الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
مهرجانات بعلبك الدولية

بيروت ـ المغرب اليوم

لم يعلن، رسميا، بعد عن إلغاء مهرجانات بعلبك الدولية، لكن مشاورات بدأت على أعلى مستوى سياسي، لاتخاذ قرار «حكيم» بعد أن وصلت تسعة صواريخ من الداخل السوري، في يوم واحد، إلى المدينة اللبنانية التاريخية، التي تشهد سنويا أقدم وأعرق المهرجانات العربية وأكثرها شهرة. ورغم كل ما تردد عن أن القرار بالإلغاء قد اتخذ فعلا، تصر لجنة مهرجانات بعلبك، على أن الأمر لا يعود إليها وحدها. وقالت المسؤولة الإعلامية في اللجنة لـ«الشرق الأوسط» الثلاثاء: «نعلم أن الوضع الأمني مضطرب في البقاع، ولا يساورنا أي وهم، لكن اللجنة لا تستطيع أن تقرر وحدها، ولا بد من مشاورة أهالي بعلبك بالأمر، وكذلك الوزراء المعنيون، مثل وزيري الثقافة والسياحة، للتوافق حول صيغة يتم الإعلان عنها في مؤتمر صحافي نهاية الأسبوع الحالي، أو مطلع الأسبوع المقبل». وكانت رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك نايلة دو فريج قد زارت وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال فادي عبود، يوم الاثنين الماضي، بعد يوم واحد من كمين دموي، راح ضحيته أربعة شبان في جرود بعلبك، وتباحثت معه حول ما يمكن اتخاذه من إجراءات.
وقال مصدر مطلع في اللجنة لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نعمل وكأن المهرجانات قائمة، لكن الأمل بات ضعيفا جدا، والإعلان عن الإلغاء أو التعديل، ينتظر تبلور قرار سياسيا». ويضيف المصدر: «بحسب قانون المهرجان الداخلي، فإن رئيس المهرجان الرسمي، هو رئيس الجمهورية اللبنانية، وهذا مطبق منذ التأسيس عام 1956 في عهد الرئيس كميل شيمعون، ولا يزال قائما إلى اليوم. وبالتالي، فإن ثمة اعتبارات لا بد أن تحترم، وخطوات رسمية لا يمكن تجاوزها».
ونفت زينة صفير علمها باتصال من السيدة نورا جنبلاط زوجة النائب وليد جنبلاط مع مهرجانات بعلبك، مقترحة نقل الحفلات إلى بيت الدين، وقالت: «لم يتم تداول هذا الأمر داخل اللجنة، ولا أرى كيف يمكن أن يحدث ذلك». لكن صفير لم تنف أن «فكرة نقل المهرجان استثنائيا من بعلبك إلى مكان آخر، هو أمر وارد». وعلمت «الشرق الأوسط» أن اللجنة أجرت اتصالا مع «مهرجانات جونية» للمساعدة في إيجاد المكان المناسب، علما بأن الاتفاقات مع الفرق تتم مسبقا، وثمة مبالغ مالية دفعت للفنانين سلفا، مما يجعل إلغاء الحفلات مكلفا، وخسارة فادحة، وخاصة أن مهرجانات بعلبك تعاني من عجز مالي منذ سنوات. وتأتي المفاجأة الأمنية، هذه السنة، قاسمة، وتحتاج لتدارك ذكي.
وتسعى اللجنة في حال تم نقل المهرجان إلى إيجاد المحيط الجميل، الذي يتناسب تقنيا والحفلات المبرمجة، وهو ليس بالأمر السهل. وهذه ليست المرة الأولى التي تضطر فيها مهرجانات بعلبك التي تبلغ من العمر 57 عاما، للتأقلم مع أوضاع أمنية متردية. فقد علقت المهرجانات طوال 22 عاما أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، لتعاود نشاطها بدفع كبير، عندما وضعت المعارك أوزارها، وتوقفت أيضا إثر حرب يوليو (تموز) 2006 الإسرائيلية على لبنان. وأصر المنظمون هذه المرة حتى اللحظة الأخيرة على أن شيئا لن يعوق المهرجانات هذه السنة، لكن تفاقم الوضع الحربي في سوريا، أدخل البقاع في توترات، تصاعدت في الأسابيع الثلاثة الأخيرة بشكل مقلق.
ومع أن كل المهرجانات الصيفية في لبنان لها أهميتها السياحية، فإن بعلبك لها رمزية تاريخية كونها الأعتق والأكثر شهرة، ولمهابة المكان التاريخي الذي تقام فيه، داخل القلعة الرومانية الشامخة.
وتعتقد اللجنة ان أمامها المزيد من الوقت لإيجاد الحلول المناسبة للجميع، خاصة بعد أن ألغيت الحفلة الافتتاحية التي كان يفترض أن تقام بعد أيام، أي في الثلاثين من يونيو (حزيران)، إذ إن مغنية الأوبرا، السوبرانو الأميركية الشهيرة رينيه فلامينغ اعتذرت منذ ثلاثة أسابيع، وبالتالي ألغي الحفل الأول، تلقائيا، مما يترك فرصة للجنة إلى موعد الحفل الثاني أي يوم 9 أغسطس (آب) مع حلول عيد الفطر.
وهذا الحفل الذي يقام ليومين هو عمل استعراضي يشارك فيها الفنان عاصي الحلاني، ترافقه فرقة راقصة. وعلى برنامج المهرجان الذي يؤكد المنظمون أن الفنانين ملتزمون فيه، حفل لأسطورة الروك ماريان فيثفول، وآخر للمؤلفة الموسيقية الموهوبة البرازيلية إليان إلياس.
أما الحفلان الأخيران على البرنامج، فهما ربما الأكثر شعبية، إذ إن هناك سهرتين يحييهما مارسيل خليفة يومي 24 و25 أغسطس، وحفلا يوم 30 أغسطس لأحد أبرز رموز الرقص الأوروبي المعاصر، من أصل مغاربي سيدي لاربي الشرقاوي.
تصر اللجنة إذن على أن المهرجان قائم، لكن البحث عن مكان يمكنه أن يعوض جزءا من جمال ومهابة القلعة التاريخية لا يزال متواصلا. وهكذا تدفع بعلبك ثمن توسطها عاصمتين عربيتين، إذ تبعد نحو 85 كلم عن بيروت، والمسافة نفسها عن دمشق، في حين لا تبعد عن الحدود السورية أكثر من 14 كلم، ومن هنا أهميتها كمفترق طرق تاريخي في المنطقة، وهشاشة موقعها، في وقت واحد.
"الشرق الأوسط"

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

معرض الشارقة للكتاب يضم مشاركة 112 دولة والمغرب يحل…
حاكم الشارقة يعلن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء…
وزارة الثقافة المغربية تدعم 412 مشروعاً في قطاع النشر…
وزارة الثقافة السعودية تحصد وسام أخلاقيات الذكاء الاصطناعي 2024
المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

اخر الاخبار

48 مدينة مغربية تشهد 105 مظاهرات دعماً لقطاع غزة…
المملكة المغربية تُجدد التزامها بكرامة الإنسان خلال المؤتمر الدولي…
وزير العدل المغربي يُجري مباحثات مع نظيره المصري حول…
انطلاق أشغال الدورة العادية ال34 للمجلس العلمي الأعلى في…

فن وموسيقى

سعد لمجرد يُصدر أغنيته الهندية – المغربية الجديدة «هوما…
المغربية فاطمة الزهراء العروسي تكشف عن استعدادها لخوض تجربة…
منة شلبي تتألق في موسم الرياض بمسرحية شمس وقمر…
تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…

أخبار النجوم

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي…
ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…

رياضة

3 لاعبين مغاربة في قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام…
"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
محمد صلاح آقرب إلى الرحيل عن ليفربول لعدم تقديم…
مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…

صحة وتغذية

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل…
التغذية السليمة سر الحفاظ على صحة العين والوقاية من…
أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

الأخبار الأكثر قراءة

وزير الثقافة يُوجيه بدعم الناشرين لجعل أسعار الكتب في…
جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية
مصر تضع اللمسات النهائية لافتتاح المتحف المصري الكبير أحد…
معرض الشارقة للكتاب يضم مشاركة 112 دولة والمغرب يحل…
حاكم الشارقة يعلن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء…