الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
السيد إدريس عابر

مراكش- ثورية ايشرم

كشف أستاذ التعليم والباحث في الثقافة والتراث الشعبي، والزجال المراكشي والمبدع الحكواتي، السيد إدريس عابر، أنَّ الاهتمام بالثقافة الشعبية لم يأتي بالصدفة وإنما ورثه عن والدته، التي كانت تحفظ الحكايات الشعبية والقصص وتتحدث بالأمثال الشعبية، إضافة إلى والده الذي كان من ضمن المهتمين بالثقافة الشعبية المغربية والقصص والحكايات القديمة الشعبية.

وأضاف عابر، خلال حديث خاص لـ"المغرب اليوم": "ومن أشد المعجبين بعبدالرحمان المجذوب، وقد تربيت على أقواله ومعانيه وقصصه، فقد شربت من نفس الكأس التي شرب منها أبي والذي زرع في داخلي الحب والتعلق بكل ما له علاقة بالتراث المغربي الشعبي الثقافة الشعبية، لأجد نفسي مرتبط بالبحث المتواصل في هذا المجال، واكتشاف خباياه التي أزيد إعجابًا بها وتعلقًا بمجالاتها مهما اختلفت وتنوعت".

وأكمل الحكواتي عابر أنَّ "نتيجة سنوات من البحث والاهتمام بمجال الثقافة الشعبية بدأت تظهر العام 1997؛ حيث كانت انطلاقتي مع التعبير الشفهي الشعبي وإلقاء الحكايات والقصص الشعبية التاريخية التي تعبِّر عن التراث الشعبي المغربي، لتكون 2010 بداية لإصدار أول مؤلفاتي في القصة الشعبية وهو السلسة الأولى من حكاية الجدة تحت عنوان "الحطاب والصندوق"، والتي تتضمن العديد من القصص المغربية التراثية الشعبية التي تحاكي الجمهور المغربي من جميع الفئات العمرية فهي موجهة للكبار والصغار على حد سواء، وذلك يرجع إلى كون الشعب المغربي عاشق لكل ما هو تراثي ومميز ويتضمن لغة سهلة وسلسة تصل إلى القلوب والعقول في الوقت نفسه".

وأوضح الحكواتي عابر: "ويأتي بعد ذلك الجزء الثاني والثالث من نفس السلسلة  إضافة إلى آخر مؤلف في الأمثال الشعبية التي انتقيتها من المحيط الذي أعيش فيه، فضلاً عن اجتهادي الخاص في هذا الموضوع، وقد حققت هذه المؤلفات، إقبالًا كبيرًا ونجاحًا لم أكن أتوقعه في البداية ولم أكن انتظره، كون هذه السلسلة تحاكي كل مغربي وتعيده إلى تلك الحقبة الزمنية التي عاشها وهو طفل يقضي وقت فراغه وهو يستمع إلى قصص الجدة وحكاياتها والتي تعيده هذه السلسلة إلى طفولته وتجعله يرجع إلى تلك الفترة من الطفولة".

وأشار السيد إدريس إلى أنَّ "الثقافة الشعبية المغربية من التراث المغربي الذي يجب أنَّ نحافظ عليه ونوليه اهتمامًا كبيرًا، من جميع الجوانب والجهات سواء الباحثين والشعراء والزجالين والمثقفين والكتاب وحتى الفنانين، إضافة إلى الجهات المسؤولة، وحتى المتلقي الذي يساهم بدوره في جعل هذا المجال يرقى إلى مستوى العالمية وليس فقط جعله حبيسًا خلف الجدران المغربية، فما المانع من جعله يدق كل بيوت العالم، طالما أصبحنا نرى أنَّ الثقافة الشعبية لمعظم الدول العربية باتت تغزو كل الدول؛ منها الثقافة الشعبية المصرية والبحرينية والكويتية وغيرها والتي تنظم لها تظاهرات كبيرة جدًا تعرف مشاركة نخبة عالمية كبيرة من مختلف دول العالم، فلا ينقصنا في المغرب سوى التفاتة صغيرة وبعض الاهتمام حتى نحقق ذلك الشيء الذي سيساعد على الحفاظ عليها من الانقراض، وكذلك اكتساب شهرة  كبيرة قد تفتح الأبواب أمام الشباب للتعبير عن مواهبهم المختلفة وإيصالها إلى العالم".

مضيفًا أنَّ "من بين الأسباب القوية التي دفعتني إلى اختيار هذا المجال هو رد الاعتبار إلى الثقافة الشعبية التي بدأت تعرف عزوفًا كبيرًا من طرف الشباب بعد أنَّ توفي معظم المهتمين بهذا المجال التراثي، وأسعى إلى منح الشباب فرصة للعيش في جو تراثي مميز يحمل من المعاني الشعبية والثقافة الشعبية التي تركها لنا أجدادنا وأسلافنا لنرثها ونورثها وألا نسمح بانقراضها وانتهائها، فكل بلد ليس له موروث ثقافي لا يعتبر وطنًا، فرغم كل العراقيل والتحديات والمشاكل المادية التي عانيتها ومازلت حتى الآن، كوني لا أحصل على دعم من أيّة جهة مختصة فأنا لا أتوانى في أنَّ أعتمد على مالي الخاص في إنتاج وطباعة مؤلفاتي والسهر على مختلف الأنشطة التي أقيمها في هذا الصدد، والتي من خلالها أدعم الشباب الراغب في اكتساب معرفة في الثقافة الشعبية، ودخول هذا العالم المميز والفريد من نوعه".

وأكد إدريس عابر على أنَّ "طموحي كبير في النهوض بالثقافة الشعبية المغربية وتعزيز مكانتها في مراكش، التي تعتبر من أكثر المدن المغربية التي تعرف شعبية مهمة وتحتضن معظم التظاهرات والمهرجانات الشعبية، وذلك من خلال تنظيم مهرجان ربيع الزجل المغربي الذي ستحتضن مدينة مراكش فعاليات دورته الرابعة، والذي يعرف مشاركة مهمة لعدد من الأشخاص من مختلف الأعمار ومختلف المدن المغربية والذي أصبح صيته ذائعًا من طنجة إلى الغويرة، وأكبر دليل على ذلك هو المشاركين الذين يحجون للمشاركة في المهرجان من المدن المغربية مهما بعدت المسافة فهذا لا يهم، وهذا شرف كاف بالنسبة لنا كوننا حققنا نجاحًا وسمعة مميزة، مع العلم أننا نعتمد على مصاريف المهرجان من مالنا الخاص، كما أننا نقوم بعدة أنشطة تثقيفية لها علاقة بالثقافة الشعبية داخل المدارس الابتدائية والجمعيات، بهدف التعريف بها وجعلها محبوبة لدى الأطفال، والحمدلله نلاحظ نتيجة عملنا وعنائنا على وجوه الأطفال ورغبتهم الكبيرة في معرفة المزيد".

واختتم إدريس عابر كلامه أنَّ "جمعية نادي الأصدقاء للثقافة والفنون المراكشي التي اعتبر أحد أعضائها تعمل جاهدة من كل الجوانب على النهوض بكل ما هو فني تراثي وثقافي وجعله مميزًا ومشهورًا داخل المملكة المغربية وخارجها للدور الذي تلعبه في الحياة اليومية للإنسان فهي تساهم في جعله يحاكي الخيال الذي يعتبر منبع الإبداع، ونسعى من خلال الجمعية دائمًا إلى الرفع من شان المدينة الحمراء التي نعشقها ونرغب في جعلها مدينة الثقافة الشعبية ومنبع المواهب الشعبية ومحتضنة لمختلف الراغبين في إبراز ذواتهم في شتى المجالات التي تتعلق بالثقافة الشعبية سواء الحكاية أو الأمثال الشعبية أو الإلقاء والتنشيط الثقافي الشعبي، والزجل والطبخ المغربي وكل ما له علاقة بهذا الموروث الثقافي الشعبي الذي نعتز به كمغاربة".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

خطاط كسوة الكعبة المشرفة يحرز المركز الأول في ملتقى…
انتظارات مدنية لتحقيق "القراءة للجميع"
المستشارة هالة الطويل تُطالب "اليونسكو" بعدم التزامها الصمت وإدانة…
مكتبة محمد بن راشد تستضيف الجزائري واسيني الأعرج أحد…
شاعرات يتحدثن عن آخر أعمالهن في ضيافة دار الشعر…

اخر الاخبار

جلسة طارئة لمجلس الأمن تطالب بخفض التوتر في سوريا…
حماس تعلن عدد الرهائن الذين قتلوا في حرب غزة
قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب…
الملك محمد السادس يُهنئ رئيس رومانيا بمناسبة احتفال بلاده…

فن وموسيقى

منى زكي تحتفي بعرض فيلمها "رحلة 404" في هوليوود…
الكويت تسحب الجنسية من الفنان داوود حسين والمطربة نوال
حسين فهمي يكشف تفاصيل تحضيره لمهرجان القاهرة السينمائي في…
سعد لمجرد يُصدر أغنيته الهندية – المغربية الجديدة «هوما…

أخبار النجوم

وفاء عامر تترك مسلسل "سيد الناس" بسبب الإصابة وتستعد…
بشرى تتألق بين الدراما والجوائز مع عودتها في رمضان…
هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة
ليلى علوي توجه رسالة دعم لمنى زكي والأخيرة ترد…

رياضة

محمد صلاح يؤكد أن مباراته أمام مان سيتي ستكون…
"الفيفا" يُعلن حصول ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034…
3 لاعبين مغاربة في قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام…
"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

صحة وتغذية

إجراء جراحي يعكس أضرار سرطان الساركوما ويعيد استقلالية المرضى
وزير الصحة المغربي يؤكد أنه لا يمكن وضع تشريعات…
السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

الأخبار الأكثر قراءة

انتظارات مدنية لتحقيق "القراءة للجميع"
المستشارة هالة الطويل تُطالب "اليونسكو" بعدم التزامها الصمت وإدانة…
مكتبة محمد بن راشد تستضيف الجزائري واسيني الأعرج أحد…
شاعرات يتحدثن عن آخر أعمالهن في ضيافة دار الشعر…
وزير الثقافة المغربي يُشارك بالمؤتمر الوزاري التحضيري لقمة الفرنكوفونية…