الرئيسية » قضايا ساخنة

القدس المحتلة ـ وكالات

أثارت وفاة الفلسطيني الشاب عرفات جردات في سجن إسرائيلي جدلا حادا بين الإسرائيلين والفلسطينيين. وهذا الجدل يدور حول أكثر من الكشف عن أسباب وفاته.أين يبدأ التعذيب وأين ينتهى؟ هذا هو السؤال من حيث المبدأ والذي يجادل الإسرائيليون والفلسطينيون فيه منذ وفاة عرفات جردات في سجن إسرائيلي، إذ أن فريقا مشتركا من الأطباء الفلسطينيين والإسرائيليين فحص جثته وشخص كسر اثنين من ضلوعه، فهل يعود كسرهما إلى سوء معاملة جردات؟ يجيب الإسرائيليون على هذا السؤال بالنفى، مشيرين إلى أن الضلعين كسرا، عندما حاول أطباء رد الحياة إليه. إلا أن الفلسطينيين ليسوا مقتنعين بذلك. ويتحدثون علاوة على ذلك عن كدمات شديدة في ظهر المعتقل.وقد أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليور بن دور أن أسباب الموقف الفلسطيني واضحة بالنسبة له، فالفلسطينيون يحاولون الانتفاع من وفاة جردات سياسيا. ووصف الادعاء الفلسطيني بأن وفاة الفلسطيني الشاب نجمت عن استخدام العنف ضده، وأنه جزء من حملة تحريضية ضد إسرائيل. "إلا أن هذه الحملة لا تنسجم على الإطلاق مع الواقع"، كما قال.رغم ذلك تبقى هناك أسئلة مفتوحة، فحسب ما قالته منظمة "الحق" غير الحكومية الفلسطينية، توفى منذ عام 1967 أكثر من 200 فلسطيني في السجون الإسرائيلية. ويعود سبب هذا العدد الكبير جزئيا على الأقل إلى طريقة معاملة السجناء الفلسطينيين. ووصف ليور بن دور السجناء بأنهم "قنابل زمنية". "أولئك الذين يتم اعتقالهم في السجون الإسرائيلية، هم فيها لأنهم شاركوا في هجمات إرهابية ومعادية لإسرائيل ومواطنيها"، بحسب ليور. وأضاف أنه تتوفر لدى بعض هؤلاء السجناء معلومات لا يمكن لإسرائيل أن تستغني عنها لضمان حماية مواطنيها. ولذلك يتم استجواب السجناء أيضا، "رغم أننا نستخدم في ذلك أساليب مختلفة، فإن جميعها تنسجم مع الاتفاقات الدولية والقانون الدولي".إلا أن مدير منظمة "الحق" شعوان جبارين لا يوافق على ذلك، فالاعتقالات تتم جزئيا على أساس اتهامات مثل رمى الحجارة أو المشاركة في مظاهرات. وفي حالات أخرى يتم الاعتقال لاسباب إدارية. وفي بعض الحالات لا يُتهم المعتقلون بأي جناية. ولا يعرف المعتقلون في هذه الحالات سبب اعتقالهم. "لا يتم أعلانه(سبب الاعتقال) ببساطة، ولذلك لا يستطيع السجناء الدفاع عن أنفسهم"، كما يقول جبارين.نشرت منظمة بتسيلم الإسرائيلية المؤيدة لحقوق الإنسان عام 2010 وثيقة تتضمن الأساليب المستخدمة في استجواب المعتقلين. وجاء في هذه الوثيقة أن معظم الاستجوابات تتم في غرف أو زنزانات بلا شبابيك وتتم تهويتها بشكل اصطناعي. وقال ربع السجناء الذين تحدثت المنظمة معهم، إن التهوية تثير في بعض الأحيان حرارة شديدة أو بردا شديدا في بعضها الآخر. وعلاوة على ذلك تحدث السجناء عن مراحيض ومرتبات وبطانيات متسخة. وقال بعض السجناء الذين تحدثت منظمة بتسيلم معهم، إن الاستجوابات تستغرق في حالات معينة بضعة أيام لا يُسمح للسجناء فيها أن يناموا. وتحدث ثلث المعتقلين عن تعرضهم للإذلال واستخدام العنف ضدهم.كتبت صحيفة القدس الفلسطينية بعد وفاة عرفات جردات تقول إن إدارات السجون الإسرائيلية تستخدم مثل هذه الأساليب بوعى تام، "إنها لا تُستخدم في حالات نادرة، وإنما في حالات عديدة. ورغم أن التعذيب ينبع من السلطات الأمنية، إلا أن الجهات السياسية والقضائية الإسرائيلية تؤيد تطبيقه". وهذا هو موقف شعوان جبارين أيضا: "تعتبر إسرائيل ممارسة الضغط على المعتقلين الفلسطينيين جزءا من آليتها السياسية". يتهم الإسرائيليون الفلسطينيين وخاصة السلطة الفلسطينية في رام الله بمحاولة الانتفاع السياسي من وفاة جردات ومحاولة إثارة أكبر اهتمام ممكن قبل قيام الرئيس الأمريكي باراك أوباما في نهاية آذار/مارس بزيارة إلى إسرائيل ومناطق الحكم الذاتي الفلسطينية، فالرئيس الفلسطيني محمود عباس يستخدم المأساة للقيام بهجوم سياسي، كما قالت صحيفة "إسرائيل اليوم": "له الحق في ذلك. إلا أن هذه الخطوة الفلسطينية تعني أن رام الله تبتعد عن موقها المعلن بأنها تريد التعاون مع إسرائيل، إذ أنها تشعل بذلك نيران النزاع عمدا".ويرفض الفلسطينيون هذا الاتهام. ويعتبرون أنه من الضروري التفكير في رفع القضية إلى المحكمة الجنائية في لاهاي، كما قالت صحيفة القدس، أي أن القضية تكتسب أكثر فأكثر أبعادا دولية. إلا أن هناك شكوكا فيما إذا ضمنت هذه الحقيقة حلها بالسبل السلمية، فهناك شبح يتخلل حاليا العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية. وهو شبح الانتفاضة الثالثة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إسرائيل ولبنان يوافقان على وقف لإطلاق النار
بعد كشف هوية المتهمين جثمان الحاخام كوغان يصل إسرائيل
وزير المالية الإسرائيلي يدعو لخفض عدد سكان غزة للنصف
واشنطن وباريس تؤكدان أن محادثات وقف إطلاق النار في…
اعتقال 5 إسرائيليين عقب محاولة الاعتداء على قائد القيادة…

اخر الاخبار

أخنوش يؤكد أن الملك محمد السادس يتابع تعبئة الموارد…
لجنة القطاعات الاجتماعية في مجلس النواب المغربي تُصادق على…
إيمانويل ماكرون يُشيد بجهود المغرب في مجال تدبير المياه
بوريطة يُرحب بقرار وقف إطلاق النار في لبنان ويدعو…

فن وموسيقى

الفنانة هند صبري ضمن قائمة أكثر النساء تأثيراً في…
منى زكي تحتفي بعرض فيلمها "رحلة 404" في هوليوود…
الكويت تسحب الجنسية من الفنان داوود حسين والمطربة نوال
حسين فهمي يكشف تفاصيل تحضيره لمهرجان القاهرة السينمائي في…

أخبار النجوم

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب…
أحمد العوضي يقبل تحدي أحد متابعيه في ركوب الخيل
مي عمر تدافع عن محمد سامي بعد تسريب فيديو…
حسام حبيب يهاجم شقيق محمد رحيم بسبب شيرين

رياضة

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس…
محمد صلاح يؤكد أن مباراته أمام مان سيتي ستكون…
"الفيفا" يُعلن حصول ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034…
3 لاعبين مغاربة في قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام…

صحة وتغذية

التحفيز العميق للدماغ يعيد القدرة على المشي لمريضين مصابين…
إجراء جراحي يعكس أضرار سرطان الساركوما ويعيد استقلالية المرضى
وزير الصحة المغربي يؤكد أنه لا يمكن وضع تشريعات…
السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

الأخبار الأكثر قراءة

كندا تعلن تخفيض أعداد المهاجرين إليها ورئيس وزرائها يعترف…
نتنياهو ينتقد ماكرون لدعوته حظر توريد الأسلحة لإسرائيل الرئيس…
جوتيريش يؤكد أن الوضع الإنساني في شمال غزة هو…
بلينكن يلتقي ميقاتي لبحث الحرب بين إسرائيل وحزب الله
خامنئي أمر الجيش الإيراني بوضع خطط الرد على هجوم…