القاهرة - المغرب اليوم
العمل في ميادين عدّة يُثري الذات، ويوسّع الآفاق، ويُحفّر على تقبّل الجديد؛ الصفات التي تعكسها شخصيّة رولا عادل، ومشاريعها في ميادين التصميم والديكور الداخلي. بعد أن درست التصميم في بلجيكا، خاضت في المجال العملي، وفي التدريس، وفي الإعلام، حيث تهدف من إطلالاتها على الشاشة إلى تقريب مفاهيم الديكور، ومدارسه، من العامّة. أسلوب المصمّمة العراقيّة البلجيكيّة "النظيف" يميل إلى الأوروبي، مع لمسات أنثويّة. وفي حوارها مع "مجلة سيدتي " تتحدّث عن مسارات متعدّدة في حياتها، وعن مستقبل التصميم.حيث قالت إنه منذ ظهوري الأوّل، قبل سنوات أربع، على الإعلام المرئي، لطالما ركّزتُ على تقديم مضمون يسلّط الضوء على أهميّة التصميم الداخلي في حياة الأفراد، ودوره في تحقيق الراحة لهم سواء في المساكن، أو في أماكن العمل، حيث يؤثّر حسن استخدام المساحة إيجاباً في الإنتاجيّة. أضف إلى ذلك، أبرزتُ أهمّية المواءمة بين جاذبيّة الشكل المرغوب في التصميم، والوظيفيّة. لكن، مع تعدّد منصّات التواصل ووفرة المعلومات المتعلّقة في الديكور والتصميم عبر الإنترنت، أصبح من الصعب على المهتمّين في هذه الميادين استقاء المعلومات الصحيحة من مصادر موثوقة، فأمست الحاجة أكبر إلى الاستعانة بخبرات المصمّمين. ولوجود منافسة بين هؤلاء، حرصت عبر فقرة "صمّمها صح" أخيراً على استضافة أكثر من مصمّم، لأبيّن الاختلافات في الأذواق والأفكار والمدارس، ولكن على الرغم من هذا التباين، من الهامّ أن يتحقّق التصميم السليم في نهاية المطاف.
اتجاهات جديدة بعد الجائحة
وحول بعض المفاهيم كالاستدامة وإدراج التكنولوجيا الذكيّة في التصميم والتركيز على الوظيفيّة أكدت أنها أساسيّة في عالم العمارة والتصميم، لكن هي تتخذ اتجاهاً جديداً منذ الأشهر الستّة من العام المنصرم، في إثر جائحة "كورونا"، فالمقاسات والمساحات والأبعاد أصبحت تختلف في فضاء المنزل، بخاصّة بعد الاعتماد على العمل عن بعد. إلى ذلك، نشهد على تغيّرات في تصاميم المحال التجاريّة والأماكن العامّة لغرض التقليل من التجمّعات، في إطار الوقاية من الفيروس التاجي. كما يحرص المصمّمون على استخدام مواد وخامات سهلة التنظيف والتعقيم...
يؤمن معماريون كثيرون أن على الأبنية أن تخبر القصص. حدّثينا أكثر عن هذا المفهوم.ينبع تاريخ العمارة والتصميم من قصص الشعوب وتقاليدهم، فكلّ جزء من البنيان، هو بمثابة فصل من قصّة عن التحدّيات الي عاشها أي شعب، وعن الذوق العام، وروافده. ومعلوم أنّه قبل تصميم أي مبنى أو مساحة، ينطلق كل معماري ومصمّم من بحث عن الجغرافيا أو تفصيل فيها مهما كان صغيراً، كنبتة معينة كانت تنمو في البقعة حيث المعمار، أو ألوان معيّنة، أو حركة الناس في المكان.. .
التصميم الداخلي عن بُعد
وقد بدء اهتمامها في الترويج للتعليم "أونلاين" في العالم العربي باكراً، فتحدثت أكثر عن المهتمّين في التصميم الداخلي عن بعد. قائلة "أذكر أنّه عند انتقالي من بريطانيا إلى دبي، وحينما عملت على الترويج للتعليم عن بعد، وتحديداً في سنة 2014، كان التحدّي الأكبر هو إقناع الناس بموضوع الدراسة عن بعد، وليس في ماهيّة الاختصاصات التي يمكن دراستها عن بعد؟ وبالطبع، لم يكن هناك من مهتمّين كثيرين مقتنعين في جدوى التعلّم "أونلاين". لكن، في السنوات القليلة الماضية، حدث تحوّل في العقليّة، إذ من الملاحظ ازدياد اهتمام من الشباب والشابات في تعلّم التصميم الداخلي عبر الشاشة، لتسهيل الأمر على حياتهم. أضف إلى ذلك أنّ مجالات العمل التي تفتحها الشهادة في التصميم الداخلي كثيرة، ولا سيّما في الميادين الإبداعيّة، كالدعاية والإعلان، بالإضافة إلى تصميم المحلات التجاريّة والفنادق...في شأن اهتمامات الطالبات الطلّاب العرب، ألاحظ اكتراثهم بتصميم المساحات الخاصّة بالعمل، بصورة تحوّلها إلى أمكنة مريحة وملهمة، مع جعلها مفتوحة، وإلى توظيف المزيد من الألوان فيها. أماكن العمل تتحول جراء ذلك إلى فسحة للنقاش والتبادل.
وحول مشاريعها المستقبلية قالت خبرتي في مضمار التصميم، وإطلالتي المتكرّرة على الإعلام العربي، ولّدا عندي شغفاً جديداً. وفيما أستمرّ في الظهور التلفزيوني راهناً لمحاورة شخصيّات ونجوم وروّاد أعمال من دبي والعالم، سأطلق بعد شهر رمضان الكريم برنامجاً جديداً عن التصميم الداخلي سيكون الأوّل من نوعه في المنطقة العربيّة. وبالطبع، ستعرف "سيدتي" أوّلاً بتفاصيل الأمر.
"التصميم الذكي"
يكثر الحديث عن "التصميم الذكي"، وكيفية دمج المفهوم المذكور بالمشاريع السكنيّة. وكانت المصمّمة رولا عادل تحدّثت عن هذا المنحى الذي يتخذ جوانب عدة... وذلك في إطلالاتها الإعلامية. فمن ناحية العمارة، يدل التصميم الذكي إلى استغلال المساحة، بالشكل الصحيح، بعيداً من إيداع أجزاء منها غير موظّفة. وفي السنوات الأخيرة، ومع توافر التكنولوجيا، وأخذها حيّزاً كبيراً من حياتنا، هي أصبحت تشغل جزءًا من تعريف "التصميم الذكي"، وتحديداً لنواحي اعتماد التقنية في المساحة، كالبرّادات الذكيه في المطابخ، بالإضافة إلى نقاط الشحن، والتحكّم عن بعد في المنزل من خلال التطبيقات .
قد يهمك أيضا: