الرئيسية » تحقيقات
الوقوع في الحب

لندن - المغرب اليوم

أشارت استطلاعات أجريت في المملكة المتحدة، إلى أن ما لا يقل عن نصف الأميركيين يصدقون نظرية الحب من النظرة الأولى، والنصف الآخر من السكان الأكثر سخرية من تلك النظرية، ويعتربونها "الشهوة من النظرة الأولي"، ولا تعبر عن أي شيء رومانسي، وفي كلتا الحالتين، لا أحد ينكر الشعور بالحب، في إشارة إلى أنه عاطفة قوية.

وكانت قد كشفت دراسة، تسائل المشاركون فيها بشأن الشعور بالحب، إذ تسائلوا عن الأوقات الكثيرة التي ينجذب شخص لأحد طلب منك فنجان من القهوة أو أحد قام بإنقاذ طفل من حادث سيارة، وهل من الممكن معرفة إذا كنت أريد أن أقضي بقية الحياة مع شخص ما، ببساطة من خلال النظر إليها؟.

كانت تلك محاور الأسئلة التي دارت في عقول المشاركين، خلال دراسة أجريت على 80 ألف شخص حول العالم، والتي أشارت نتائجها إلى أن الرجال أكثر عرضة من النساء للوقوع في الحب من النظرة الأولى، وذلك بنسبة تصل إلى 48% للرجال مقابل 28% للنساء.

وتجيب المتخصصة في علم الأنثروبولوجيا البيولوجية في الولايات المتحدة، هيلين فيشر، عن الأسباب التي تجعل من الرجال أكثر عرضة، قائلة إن الرجال، يشعرون بحالة حب تجاه النساء من منطلق بعض الخصائص الفيزيائية، التي لا تتغير بسرعة في النساء، مضيفة أن النساء أكثر حذرًا عاطفيًا، إذ أنها عندما تكتشف أن الشخص المُراد ليس ذكيًا، أو مرحًا، أو ساحرًا كما بدي، فإن الشعور يتبخر بسرعة، وتنسى المرأة ما حدث.

وتابعت فيشر، أن ذلك ليس غريب على شخصية المرأة، التي تنجذب للأشخاص الوسيمين والمهيئين بدنيَا، وتستبعد الوقوع في الحب مع الأشخاص العاديين،وفي محاولة للإجابة عن سؤال بشأن الركائز الأساسية التي يعتمد عليها الحب، أوضحت فيشر، أن الحب الحقيقي يدوم طويلًا ولا يعتمد على معايير الجاذبية المادية، لكنه يعتمد على قاعدة مشتركة من الخلفية الثقافية والذكاء والعديد من الصفات الهامة، مثل اللطف والصدق وروح الدعابة، كل تلك الصفات يصعب تحديدها من هيئة الشخص.

وعلى سياق متصل، لفت خبراء لغة الجسد، إلى أنه من الممكن الشعور بشخص ما ببساطة من خلال النظر إليه، لأنه في نهاية المطاف تعكس الهيئات والوجوه شخصيتنا، فعلى سبيل المثال تنعكس الثقة، في طوال القامة، والأشخاص ذوي الاتصال البصري، وهؤلاء الذين لديهم خطوط الضحك على وجوههم. بينما يعكس انحناء الجسد، والأشخاص الذين يتجنبون الاتصال البصري، وخطوط العبوس، شخصيات الناس غير الراضين، والذين يشعرون بالمرارة والحزن. لذا وفقًا لخبراء لغة الجسد، فإنك يمكنك أن تفهم طبيعة شخص ما من لمحة.

كما أضافت الدراسة، أن ما يسمى بهالة الجاذبية تلعب دورًا كبيرًاا أيضًا في موضوع الحب من النظرة الأولى بشكل خاص، وفي الحب بشكل عام، فالأشخاص الذين يبدون في مظهر حسن من المفترض أن يكونوا أكثر سعادة ولطفًا من غيرهم، وهذا لا يعتد به كقاعدة ثابته على أي حال، لكن البحث يركز على الصفات الإيجابية للأشخاص.

كما يبحث البحث، عن إذا كان سبب الحب من النظرة الأولى، هو هالة الجاذبية أو الاستلطاف التي تنتابنا عند رؤية هؤلاء الأشخاص ذوي المظهر الحسن أم لا، في الواقع يستند الحب الرومانسي على مدى رؤيتنا لشركائنا في نظرة إيجابية، فمعظم الناس لا يقعون في الحب بمجرد رؤية بعضهم البعض للمرة الأولى في غرفة مزدحمة، إلا أن هناك عوامل أخرى تؤثر، مثل الطريقة التي يتحدثون بها، أو كيفية مشيهم وحركتهم، كل تلك العوامل هي أيضًا عامل جذب قوي، بالإضافة إلى الأشياء التي يمكن أن تعرفها عن شخص في فترة زمنية قصيرة جدًا.

كما بينت الدراسة، أن العقل له دور فعال في البحث عن الحب في أنفسنا، فهو الذي يقرر مدى التفاهم ومدى التقبل الذي يحمله أشخاص لبعضهم البعض، فمنذ لحظة ميلادك، يبدأ العقل في ترتيب القوائم في العقل الباطن، قوائم تشتمل على ما تحبه من صفات وما لا تحبه، ومنذ ذلك الحين، تضيف إلى تلك القوائم الصفات والتجارب التي تنشئها العلاقات سواء الجنسية أو الرومانسيات، وتبدأ ما تسمى بخارطة الحب في التشكيل داخل عقولنا.

ويعتقد بعض الخبراء، أن الحب من أول نظرة هو ببساطة استرجاع ما تم تخزينه في عقلنا الباطن، فمثلًا شخص يذكرنا بشخص، لذا يبدأ الدماغ في الشعور بالإثارة، ويبدأ تجهيز المعلومات على الفور، ما يزيد الاستجابة البيولوجية في الجسم، والتي تعمل على زيادة معدل ضربات القلب، ومضخات الدم بشكل أسرع، ما يؤدي إلى إطلاق الدوبامين والسيروتونين، والتي تجعلنا نشعر بالسعادة والعاطفة.

جدير بالذكر أن الانجذاب الجنسي يحدث على المستوى البدائي الفطري دون حتى العلم به، إذ أظهرت تجربة أن الناس قادرين على اتخاذ قرار في غضون جزء من الثانية، بشأن مدى الجاذبية التي يجدونها في شخص آخر، لكن الحب يحتاج إلى أكثر من مجرد انجذاب إلى آخر، فمن متطلبات الحب الألفة والالتزام أيضًا، ويمكن أن تتطور مع مرور الوقت.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

أميركية تتزوج من روبوت محادثة مصنوعا بالذكاء الاصطناعي
إرتفاع أسعار الحليب المخصص للرضع في المغرب بسبب جشع…
إيران تقر قانوناً لحماية النساء من الإساءة الجسدية والنفسية
5 آلاف امرأة يرفعن قضية جماعية ضد شركة أميركية…
إيران تبدأ بأولى عمليات التوقيف المرتبطة بتسمم طالبات المدارس

اخر الاخبار

عائلات مغربية تأمل تدخلاً ملكياً لإنهاء معاناة أبنائهم العالقين…
انتخاب سويسرا لرئاسة مجلس حقوق الإنسان خلفاً للمملكة المغربية
رئيس الحكومة المغربية يترأس اجتماعاً حول إنعاش التشغيل
الإضراب المفتوح الذي يخوضه مستخدمو الصندوق المغربي للتقاعد يطرق…

فن وموسيقى

المغربية بسمة بوسيل تتحدث عن جوانب من حياتها الشخصية…
الفنانة هند صبري ضمن قائمة أكثر النساء تأثيراً في…
منى زكي تحتفي بعرض فيلمها "رحلة 404" في هوليوود…
الكويت تسحب الجنسية من الفنان داوود حسين والمطربة نوال

أخبار النجوم

إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the…
يسرا تُعبر عن إعجابها الكبير بالأعمال التي يقدمها المخرج…
عادل إمام يكشف كواليس لقائه الوحيد بأم كلثوم
منة فضالي تُعرب عن سعادتها بتكريمها في مهرجان the…

رياضة

المغربي أيوب الكعبي يُتوج بجائزة أفضل لاعب في الدوري…
الركراكي يطمح للتتويج ب"كان" 2025 ويؤكد أن المغرب لديه…
المغربي أشرف حكيمي يُتوج بجائزة الأسد الذهبي لسنة 2024
ليفربول يحسم تجديد عقد محمد صلاح لمدة موسمين

صحة وتغذية

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعاً
بعد إقتحام مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة القوات…
التحفيز العميق للدماغ يعيد القدرة على المشي لمريضين مصابين…
إجراء جراحي يعكس أضرار سرطان الساركوما ويعيد استقلالية المرضى

الأخبار الأكثر قراءة