عمّان - نورما نعمات
حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والمستشار الألماني أولاف شولتس الأحد من خطورة الهجوم الإسرائيلي على رفح بجنوب قطاع غزة، مؤكدين أنه سيفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع. وذكر بيان للديوان الملكي الأردني أن الجانبين بحثا في مدينة العقبة التطورات «الخطيرة» في غزة؛ إذ أكد الملك عبد الله على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل للتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في القطاع. وحذر العاهل الأردني من الأوضاع الإنسانية «المأساوية» في غزة، مؤكداً أنها تستدعي جهوداً مضاعفة لمنع تفاقمها. كما شدد على أهمية «تكثيف الجهود لحماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية للقطاع بشكل كافٍ ومستدام وإيصالها بكل الوسائل الممكنة»، بحسب البيان الأردني.
كما حذر الملك عبد الله من خطورة وقف الدعم المقدم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وتداعياته الخطيرة على قطاع غزة والضفة الغربية والأردن. وجدد العاهل الأردني التأكيد على «رفض الأردن لأي محاولات للتهجير القسري للفلسطينيين بالضفة الغربية وغزة، ولمحاولات الفصل بينهما». وذكر البيان الأردني أن اللقاء تطرق إلى دور الاتحاد الأوروبي وجهوده في تحقيق السلام؛ إذ أكد الملك عبد الله «ضرورة العمل الجاد والفاعل من أجل إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين».
بدوره، حث المستشار الألماني بقوة على وقف إطلاق النار. وقال شولتس في مدينة العقبة الأردنية الأحد: «الأمر المؤكد تماماً هو أننا يتعين علينا الآن أن نبذل كل ما في وسعنا من أجل عدم تفاقم الوضع أكثر مما هو عليه».
في الوقت نفسه، حذر شولتس من شن هجوم بري إسرائيلي في جنوب قطاع غزة، وقال: «أعتقد أن سقوط عدد كبير من الضحايا في حالة هجوم من هذا النوع سيجعل كل تطور سلمي صعباً للغاية. هذا ما يعرفه الكثيرون في إسرائيل أيضاً».
وأضاف شولتس أن «إسرائيل لديها الحق في أن تدافع عن نفسها في وجه الهجوم الذي بدأته حركة (حماس)»، لكنه رأى أنه لا ينبغي أن يؤدي ذلك إلى «تهديد مباشر للكثيرين الذين فروا داخل قطاع غزة إلى مدينة رفح» بسبب الأعمال العسكرية.
واستطرد شولتس حديثه قائلاً: «ولهذا السبب فإنني أوضحت بالضبط كما فعل الرئيس الأميركي أننا نرى أن هذا أمر يتعين علينا فيه فعل كل شيء بحذر جداً جداً من أجل تجنب سقوط أعداد كبيرة أخرى من الضحايا».
وتعليقاً على الاستئناف المزمع للمفاوضات غير المباشرة بين طرفي الصراع حول التوصل إلى هدنة مؤقتة، قال شولتس: «بالنسبة لي، من الواضح تماماً أن المسألة تتعلق الآن أيضاً بتجسيد فرصة تلوح في المحادثات الحالية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يدوم لفترة أطول».
وتشير تقديرات إلى أن هناك في رفح نحو 1.5 مليون فلسطيني يبحثون عن مأوى في أضيق الأماكن وتحت ظروف مزرية للحماية من القتال في المناطق الأخرى في القطاع الساحلي المحاصر.
وتحذر منظمات الإغاثة من وقوع المزيد من الضحايا المدنيين.
كان المستشار الألماني أكد ضرورة إيصال كمية أكبر بكثير من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر الطرق البرية، وقال شولتس عبر منصة «إكس»، تعليقاً على لقاء له مع العاهل الأردني، إن برلين تدعم الأردن في الجسر الجوي من أجل غزة. وأضاف شولتس أن قضية إيصال المساعدات إلى غزة ستكون أحد محاور محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو خلال زيارته إلى إسرائيل.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
ملك الأردن يُحذر من كارثة إنسانية في رفح ويُطالب بإنهاء الحرب
العاهل الأردني يُؤكد أن أي هجوم إسرائيلي على رفح سيؤدي لكارثة إنسانية جديدة