الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
المناطق الأثرية بمراكش

مراكش-المغرب اليوم

كل سائح مغربي أو أجنبي زار مراكش، إلى جانب جمهور غفير من سكانها، يعرف حدائق أكدال، التي يعود تأسيسها إلى فترة حكم عبد المومن الكومي الموحدي، الذي أحدث حديقة كانت تسمى “البحيرة” حول صهريج “دار لهنا”. لكن قلة قليلة تعرف أن هناك منطقة تجاور “أكدال الأخضر”، يطلق عليها “أكدال البراني” أو “أكدال الأحمر”، وتضم “دار السكر” و”دار البارود” و”دار القرطاس”. فما قصة هذا التراث المنسي؟ وما سبب تأسيس هذه الدور؟ وكيف يمكن فهم غاية بنائها في عهد الحسن الأول؟

هسبريس فتحت ملف تاريخ هذا التراث الحضاري العريق، الذي طاله التهميش والنسيان، إلى درجة أن لا أحد يعلم بمكان وجوده من أبناء مراكش سوى الباحثين والقاطنين بهذا المجال الجغرافي.جمال أبو الهدى، أحد المهتمين بالتراث بمدينة مراكش، أوضح أن “أكدال البراني لا تتوفر حوله الكثير من المعطيات”، مضيفا أن “هذه الفضاءات آهلة بالسكان منذ عهد الملك محمد الخامس”.وأضاف أبو الهدى، في تصريح لهسبريس، أن “هناك إشارات عديدة في مراسلات موجهة إلى محتسب الحسن الأول، عبد الله البوكيلي، من أجل الاهتمام بـ”فبريكة” الحبة دار القرطاس”، مشيرا إلى أن “دار البارود التي توجد بأكدال البراني هي الثانية بعد تلك التي تم بناؤها بجوار مسجد الكتبية في عهد السلطان محمد الرابع”.

وزاد المتحدث نفسه موضحا أن “هذه البنايات التاريخية تم إحداثها في إطار الإصلاحات العسكرية التي سنها السلطانان محمد الرابع والحسن الأول، بعد هزيمة المغرب في معركتين متتاليتين”.من جهته، أوضح سعيد آيت بوكديز، الباحث في هذا التراث المنسي، أن “أكدال البراني يوجد جنوب أكدال التاريخي، حيث دار البارود ودار القرطاس”، مشيرا إلى أن “أكدال الأخضر ينطلق من بحيرة حول صهريج دار لهنا، تعود إلى الزمن الموحدي”.وفي لقاء مع هسبريس، أبرز هذا الباحث أن “الحدائق المخزنية تأثرت بجميع الأحداث السياسية التي عرفتها مراكش”، مضيفا أن “أكدال البراني أحدث في فترة حساسة مر بها المغرب في ظل الضغوط الاستعمارية، مما دفع السلطان إلى التفكير في إنشاء مصانع في مجال السلطة المخزنية”.وما يؤكد “وجود أكدال البراني في عهد الحسن الأول هو صدور ظهير سلطاني بتكليف مولاي عبد الله البوكيلي بالإشراف على بناء “مكينة القرطوس” بأكدال السعيد، مؤرخة بتاريخ 12 شعبان 1303 هجرية، الموافق لسنة 1887 ميلادية”، يضيف الباحث نفسه.

“دار القرطاس” و”دار السكر” و”دار البارود”، وهي المنطقة الصناعية بلغة اليوم، أحدثت للتصدي للتحديات العسكرية، التي واجهت الدولة العلوية في نهاية القرن 19 وبداية القرن 20. وعن معمل السكر، قال العلامة محمد أكنسوس: “هو الآلة التي يعصر بها السكر ويعقد، حتى يوجد في كل مكان ولا يفقد، ويغنى عن جلبه من أقاصي البلدان”.وأوضح آيت بوكديز أن “بول باسكون يشير إلى أن السلطان محمد بن عبد الرحمان غرس قصب السكر في سهل تسلطانت، ما بين دوار زمران ودوار الماكينة، ويمكن أن يكون ذلك وراء إنشاء معمل السكر”.وزاد قائلا: “لأكدال الأحمر أربعة أبواب هي: باب العبيد وباب النصر وباب الريح وباب الماكينة. أما معمل القرطاس، الذي كان يعمل بالبخار، فيوجد في الزاوية الجنوبية الغربية داخل هذا السور، لكن وفاة الحسن الأول حالت دون أن تؤدي هذه المنشأة مهمتها، فكان القرطاس يصنع من النوع الرديء ومرتفع الثمن”.

وتحول هذا المعمل، خلال الفترة الاستعمارية، إلى مرستان خاص بمرضى “الجدام”، تشرف على علاجهم ممرضات يطلق عليهن “الرهيبات”. أما “دار البارود” فيجهل تاريخ إنشائها، لكن نقوش باب من أبوابها الداخلية يحيل على سنة 1898 ميلادية، أي خلال حكم الحاجب باحماد.ولإعادة الاعتبار إلى تراث “أكدال البراني”، قام كريم قسي لحلو، عامل عمالة مراكش ووالي جهة مراكش آسفي، مؤخرا، بزيارة تفقدية للمعلمتين التاريخيتين “دار البارود” و”دار القرطاس” الموجودتين بجماعة تاسلطانت، حيث وقف على وضعيتهما، وعلى البنايات الموجودة داخلهما وبمحاذاتهما.وأعطى المسؤول الإقليمي تعليماته لإعداد تصور شمولي لتحسين ظروف عيش الساكنة المعنية، والمحافظة على هذه المعالم التاريخية، التي يمكن توظيفها لتصبح قيمة مضافة إلى الرصيد الثقافي والسياحي لمدينة مراكش.

قد يهمك أيضا:

 ساحة" جامع الفنا" تحتضن مشروع متحف التراث المغربي غير المادي

 اليوم الوطني للهندسة يدعو إلى تطوير نموذج لحكامة التراث المغربي

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الساحة الرضوانية في ضيافة وزارة الثقافة المصرية بقبة الغوري
أولويات ميزانية الثقافة والتواصل تثمين سجلماسة ومعرضان للألعاب والإعلام
ماستر كلاس للمخرج أشرف فايق بمركز الثقافة السينمائية الأربعاء…
24 مدينة مغربية تتدارس عطاء الأديب والناقد برادة
ندوة تناقش أداء نخب العرب في الغرب

اخر الاخبار

الملك محمد السادس يُهنئ رئيس رومانيا بمناسبة احتفال بلاده…
مجلس التعاون الخليجي يًُؤكد على مواقفه الثابتة الداعمة لمغربية…
رياض المالكي يُشيد بالدعم الذي يُقدمه الملك محمد السادس…
الأونروا تؤكد محاولة إدخال مساعدات إلى غزة لكنها سرقت…

فن وموسيقى

منى زكي تحتفي بعرض فيلمها "رحلة 404" في هوليوود…
الكويت تسحب الجنسية من الفنان داوود حسين والمطربة نوال
حسين فهمي يكشف تفاصيل تحضيره لمهرجان القاهرة السينمائي في…
سعد لمجرد يُصدر أغنيته الهندية – المغربية الجديدة «هوما…

أخبار النجوم

إلهام شاهين تكشف عن سعادتها بحصولها على تكريم خاص…
كريم عبد العزيز يتمنى أحدث أفلامه السينمائية "الأرض السوداء"…
شيرين عبد الوهاب تُعبر عن سعادتها بسبب الحفاوة الكبيرة…
المغربية ابتسام تسكت تكشف عن جديدها الفني المُرتقب عرضه

رياضة

محمد صلاح يؤكد أن مباراته أمام مان سيتي ستكون…
"الفيفا" يُعلن حصول ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034…
3 لاعبين مغاربة في قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام…
"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

صحة وتغذية

وزير الصحة المغربي يؤكد أنه لا يمكن وضع تشريعات…
السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل…

الأخبار الأكثر قراءة

أولويات ميزانية الثقافة والتواصل تثمين سجلماسة ومعرضان للألعاب والإعلام
ماستر كلاس للمخرج أشرف فايق بمركز الثقافة السينمائية الأربعاء…
24 مدينة مغربية تتدارس عطاء الأديب والناقد برادة
ندوة تناقش أداء نخب العرب في الغرب