الرئيسية » المزيد من أخبار الدين والدنيا
معنى "نقد الذات"

القاهرة - المغرب اليوم

تناول علماء مركز الأزهر الشريف للفتوى، معنى نقد الذات، من خلال تفسير ميسر لقول الحق سبحانه "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" {آل عمران: 165}

وعادة الخلقِ تبرئة ساحتهم من الضلوع فيما لحقهم من محنٍ أو خسارةٍ وما يتبعهما، والفكاك من ذلك بالرّجوع بالخطأ على الآخرين مرة، وعلى الأسباب، وما دهمتهم به الظّروف مرة أخرى، ونحن لا ننكر أنه قد يكون لجملة ذلك مدخل فيما أصابهم، إلاّ أنه حقيقٌ بالعاقل أن يعطي لكلّ سببٍ وزنه، ويفيد ممّا أصابه في التّدارك، ومراجعة النّفس، ووضع اليد على جوانب القصور عنده، ومن أين أٌخذ، حتّى لا يقع في الخطأ ذاته مرةً تلو الأخرى، ثمّ هو مكبٌّ في ذلك على وجهه.

وفي هذه الآية يصارح الله أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم - أنّ ما نالهم يوم أحدٍ، إنّما نالهم من جهتهم، بتركهم الموضع الّذي أشار عليهم النّبي – صلى الله عليه وسلّم – بملازمته وعدم مغادرته، حرصًا على الغنيمة، يقول الله لهم: هذا الّذي أصابكم لا من عند غيركم، بل من عند أنفسكم، إن القرآن الكريم هنا يعطي درسًا في النّقد الذاتي، وذلك بالرّجوع بالتّهمة على النّفس، وعدم الرّكون إلى راحة إلقاء اللائمة على الآخرين، إنّ فردًا وقف من نفسه موقف النّاقد لهو حريٌّ أن يقوّم عوجها، ويردّها من غيّها وهو حريٌّ كذلك بأن يكون أهلا للمسؤوليّة، إن من يقلب صفحات التّاريخ ليعجب من تلك الأحداث الجسام المتطابقة، والأهوال العظام التي تتكرّر بحذافيرها، حتّى جرت ألسنة المؤرخين بقولهم: "التّاريخُ يعيد نفسه".

وإنّ واحدًا من الأسباب المحوريّة التي تكسب هذه العبارة صدقها وتحققها، هو أنّ التاريخ يحدثنا عن أولئك الّذين آثروا راحات البال والأنفس، على أن يعترفوا بخطئهم، وأولئك الّذين أصابتهم لوثة الافتتان بما بلغوا من جاهٍ فعزّ عليهم أنّ يمرغوه بمراجعةٍ أو تدارك، وسورة القيامة توقفنا على حقيقةٍ نافذة، لا يجدُ المرء – وإن كابرَ- بدًا من الإذعان لها وهي: "بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ*وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ" {القيامة:14،15} يقول المفسرون: له من نفسه وبها معرفةٌ تامّة.

وممّا يجدرُ التنبيه عليه في هذا المقامِ، أنّ الفرق شاسعٌ بين نقد الذاتِ، وجلدِ الذات، فالجلدُ لا يعرف أبعد من حدود الاستمرار في الاعتراف بالخطأِ، ثمّ هو موهنٍ ومثبّطٌ ومقعدٌ، أمّا النقد فهو مدعاةٌ إلى السعي في الكمالات، والتّرقي في مدارجِ الفلاح والرشد.

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

موعد آذان المغرب في الرباط اليوم الثلاثاء 25 فبراير/…
مواقيت صلاة مغرب في المغرب اليوم الثلاثاء 25 فبراير/…
مواقيت الصلاة في المغرب اليوم الثلاثاء 25 فبراير/ شباط…
مواقيت صلاة المغرب في مصر اليوم الثلاثاء 25 فبراير/…
موعد آذان المغرب في الدار البيضاء اليوم الإثنين 24…

اخر الاخبار

المملكة المغربية تُبرز مسار التعامل مع عقوبة الإعدام في…
وزير الخارجية المغربي يُجري مُباحثات ثنائية مع نظيره من…
وزير خارجية جمهورية الرأس الأخضر يُؤكد على موقف بلاده…
الأمن المغربي يُوقف مواطنين فرنسيين مطلوبين من الأنتربول

فن وموسيقى

السيسي يؤكد رفض تهجير الفلسطينيين ويدعو لتنفيذ اتفاق وقف…
المغربية دنيا بطمة تعود إلى نشاطها الفني بعد عام…
شيريهان تستقبل شهر رمضان الفضيل وتستعد لعمل فني جديد…
المغربية سناء عكرود تؤكد استمرارها في الأعمال المستوحاة من…

أخبار النجوم

دينا الشربيني تكشف مفاجآت جديدة في مسلسل كامل العدد…
دينا فؤاد تشوّق جمهورها لدورها في مسلسل "حكيم باشا"
رانيا يوسف تكشف تفاصيل مغامرتها في رمضان مع "أهل…
منى زكي توجه رسائل دعم وتهنئة لنجمات مسلسلات رمضان

رياضة

وليد الركراكي يؤكد أن المغرب أصعب منتخب يمكن تدريبه
غوارديولا يتحدث عن وجه التشابه بين الثنائي محمد صلاح…
محمد صلاح ومرموش أفضل ثنائي عربى في أوروبا هذا…
المغربي أيوب الكعبي يتربع على عرش هدافي الدوري اليوناني…

صحة وتغذية

فريق طبي مغربي يُجري أول عملية ناجحة لعلاج قصور…
القيلولة تعزّز قدرة الدماغ على حل المشكلات وتحسن المهارات…
فوائد الكاجو ودوره في دعم القلب والوزن وصحة العظام
3 فوائد مدهشة لمزيج ماء الليمون مع بذور الحلبة

الأخبار الأكثر قراءة

موعد آذان المغرب في الرباط اليوم السبت 18 كانون…
موعد آذان المغرب في الدار البيضاء اليوم السبت 18…
مواقيت صلاة مغرب في المغرب اليوم السبت 18 كانون…
مواقيت الصلاة في المغرب اليوم السبت 18 كانون الثاني/…
مواقيت الصلاة في مصر اليوم السبت 18 كانون الثاني/…