وجدة – هناء امهني
أضحت تعيش الحديقة المحاذية لباب سيدي عبد الوهاب في وجدة، وضعية كارثية بعد أن زحف الاصفرار على مساحة شاسعة من عشبها، ولم تقتصر مظاهر الخراب على العشب فقط، بل طال الدمار السياج الحديدي المحيط بالحديقة، وذلك بسبب الإهمال الذي يطالها، بحكم عدم القيام بمهمة الصيانة، وهو ما جعل الفضاء المذكور ملاذا لمختلف المتسكعين والمنحرفين الذين باتوا يتخذون من ذات المكان موقعا مناسبا للتعاطي لشتى أنواع الإدمان من مخدرات وخمور.
الحديقة المحاذية للمعلمة التاريخية، بعدما خربت تماما وتهشمت، لم يعد لقاصدي الفضاء مكانا للجلوس بقربها، لأنها لم تحضا بالتفاتة رسمية، لإعادتها إلى ما كانت عليه من جمال ورونق، فمن العيب والعار أن تثير حديقة مجانبة لمعلمة تاريخية الاستنكار والتذمر والاشمئزاز، حيث أنها لم تعد تضفي على المعلمة أية قيمة ثقافية عالية، لأن أيادي المخربين عبثت بها، وشوهت بل أتلفت بعض أجزاءها.
وتشهد الساحة أيضا مجموعة من المظاهر السلبية المستفزة لشعور الساكنة الوجدية، التي لم تألف سلوك وممارسات المتسكعين في هذه الحديقة بالذات، والتي كانت إلى عهد قريب جميلة ورائعة تجلب السياح إلى قلب العاصمة الشرقية المحاذية لمعلمة تاريخية لها مكانتها في الجهة.
للإشارة، فقد كانت تعد حديقة باب سيدي عبد الوهاب واحدة من أفضل الحدائق الصغيرة المجانبة لباب سيدي عبد الوهاب، حيث كانت تضفي رونقا وجمالا يجعلها محببة لدى الوجديين الذين يقصدونها من أجل الجلوس، ومتابعة نشاط التجار بالساحة، حيث صارت منذ مدة، بفعل الإهمال والتقصير، تتعرض للتخريب من طرف مجموعة من المعربدين والمتسكعين الذين وجدوها مكانا للشرب وتعاطي المحرمات بشتى أنواعها.