الرئيسية » في المكتبات

القاهرة ـأ ش أ

يقول الكاتب السعودى، على بن محمد الرباعى، فى كتاب جديد له، إنه مع أن عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية هو عهد إصلاح وانفتاح فإن هناك تيارات فى السعودية تتصارع باسم الدين والنظرات الدينية المتباينة. جاء ذلك فى كتاب الرباعى الذى حمل عنوان "صراع التيارات فى السعودية"، الكتاب الذى صدر عن دار (رياض الريس للكتب والنشر) فى بيروت وقع فى 111 صفحة متوسطة القطع. فى تقديم الكتاب قال المؤلف "تعارفت الأمم المتحضرة عبر تاريخها على أن النخب الثقافية بمختلف تنوعها وتياراتها هى المعنية بصناعة وأحداث التغيير والإصلاح والتطوير وتنمية وعى وقدرات المجتمع لنيل حقوقه ورفع مستوى طموحه إلى تحقيق منجزات تؤصل شراكته فى بناء دولته وفق منظومة دولة القانون ومجتمع المؤسسات، إضافة إلى تفكيك الاستبداد والحيلولة دون غلبة تيار كهنوتى على تيارات أخرى تتبنى المدنية كخيار تفرضه تحولات الأمم. "إلا أن واقع الحال فى المملكة العربية السعودية يقلب هذه المعادلة مع ما يدع الحليم حيران فالمشهد الحالى.. .يوحى بأننا لم نعتبر ما جرى حولنا من انقلابات وانفلاتات ما يجذّر للمزيد من الطغيان والتسلط فى غياب دولة القانون والمؤسسات". وأضاف "وليس بدعا من القول حين أبثكم أن فكرة هذا الكتاب نبعت من استقراء لواقع الطرح الثقافى الشعبى الإيديولوجى فى السعودية منذ توحيدها مطلع الثلاثينات من القرن العشرين إذ أن معظم قضايانا التى نعدها جوهرية تتمحور حول ما إذا كان وجه المرأة عورة أم لا، وهل ننفصل عن النساء أم نتصل بهن وما حكم قيادة المرأة للسيارة ومن هم الإسلاميون وما هى مواصفاتهم من خلال طرحهم ومن هم الليبراليون الكفار والملاحدة الذين يريدون إظهار الفساد فى البلاد وبين العباد؟ وما يجب علينا للوقوف فى وجه المتآمرين على الدين؟. "هذه القضايا الشكلية القائمة تحت حجاب تتراكم تحته أحيانا رذائل شتى ومظاهر يتوسل بها بعض الشهوانيين لتحقيق مآرب دنيوية باسم الله تعالى وشرعه، هذه الإشكالات تجاوزتها دول إسلامية عدة يقوم اقتصاد معظمها على التمويل السعودى فيما لم يستطع البلد الذى يغذى شرايين العالم بالموارد البترولية أن يغذى شعبه بالوعى ويتجاوز الجدل العقيم ولم تنجح الثقافة السائدة فى مدنا بأدوات التحول إلى مجتمع منتج فى أفكاره وطرحه وصناعته". وفى معرض إشارته إلى أهمية التنمية قال الرباعى "مقياس التقدم اليوم يقوم على ما ينجز فى ميدان التنمية ونحن تنميتنا فى تأليب بعضنا على بعض وتوظيف قدرات كبرى فى تسويق وتسويغ الهامشى والسطحى والعبثى والمجانى وإلقاء كل فكر حر واع فى سوق التداول الرخيص والسخرية منه". وقال "إنك لن تجد فى المؤتمرات الفكرية العربية أو العالمية صوتا ولا صدى لمفكر سعودى يقدم رؤية إنسانية وحضارية حول قضية جوهرية.. ومع الأسف الشديد فالوعاظ والدعاة فى نظر معظم الناس هم المفكرون ويصدق عليهم أنهم النخب المؤهلة لرسم ملامح المستقبل المشرق". وأضاف أنه فى كتابه هذا "لا يعدو التساؤلات المحرضة على البحث والتنقيب وطرح المزيد من الأسئلة عن سبب ما نحن فيه من تخلف وتراجع عن مواكبة الأمم وأنه لولا النفط فى الصحارى ومكة والمدينة فى الحجاز لما التفت إلينا أحد وما اهتم بأمرنا عاقل وما تأسف على واقعنا محب". وتحت عنوان "الفساد والإصلاح" يرى المؤلف أن ما تعيشه البلاد الآن "جعل المال دولة بين الأغنياء منهم وأحال المجتمع إلى طبقتين رئيستين: ثرية تزداد ثراء وفقيرة تتجشأ فقرا ومتاعب وديونا مع انحسار الطبقة الوسطى تدريجيا". وأضاف "ومن الإنصاف أن نذكر ونشكر توجهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وما اعتمده من منهج إصلاحى يقوم على بعدين: تنموى ووقائى. إننا نستشعر اليوم أن المواطن السعودى خرج من منطق الوصاية وعباءة الأبوية وغدا معتدا بحقوقه وباحثا عنها". وتحت عنوان "صراع التيارات" قال "فمعظم التيارات السعودية تبنى خطابها على عاطفة جياشة غير موضوعية ولا عادلة بعيدا عن اللغة العلمية أو الفكرية المتماهية مع ثوابت المجتمع ومتغيراته، لذا غالبا ما تتأزم الأمور بين رموز التيارات وبين الاتباع لندخل معمعة صراعات مجانية لا تتواءم مع ما ننشده من حضارية الحوار وسنن التدافع والبحث عن الحق عند مخالفنا". وفى فصل عنوانه "تسييس الدين وتديّن السياسة" قال الرباعى "ربما يتفق معى بعض المؤرخين الموضوعيين على أن الدولة الإسلامية التى يتغنى بها جمع من أصدقاء لم تكن دولة (التعبير القانونى عن المجتمع) كما يعرفّها الفلاسفة وعلماء الاجتماع. فما يتصوره البعض دولة لا يتجاوز نصوصا تغلب عليها الظنية والعمومية.. ولو تأسست الدولة باعتبارها منظومة اعتبارية منذ ألف وأربع مئة عام لأمكننا بلوغ النضج السياسى والمعرفى وتحقيق التراكم الإدارى عبر هذه القرون ولربما أمكننا أن نكون اليوم بحجم أوروبا أو أمريكا فى ميزان القوى".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

المكتبة الوطنية للمملكة المغربية تستأنف أنشطتها في هذا التاريخ
إصدار كتاب جماعي جديد يتحدث عن قيمتَي الوفاء وحفظ…
"رياح هادئة" تحمل حوارات ياسين عدنان مع فوزي كريم…
إصدار كتاب يرصد علاقة المثقف بالدولة في "العهد الإسلامي"
سيرة التكوين للمفكر سعيد بنكراد سرد ذهني "يحمل الحيرة…

اخر الاخبار

أخنوش يؤكد أن الملك محمد السادس يتابع تعبئة الموارد…
لجنة القطاعات الاجتماعية في مجلس النواب المغربي تُصادق على…
إيمانويل ماكرون يُشيد بجهود المغرب في مجال تدبير المياه
بوريطة يُرحب بقرار وقف إطلاق النار في لبنان ويدعو…

فن وموسيقى

الفنانة هند صبري ضمن قائمة أكثر النساء تأثيراً في…
منى زكي تحتفي بعرض فيلمها "رحلة 404" في هوليوود…
الكويت تسحب الجنسية من الفنان داوود حسين والمطربة نوال
حسين فهمي يكشف تفاصيل تحضيره لمهرجان القاهرة السينمائي في…

أخبار النجوم

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب…
أحمد العوضي يقبل تحدي أحد متابعيه في ركوب الخيل
مي عمر تدافع عن محمد سامي بعد تسريب فيديو…
حسام حبيب يهاجم شقيق محمد رحيم بسبب شيرين

رياضة

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس…
محمد صلاح يؤكد أن مباراته أمام مان سيتي ستكون…
"الفيفا" يُعلن حصول ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034…
3 لاعبين مغاربة في قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام…

صحة وتغذية

التحفيز العميق للدماغ يعيد القدرة على المشي لمريضين مصابين…
إجراء جراحي يعكس أضرار سرطان الساركوما ويعيد استقلالية المرضى
وزير الصحة المغربي يؤكد أنه لا يمكن وضع تشريعات…
السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

الأخبار الأكثر قراءة