الرئيسية » آخر أخبار المرأة
احنصال ينظف رحاه قبل مجيئ الزبائن

 أسكار(ازيلال)ـ الحسين ادريسي

 أسكار(ازيلال)ـ الحسين ادريسي تقصد النساء مدشرا يسمى أسكار يقيم فيه عدد من السكان وهو تابع لجماعة "تاكلفت" القروية في إقليم أزيلال، لزيارة رحى مخصصة أساسا لطحن الحبوب، لكن غرض الزائرات ليس الحصول على الدقيق وإنما على عريس. في أسكار، الذي يبعد عن التجمع السكاني في مركز الجماعة، قرابة 15 كيلومترا، أقام شاب من أبناء الدوار، ويسمى، لحسن أحنصال، مشروعا على شكل دُكّان، يتبضّع منه السكّان المحليّون

، وبجانبه قام ببناء محل صغير على مجرى الوادي، يوجد داخله رحى كبيرة، يتم تحريك جزئه الأعلى بفعل الطاقة المائية، حيث يمر الماء بقوة ويُدَوِّر ناعورة خشبية تحت الرحى وفق "ميكانيزمات" ميكانيكية.
الرحى الذي نتحدث عنه يسمى ويعرف في المغرب باللغة الأمازيغية بـ"تيسيرْتْ"، وليس الرحى الذي كانت تستعمله النساء قديما في المنازل ويحركنه بقوة اليد لطحن الحبوب.
وبات البعض يفضل طحن الحبوب في رحى الماء، على الآلات الحديدية التي تعمل بالطاقة الكهربائية، بحكم أن تماس الأطباق المعدنية لسحق الحبوب يترك شظايا حديدية مجهرية وسط النقيع.
لكن الراغبات في الزواج وخصوصا العوانس اللواتي يخفن أن يفوتهن قطار اللحاق بفارس أحلام محتمل، يفضلن اللجوء إلى "تيسيرت" على أمل الخروج من محل الرحى وملاقاة خطيب.
وعن آخر زيارتين للرحى، يروي أحنصال لحسن لـ"المغرب اليوم"، بتحفّظ، أن 3 شابات من جماعة مجاورة تجشمن عناء السفر لمسافة قرابة 40 كيلومترا للوصول إلى رحاه قبل شهور، ويبدو أنهنّ لم يكُنّ يحملْنَ حبوبا تطحن وإنما حُبَّا في الزواج وأملا في تكوين أسرة.
وتجري العادة وفق الطقوس المرعية، أن ترمي كل امرأة أو فتاة أو عانس قطعة حلوى أو سُكّر من نافذة صغيرة لتسقط بعناية في المكان المخصص لوضع الحبوب حيث تسقط عبر المرادة، وتسحقها الرحى. وبعده يتم رمي قطع نقدية، كل حسب قدرتها، في المكان الذي يتجمع فيه الدقيق.
ويضيف المتحدث لـ"المغرب اليوم" أن الخطوة الموالية تكتسي طابعا حميميا، يخص كل حالة، بحكم أنه يكون داخل مبنى الرحى ولا يعرف ما يجري في الخارج خلف ستار، سوى أن الفتاة تستحم بالماء الذي يخرج من تحت الرحى وتساعدها في ذلك رفيقاتها.
 وعن الأخبار اللاحقة لهذه القصة، قال لحسن إن اثنتين من أصل الفتيات الثلاث تزوجن في أول أسبوع بعد الاستحمام، والثالثة تحققت لها أمنيتها في الحياة خلال الأسبوع الثاني. وأضاف أن هذه الأخيرة عادت إلى حيث الرحى، في الدوار مرة ثانية ليس لتكرار العملية، وإنما لتشكر صاحب الرحى على لطفه، والترخيص لها بتجربة حظها، ودعت له رفقة عائلتها بالتوفيق.
 قصة فتاتين أخريين، قصدن هذه المرة رحى الشاب "أحنصال" ليس من منطقة أو قرية مجاورة، بل من مدينة غرب المغرب تبعد بحوالي 415 كلمتر. الآنستان جاءتا من مدينة القنيطرة قرابة 44 كيلومترا شمال العاصمة الرباط.
 وقامت الزائرتان أيضا بالتقليد المعروف، أي رمي قطع السكر وبعض الدراهم، واستحمتا. وبعد مدة غير قصيرة علِم لحسن أحنصال بخبر زفاف كل واحدة، مرفوقا بشكرهما.


 وعن السبب الذي يجعل أخبار هذه الرحى، في دوار مدفون بين جبال الأطلس المتوسط تنتشر، قال صاحب المطحنة التي خصصها لطحن الحبوب، ولم يكن يتوقع أن يكون لها هدف ثان غير هذا، هو أن تقنيات التواصل الجديدة، جعلت المغرب قرية صغيرة بل العالم بات كله كذلك، بفضل الإنترنت والفيسبوك والتويتر والرسائل النصية القصيرة SMS عبر الهواتف المحمولة. إذ تنتقل أخبار رحاه بين العوانس والآنسات في المغرب طولا وعرضا.
 وفيما يواصل الماء جريانه دون توقف تحت الرحي الشهيرة المخصصة لطحن الحبوب من قمح وشعير وذرة وفول وغير ذلك، تظهر بين الفينة والأخرى زبائن من الجنس اللطيف لا يحملن حَبا وإنما حُبا تربطه طاحونة الماء بالطرف المبحوث عنه في أقل مدة ممكنة. وتبقى مسببات أو أسباب الربط مجهولة ما عدا اعتقاد الفتيات بسيكولوجيا أن قوة دوران الماء التي تجعل الرحى تسحق أي شيء، تبطل أيضا السحر أو تجلب حظا جديدا وسعيدا.

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

رئيس مجلس النواب يُبرز إصلاحات المغرب لتمكين النساء ويُدين…
كيت ميدلتون تعود للفعاليات الملكية وتشارك العائلة المالكة في…
النساء في الضواحي شريحة سكانية محط اهتمام في الانتخابات…
كامالا هاريس تصف ترامب بأنه "غير متزن" ولا يفكر…
دبي تستضيف منتدى المرأة العالمي للمرة الثالثة نوفمبر المقبل

اخر الاخبار

دور فاعل وحيوي للمغرب في الاتحاد الإفريقي سنة 2024…
إحباط عملية تهريب دولية للمخدرات في ميناء طنجة المتوسط…
مُباحثات مغربية بحرينية لتعزيز التعاون في مجالات التنمية الاجتماعية
الحكومة المغربية تُصادق على تُعين المهندس طارق الطالبي مديراً…

فن وموسيقى

لطفي بوشناق يقدّم أغنية لبيروت ويتضامن مع المدينة الجريحة…
سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…

أخبار النجوم

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن…
زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
محمد رمضان يُشعل مواقع التواصل بمسابقة وجائزة ضخمة
أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

رياضة

المغربي أيوب الكعبي ضمن قائمة أفضل هدافي الدوريات الأوروبية
محمد صلاح بين الانتقادات والإشادات بسبب صورة عيد الميلاد…
المغربي حكيم زياش لا يمانع الانضمام لصفوف الوداد في…
محمد صلاح ينفي شائعات التجديد مع ليفربول ويؤكد أن…

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

كيت ميدلتون تعود للفعاليات الملكية وتشارك العائلة المالكة في…
النساء في الضواحي شريحة سكانية محط اهتمام في الانتخابات…
كامالا هاريس تصف ترامب بأنه "غير متزن" ولا يفكر…
دبي تستضيف منتدى المرأة العالمي للمرة الثالثة نوفمبر المقبل
هاريس تحث الناخبين على عدم اليأس وربط أنفسهم بالواقع…