الدبلوماسية أداة للحكم الدولي
تطورات الحالة الصحية للرئيس البرازيلي عقب إجرائه عملية جراحية طارئة إثر تعرضه لنزيف دماغي وزير دفاع كوريا الجنوبية السابق يحاول الانتحار والشرطة تفتش مكتب رئيس البلاد مقتل 31 شخصاً في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم الأربعاء 23 منهم شمالي القطاع قوات الاحتلال الإسرائيلي تفتح نيرانها على المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة الحكومة الإسرائيلية تحذر القيادة السورية الجديدة من مغبة القيام بأعمال عدائية ضدها فشل الدفاع المدني السوري في العثور على أبواب للطوابق الأرضية لـ سجن صيدنايا شمال العاصمة دمشق إيمانويل ماكرون يُبلغ زعماء الأحزاب أنه سيعين رئيساً للوزراء خلال 48 ساعة ميليشيا الحوثي تستهدف 3 سفن أميركية بعد خروجها من ميناء جيبوتي عبر الطائرات المسيرة والقوة الصاروخية العثور على عالم الكيمياء السوري الدكتور حمدي إسماعيل ندى مقتولًا داخل منزله في ظروف غامضة الجيش الإسرائيلي يستهدف ما لا يقل عن 6 سفن تابعة للبحرية السورية في اللاذقية
أخر الأخبار

الدبلوماسية أداة للحكم الدولي

المغرب اليوم -

الدبلوماسية أداة للحكم الدولي

بقلم لبنى أمحير

قبل مائة سنة أثيرت مسألة مستقبل الدبلوماسية نتيجة للتقدم التكنولوجي والإهتمام التدريجي لعامة الشعب بمجال السياسة الخارجية، كما أن هناك عدة عوامل تؤثر على العمل الديبلوماسي منها ما هو سياسي وما هو اقتصادي.
 
فبعد الحربين العالميتين والحرب الباردة، بدأ التنافس ما بين القوى العظمى وإستعمال الديبلوماسية كأداة فرض القوة السياسية والإيديولوجية عبر العلاقات والمصالح الدولية، حيث إضطرت الديبلوماسية نتيجة لذلك وفي العديد من الأحيان لأداء "رقصة الموت".
 
لكن نهاية الحرب الباردة غيرت بشكل جذري المشهد السياسي الدولي، حيث اضطرت الأنظمة السياسية الحاكمة في العالم للانفتاح على فاعلين جدد في طليعة العلاقات الدولية وإعتبار الديبلوماسيين أكثر من سعاة بريد فخريين.
 
وتواجه الحكومات اليوم منافسة شديدة من قبل الجهات الفاعلة الأخرى كالقطاع الخاص، والجماعات الترابية، والمهاجرين، ووسائل الإعلام وغيرها من كيانات المجتمع المدني التي  تطالب من الحكومة أن تتخذ مصالحها في الاعتبار، وأن تساهم برأيها في صنع وتنفيذ السياسة الخارجية.
 
فعلى سبيل المثال، في جنيف يوجد حاليا نحو 1400 منظمة غير حكومية مسجلة رسميا مع مكتب الأمم المتحدة، كلها دولية ولها فروع في اثنين على الأقل أو أكثر من البلدان. وعلى الرغم من أن وضعها يختلف عن الدبلوماسيين في الممارسة العملية، فغالبا ما تشارك في العملية السياسية، لاسيما في مجال تعزيز ومناقشة قضايا مثل حقوق الإنسان وحماية البيئة. في الوقت الحاضر، يجب الإعتراف بقوة ضغط المجتمع المدني الذي يؤثر في كثير من الأحيان على القرارات الدولية.
 
المنظمات غير الحكومية ليست الوحيدة التي تساهم في هذه العملية الدبلوماسية، فهناك أيضا السلطة التشريعية التي وضعت بنجاح هيكلا من التفاعل العالمي والإقليمي، الذي يلعب الآن دورا مهما في الإجتماعات الدبلوماسية التي كانت من قبل حكرا على السلطة التنفيذية. في نفس هذا الإطار المؤسساتي، تؤدي اللجان النيابية المهتمة بالشؤون الخارجية دورا مهما في المجال الديبلوماسي والعلاقات الدولية والتعاون من خلال نشاطها داخل البرلمانات والمنتديات و المؤسسات فضلا عن تنفيذ الاتفاقات الدولية. كل هذه الأدوات والآليات تعطي البرلمانات دورا هاما في القضايا الخارجية وقوة تأثيرية عبر دبلوماسية شعبية و لوبيات غير رسمية. وبطبيعة الحال، فكلما كانت مكانة البلدان قوية في المجتمع الدولي كلما أكدت على حد سواء على تطوير خدماتها الدبلوماسية و تقوية لجانها النيابية ذات الصلة.
 
من ناحية أخرى، فإن الدبلوماسية الإقتصادية بدأت تهيمن تدريجيا على الدبلوماسية التقليدية المبنية على السياسة، كما قد كتب الكثير في السنوات الأخيرة حول النمو الهائل للتفاعلات الإقتصادية العابرة للحدود الوطنية. في الواقع، ومع التوسع الهائل للتجارة الدولية وقوة الشركات الخاصة والتحويل الإلكتروني للأموال، أصبح دور ومديري الصناديق الخاصة وأصحاب المشاريع الكبرى متفوقا على البنوك المركزية ووزراء المالية. فالحكومات في كل مكان تهتم في المقام الأول بالحفاظ على القدرة التنافسية لإقتصاداتها التي تنفتح بدورها على العالم الخارجي بينما تتوسع السوق العالمية بشكل ضخم و تتنوع وتتعدد مع ذلك الفعاليات الاقتصادية.  
 
وهناك عاملا آخر ذو أهمية في التأثير على الدبلوماسية الحديثة، وهو ثورة الإتصالات والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. كل هذا يدل على الترابط المتزايد في العالم. الآن، المشاكل التي تؤثر على جزء واحد من سكان العالم، يمكن أن تنتشر بسرعة كبيرة إلى الكوكب بأسره. كل واحد منا، الأغنياء والفقراء، النساء والرجال، الصغار والكبار، مصيرنا مشترك رغم التجزئة والتعريب من اتساع الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة بسبب العولمة ، كما يؤدي تسارع وتيرة الأحداث إلى  ضغط الوقت و تعدد منابع الخبر.
 
كل هذه التحولات تجلب تحديات جديدة للدبلوماسية على المستوى العالمي: الحفاظ على السلم الإيجابي والأمن الشامل، التحول الديمقراطي، تعزيز حقوق الإنسان، التعاون الاقتصادي والتنمية المستدامة، تسهيل الأعمال و التدخلات الإنسانية، والوقاية من الإرهاب و محاربة الجرائم المنظمة العابرة للحدود.
 
اليوم، صار حتميا على الدبلوماسية ان تساعد القادة السياسيين والاقتصاديين في مواجهة التغييرات العالمية، على نحو تطوري، غير عنيف وديمقراطي. واحدة من أهم أولوياتها هو تسهيل الحكامة الجيدة على الصعيدين الوطني والدولي.
 
النهضة الدبلوماسية التي لا طالما لعبت دور الوسيط بين الحكومات لديها الآن فرصة لتصبح أداة للحكم الدولي، خصوصا في هذا العصر الجديد من الصراعات الفوضوية و الحروب اللامنتهية، التي تفتت الدول و تهدد استقرار البلدان و الحكومات، حيث أصبح العالم مجزأ و شديد التعقيد كما وصفه باراك خانا في كتابه "كيف تحكم العالم".

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدبلوماسية أداة للحكم الدولي الدبلوماسية أداة للحكم الدولي



GMT 14:20 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 12:23 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

أعلنت اليأس يا صديقي !

GMT 05:17 2023 الأربعاء ,05 إبريل / نيسان

اليمن السعيد اطفاله يموتون جوعاً

GMT 00:59 2022 الإثنين ,14 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 11:30 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 19:57 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

الرياض - المغرب اليوم

GMT 13:35 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the best
المغرب اليوم - إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the best

GMT 02:13 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

المخرجة الكويتية فاطمة الصفي بإطلالات أنيقة

GMT 05:05 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أهم المواصفات المميزة للفئة الثامنة الجديدة من "بي إم دبليو"

GMT 09:05 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "فولفو" ترغي في عدم استخدام البنزين في عام 2019

GMT 10:03 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

نادي اتحاد الخميسات ينقذ الطاووس من العطالة

GMT 07:08 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

دراسة تؤكد أن رسوم الأطفال مرتبطة بمستوى الذكاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib