لندن - ماريّا طبراني
قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إن هناك مبالغة في تصوير النفوذ الإيراني داخل العراق، ووصفها بـ "فوبيا إيران"، لافتاً إلى أن إيران وقفت إلى جانب العراق في حربه ضد الإرهاب الذي "جاء إلى العراق عبر سوريا"، وفق تعبيره.
و خلال زيارته الرسمية الأولى إلى بريطانيا، والتي بدأها يوم الإثنين، قال السوداني إن العلاقات العراقية الإيرانية هي علاقات متميزة، مؤكدا على أن طهران حليف مهم لبغداد.
وتابع: "العراق يتميز بأنه يجمع بين علاقاته الجيدة مع إيران وفي الوقت نفسه مع واشنطن"، مما قد يساعد في تقريب وجهات النظر على الصعيد الإقليمي والدولي في عدد من القضايا.
العلاقة بين العراق وسوريا، محطات مختلفة بين الوحدة والتوترات
الحدود المشتركة مع سوريا
وأكد السوداني أن العراق يحترم اختيار الشعب السوري لقيادته الجديدة ونظامه الدستوري، لكنه أعرب عن أمله في أن تكون هذه الإدارة شاملة وتحتوي كافة أطياف ومكونات الشعب السوري.
وأضاف السوداني في مقابلته أن الإدارة السورية الجديدة يجب أن تنبذ الإرهاب والتطرف وتحترم حقوق الإنسان وألا تكون أداة في يد أي جهة خارجية.
رئيس الوزراء العراقي، الذي يزور لندن لتوقيع شراكة استراتيجية في مجالي الأمن والاقتصاد، التقى الملك تشارلز الثاني في قصر باكنغهام، وأكد عزم بغداد على توطيد علاقاتها مع بريطانيا.
وعلق السوداني على التطورات في سوريا ولم يخف قلقه من الوضع الحالي في سوريا وأكد أن "سوريا الجديدة يجب أن تنبذ الإرهاب والتطرف وتحترم حقوق الإنسان وأن تسهم مع المجتمع الإقليمي والدولي في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية المتواجد بالفعل في بعض المناطق داخل سوريا".
وأبرز الملفات التي تحدث عنها رئيس الحكومة العراقية والخاصة بالشأن السوري كانت مسألة الحدود المشتركة بين البلدين التي أكد السوداني أن "هناك تواصلا مستمرا على مستوى الأجهزة الأمنية بشكل شبه يومي" بشأنها.
وأشار إلى أن زيارة رئيس جهاز الاستخبارات العراقية إلى دمشق كانت "لنقل رسائل للإدارة السورية الجديدة، أنه من المهم أن تعبر عن إرادة السوريين وتطلعاتهم وألا تكون أداة لأي جهة خارجية من دون أن نسميها".
رئيس الحكومة العراقية في مقابلة يجلس مقابل السوداني مرتدياً بدلة رسمية يميل لونها إلى الكحلي الغامق.
"فوبيا إيران"
الزيارة التي أجراها السوداني إلى لندن، سبقتها زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران، التقى خلالها رئيس الحكومة العراقية بالرئيس الإيراني.
واعتبرت الزيارة لافتة في توقيتها بعد سقوط حكم الرئيس السوري بشار الأسد، إذ تكمن أهميتها في رغبة بغداد في إعادة تشكيل العلاقة مع طهران وفق الاستحقاقات الإقليمية التي فرضها سقوط النظام في سوريا.
وقال السوداني : "موقفنا ثابت ضد أي تدخل خارجي في أي دولة عربية"، لكنه قال إن تدخل إيران في سوريا إبان حكم الأسد جاء "بناء على طلب ورغبة سورية لمواجهة الإرهاب وتنظيم داعش".
وقال السوداني: "هناك تحديات أمنية ورثناها من مواجهة الإرهاب الذي ساعدتنا في مواجهته إيران و86 دولة أخرى، بينها الولايات المتحدة"، نافياً وجود نفوذ إيراني في العراق، ومضيفاً أن "سياستنا ألا نتدخل في شؤون الدول الأخرى، وبالتأكيد عدم التدخل في الشؤون الداخلية في العراق".
وقال رئيس الحكومة العراقية إن "العراق لديه استقلالية في قراره ولا يسمح لأي دولة بالتدخل في شؤونه"، وأن العلاقات مع إيران قائمة على الاحترام المتبادل، مؤكدا أنه لن يكون جزءاً من التوترات الحالية في المنطقة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وجدد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني رفض حكومته استخدام العراق قاعدة للهجمات أو زج بغداد في حروب إقليمية.
لكنه طالب بعدم تجاهل "حجم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني"، بالإضافة إلى استهداف سلاح الجو الإسرائيلي "سفارات ومواطنين" في دول لم يسمها.
لتقصي الحقائق: كيف تغيرت استراتيجية هجمات الفصائل العراقية على إسرائيل خلال عام من الحرب
كما اتهم السوداني الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو باستغلال الظروف الإقليمية لتوسيع دائرة الصراع.
ورداً على التهديدات الإسرائيلية باستهداف قواعد وأهداف تستخدمها مجموعات عراقية مسلحة موالية لإيران في "إسناد غزة"، اعتبر رئيس الحكومة العراقية أن العالم "فشل في وقف نتنياهو عن توسيع ساحة الصراع، مضيفاً أن "الجميع يركز على ردود الأفعال" ويترك "الانتهاكات والمجازر السافرة التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية".
وأكد السوداني أن مسألة تسليح، ووجود فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران هو شأن عراقي يُحدد وفق القوانين. وأشار إلى أن هذه الفصائل "سواء تتفق معها أو تختلف"، لديها غاية في رفض الوجود الأجنبي في العراق، لافتاً إلى أن حكومته تعمل على إنهاء مهمة التحالف الدولي في البلاد، خلال السنتين الماضيتين.
قد يهمك أيضا:
بغداد تتحرك لاحتواء زلزال سوريا وسط تباين بين القوى العراقية
القوات العراقية تؤكد على أن الحدود مع سوريا مغلقة ومؤمنة بشكل كامل