الجزائر - المغرب اليوم
جددت فعاليات حقوقية مشاركة بالدورة الـ57 من مجلس حقوق الإنسان المنعقدة بجنيف مواجهة المرتزقة بجنوب الجزائر المهددة لاستقرار المنطقة ودول الجوار.
وقال رئيس رابطة الصحراء للديمقراطية وحقوق الإنسان، حمادة البيهي، إن الكثير من الدول تشهد في الآونة الأخيرة العديد من الصراعات المسلحة ومظاهر جديدة من العنف ساهمت في زيادة أعداد المرتزقة، مبرزا أنه في إفريقيا كما في أماكن أخرى، يجعل هذا الواقع من أمن وسلامة المدنيين مصدر قلق رئيسي.
ولفت البيهي، في كلمته، اليوم الجمعة، أن مشاركة المرتزقة في النزاعات المسلحة أو في أي عملية أخرى تشكل جريمة واعتداء على حقوق الإنسان، مسجلا أن المدنيين في مخيمات تندوف بجنوب غرب الجزائر، يعانون بشكل كبير من وجود المرتزقة المدعومين من النظام الحاكم الجزائري، مع كل المخاطر التي تهدد حقوق الإنسان والسلام في هذه المنطقة.
واسترسل الفاعل الحقوقي، والعائد من تندوف، موضحا: “لقد أصبحت مخيمات تندوف، في ظل حالة الاحتقان التي تسود هناك وتفشي ظاهرة البطالة بين الشباب، مركزًا رئيسيًا لتهريب الأسلحة وتصدير المرتزقة إلى منطقة الساحل قصد دعم الجماعات الإرهابية وزعزعة استقرار دول الجوار”.
وطالب رئيس رابطة الصحراء للديمقراطية وحقوق الإنسان، المجلس بالتحلي بأقصى درجات اليقظة تجاه التهديد الذي تشكله أنشطة المرتزقة في العالم بشكل عام، وفي جنوب غرب الجزائر بشكل خاص، داعيا في المقابل الدول إلى إفشال كل المناورات التي يقوم بها المرتزقة بهدف زعزعة استقرار هذه المنطقة والاعتداء على سيادة الدول لتنفيذ مخططات جيو استراتيجية.
إلى أن الوضع بمخيمات تندوف لا يطاق ومأساوي، “فالجزائر تقتل بكرة وعشية في أبناء المخيمات وتختطفهم وتعتقلهم وتمارس عليهم أشكالا شتى من العبودية، بدون حسيب أو رقيب وخارج القانون”.
واستشهد رئيس رابطة الصحراء للديمقراطية وحقوق الإنسان بواقعة قتل 20 شابا كانوا يبحثون عن نيازك، قبل شهر تقريبا، مبرزا أن جثثهم ظلت بالصحراء لثلاثة أو أربع أيام، ليتم دفنها بعد ذلك بطريقه غير شرعية دون مراعاة لإرادة عائلاتهم.
وأضاف بحسرة: “قبل ذلك، قتل شباب آخرون كانوا ينقبون عن الذهب بالقرب من مخيم الداخلة وتم حرقهم بالبنزين، وقبلهم رمي آخرون بالرصاص تحت ذريعة أنهم كانوا يهربون المحروقات، فالقتل لا يتوقف”.
وطالب المفوض السامي لحقوق الإنسان والفاعلين الحقوقيين والهيئات الدولية بمراعاة ما يجري في مخيمات تندوف وتسليط الضوء على معاناة ساكنتها، معتبرا أن البلاد التي تتحمل مسؤولية ما يقع هناك، لا يمكنها أن تعطي دروسا للمملكة في حقوق الإنسان “من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة”.
وفي السياق ذاته، قال البيهي إن الجزائر مطالبة بأن “توفر أولا أدنى شروط الكرامة والعيش الكريم لساكنيها قبل أن تحقق دولة مستقلة لسكان مخيمات تندوف، الذين سئموا من الوعود والعنجهيه وبلطجيه ميليشيات البوليساريو”.
قد يهمك أيضاً
الرئاسة المغربية تفتتح الدورة الـ 57 لمجلس حقوق الإنسان الأممي بجنيف