي التي لا تصدر أفضل خريجها لفرض نفسه داخل عرين الأسود.
 لم يكن يوما قياس الإضافة وتحسين الجودة في الرياضة وكرة القدم، بسن هكذا قوانين مثيرة للجدل ومهيجة للإعتراضات، ومحرضة على التزوير والطعون، ف«كوطة» الأجنبي عندنا بدعة صدقناها لم نستفد منها شيئا ونؤدي ثمنها، وللجامعة نقول بعدما أمست قاضيا ومتهما في الوقت نفسه، وبعد كل ما أثير ويثار من معايير الترخيص ومصداقية الأرقام ونجاعة هذا القانون الجمْرة، «فكّْها يا منْ وحّلتيها.»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فكها يا من وحلتيها فكها يا من وحلتيها



GMT 18:30 2020 السبت ,23 أيار / مايو

تأملات في فلك ألعاب القوى المغربية

GMT 10:34 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخيرا أصبحنا نستوعب الدروس

GMT 08:58 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"واشْ عرفْـتوني"

GMT 03:39 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

عناد فوزي لقجع

GMT 16:50 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

شكرا

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر

GMT 15:35 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

وفاة شخص في حادثة سير خطيرة وسط الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib