الرئيسية » سؤال وجواب

واشنطن - المغرب اليوم

مما لا شك فيه أن كل الآباء والأمهات يحبون لأبنائهم أن يكونوا سعداء في حياتهم، والأم -على وجه التحديد- تسعى بكل جهد لأن يكون طفلها سعيدا في حياته، وأن تكون ثقته بنفسه عالية، مما سيجعله إنسانا جيدا. إن الثقة بالنفس قد تجعل الطفل دائما غير مراعٍ لمن حوله، وغير عابئ بهم، وقد تجعله أيضا لا يشعر بالمسئولية. إن أى أم تريد أن يكبر طفلها وتتجلى فيه مشاعر الاهتمام بمن حوله، ويفعل الخير من أجل الآخرين، ولذلك فهى أحيانا قد تشعر بالإحباط عندما ترى طفلها عنيفا بعض الشيء ، كما أن شخصية الطفل المراعي لمشاعر الآخرين تتأثر كثيرا بالتجارب التى يمر بها فى الصغر. فالطفل لا يولد مهتما بمشاعر وأمور مَن حوله، بل إن تلك الصفات تأخذ وقتا لتتكون فى شخصيته من خلال ما يتعلمه ويفعله مع والده ووالدته. وهناك بعض النصائح التى تمكن الأم من تكوين شخصية طفلها، وجعله يهتم بمشاعر الآخرين ويراعى كل مَن حوله. يجب أن يهتم الطفل بمساعدة الآخرين، وأن يشعر أن بإمكانه إحداث الفارق، وأن يضع مجموعة من الأهداف ويتخذ العديد من الإجراءات التى ستمكنه من إحداث الفارق، وأن يكون لديه الحافز المناسب. وعلى الأم أن تعلم أن تلك الحساسية عند الطفل تتكون تدريجيا مع الوقت، وأن التجارب المختلفة هى التى تعمل على تقويتها أو إضعافها. إن الأم عندما تحتضن طفلها الصغير وتحمله وتطعمه وتلعب معه وتبتسم له فإنها تكوّن لديه تجارب إيجابية، وسيشعر بمشاعر إيجابية تجاه كل من حوله. وبمرور الوقت يتعلم الطفل كيف يكون مهتما بكل من حوله. وفى الفترة العمرية ما بين عام وعامين فإن الطفل يبدأ فى إظهار الاهتمام من خلال أفعاله، فهو عندما يقوم مثلا باحتضان أمه أو أبيه فإنه يكون قد تعلم كيف يجعل مَن حوله يشعرون بالسعادة من خلال أفعال إيجابية معينة. إن الطفل فى مرحلة ما قبل الدراسة يهتم بنفسه فقط، ولكنه مع الوقت يدرك أن الآخرين والمقربين منه ومن حوله لديهم حاجات أيضا. وفى البداية فإن الطفل لن يفهم وجهة نظر مَن حوله، ولكنه مع التوجيه المناسب من معلميه فى المدرسة وأهله فى المنزل فإنه يبدأ فى التغير. ومع مرور الوقت فإنه يبدأ فى تعلم طريقة حل المشاكل التى ستجعل كل من حوله سعداء. تأتى فترة الدراسة فى حياة الطفل فتجعله يوازن ما بين الاهتمام بنفسه وحاجاته من ناحية والاهتمام بالآخرين من حوله من ناحية أخرى، وبالرغم من أنه يكون أنانيا بعض الشيء فإنه يبدأ شعورا إيجابيا من خلال مساعدة الآخرين، ويدرك التأثير الإيجابى لهذا الأمر عليه، وعلى مَن حوله. وبالرغم مما سبق ذكره فإن هذا لا يعنى أن الطفل سيكون إيجابيا ومهتما بالآخرين طوال الوقت ،كما أن سلوكياته ستتأثر بردود أفعال مَن حوله. ساعدى طفلكِ على أن يراعى شعور الآخرين فلا تسمحى له مثلا بمعاملة النادل فى المطعم بطريقة سيئة، ولا تدعيه يترك الفريق الرياضى المنتمى إليه دون تفكير فى باقى المجموعة أو الفريق، ولا تسمحى له أيضا على سبيل المثال بأن ينهى علاقته بأحد أصدقائه لأن هذا الصديق مزعج فى بعض الأحيان، وكونى حريصة على أن تطلبى من طفلكِ أن يساعدكِ فى المنزل وأن يقدم المساعدة للجيران إذا كانوا يحتاجونها. لا تركزى فقط على جعل طفلكِ سعيدا، واحرصى على أن يكون أكثر نضجا حتى يتمكن من التعامل مع أى مشاعر سلبية وأن يجد نوعا من التوازن بين حاجاته وحاجات الآخرين وأن يتلقى أى نقد بروح إيجابية. قومى بمدح طفلكِ إذا حقق أهدافا معينة، ولكن لا تجعلى هذا المدح أسلوبا دائما حتى لا يشعر الطفل أن قيمته تكمن فقط فيما يتمكن من تحقيقه وليس فى شخصيته نفسها. لا تحاولى أن تكونى فقط صديقة طفلكِ لأن الطفل يجب أن يتعامل معكِ أيضا كمصدر سلطة.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

حسام عمارة يحذر من العنف البدنى والنفسى ضد الأطفال
كيف تتعاملين مع الصداع وقت الحمل؟
هل تغير لون عيني الطفل أمر طبيعي؟
كيف تعالج مشكلة قضم الأظافر عند الأطفال؟
كيف تساعد ابنك على اكتشاف موهبته؟

اخر الاخبار

أخنوش يؤكد أن الملك محمد السادس يتابع تعبئة الموارد…
لجنة القطاعات الاجتماعية في مجلس النواب المغربي تُصادق على…
إيمانويل ماكرون يُشيد بجهود المغرب في مجال تدبير المياه
بوريطة يُرحب بقرار وقف إطلاق النار في لبنان ويدعو…

فن وموسيقى

الفنانة هند صبري ضمن قائمة أكثر النساء تأثيراً في…
منى زكي تحتفي بعرض فيلمها "رحلة 404" في هوليوود…
الكويت تسحب الجنسية من الفنان داوود حسين والمطربة نوال
حسين فهمي يكشف تفاصيل تحضيره لمهرجان القاهرة السينمائي في…

أخبار النجوم

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب…
أحمد العوضي يقبل تحدي أحد متابعيه في ركوب الخيل
مي عمر تدافع عن محمد سامي بعد تسريب فيديو…
حسام حبيب يهاجم شقيق محمد رحيم بسبب شيرين

رياضة

الخليفي يحسم موقف باريس سان جرمان من ضم نجم…
غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس…
محمد صلاح يؤكد أن مباراته أمام مان سيتي ستكون…
"الفيفا" يُعلن حصول ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034…

صحة وتغذية

التحفيز العميق للدماغ يعيد القدرة على المشي لمريضين مصابين…
إجراء جراحي يعكس أضرار سرطان الساركوما ويعيد استقلالية المرضى
وزير الصحة المغربي يؤكد أنه لا يمكن وضع تشريعات…
السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

الأخبار الأكثر قراءة