صفحات من تراث الأندلس إبن السرّاج والحسناء شريفة
آخر تحديث GMT 19:58:58
المغرب اليوم -
6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية
أخر الأخبار

"صفحات من تراث الأندلس" إبن السرّاج والحسناء شريفة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الرباط - وكالات

قصّة إبن السرّاج والحسناء شريفة، كتاب طريف يحكي صفحات مشرقة عن الوجود الإسلامي في الأندلس لمؤلفه " أنطونيودي فييغاس" ما فتئ الإسبان وغير الإسبان يتهافتون على هذا الكتاب إلى يومنا هذا ، وما زالت دور النشرسواء فى إسبانيا أو فى مختلف بلدان أمريكا اللاتينية تعيد طبعه وإصداره فى حلل قشيبة ، ورونق بديع .كما أنّ مناهج التربية والتعليم فى بعض بلدان أمريكا اللاتينية قد أدرجته ضمن مقرّراتها الدراسية .تشير معظم المراجع العربية والإسبانية على حدّ سواء أنّ واضع هذا الكتاب الرومانسي الطريف لا يعرف تاريخ مولده ، ولا تاريخ مماته ، حتى وإن كانت بعض المصادر ترجّح أنّه ربّما يكون قد توفّي عام 1577، إذ في عام 1565 كان قد نشر في مدينة "ريّال كامبو "، كتابا طريفا جمع فيه قصائد، وحكايات تشكّل قصصا طريفة نال بها مؤلفه شهرة واسعة فى الأندلس، وفى مختلف أصقاع شبه الجزيرة الإيبرية فى القرن السادس عشر . قصص من وحي موريسكي و قبيلة بني سرّاج هي إحدى القبائل التي تنحدر من المغرب التي كان لها شأن كبير و بارز في مملكة غرناطة في القرن الخامس عشر. ويقال إنّها تنسب إلى يوسف بن سرّاج رأس القبيلة في عهد محمد السّابع، وقد أورد هذه الكلمة الباحث الدكتور "عدلي طاهر نور" في معجمه القيّم " كلمات عربية في اللغة الاسبانية " ، وما زالت هناك عوائل تحمل هذا الإسم فى المغرب إلى يومنا هذا . و يشير الباحث والمؤرّخ المرحوم محمد عبد الله عنان (صاحب الموسوعة الضّخمة دولة الإسلام فى الأندلس) من جهته :" إلى أنّ أصلهم يرجع حسبما يشير المقرّي الى (مذحج وطيّء)، وهي من البطون العربية التي وفد بنوها إلى الأندلس منذ الفتح الإسلامي، وكان منزلهم في قرطبة و مرسية ،بيد أنّهم لم يظهروا في مسرح الحوادث في تاريخ إسبانيا إلاّ في مرحلته الأخيرة،أعني في تاريخ قرطبة ". ويشير الدكتورعدلي طاهر نور من جهته أنّ هذه الحقبة إشتهرت فى تاريخ الأندلس بالصّراع الدامي بين الملوك و بين الأسر القويةْ من ناحية،وبين تلك الأسر فيما بينها، خصوصا بين أسرتي بني سرّاج وبني الثغري من ناحية أخرى ، و كان النزاع الأخير من أسباب التعجيل بسقوط غرناطة. وقد حيكت حول تلك الأسرة العديد من القصص والأساطير الكثيرة وهي جميعها من وحي موريسكي، تناولها أكثر من كاتب، ولا تزال هذه الأساطير إلى يومنا هذا تملأ أرجاء قاعة بني السرّاج في قصر الحمراء، فتقول أنّ أبا عبد الله، أباد أسرة بني سرّاج في تلك القاعة، وقيل إنّ السلطان أبو الحسن هو الذي عمد إلى تدبير هلاكهم ، وإندحارهم . مشاعر سامية وأحاسيس مرهفة و بعيدا عن المكائد، والنزاعات، و المشاحنات ، والمشاكسات، و الصّراعات نعود إلى كتاب "أنطونيو فييغاس" الذي إستوحاه من نصّ بعنوان " حكايات الأمير الماجد دون فرناندو الذي إسترجع أنطيكيرا " (أنتقيرة) ،حيث يحكي لنا كيف تزوّج إبن سرّاج من الحسناء شريفة في الخفاء، فى ظروف عصيبة صعبة ساد فيها التطاحن والمواجهات، وعشعشت فيها الضغائن والأحقاد بين مختلف العوائل والأسر الحاكمة من الجانبين العربي الإسلامي وبين الإسبان النصارى ، ومع ذلك إنتصر الحبّ الذي كان مغلفا بالعفّة والصّدق والوفاء وسط هذه الأجواء الحالكة والمدلهمّات والمحن . وهذه القصّة تظهر في العديد من الحكايات والكتب الرومانسية في ذلك العصر، وعليه فإنّ قيمة عمل" أنطونيو فييغاس" تكمن في إحياء هذه القصّة و نشرهاعلى أوسع نطاق ، وقد قدّمها في قالب سهل وبسيط بحيث أصبح له بسببها صيت بعيد في مختلف أرجاء إسبانيا وخارجها. وتسجّل القصّة المشاعر السّامية النبيلة، و الأحاسيس المرهفة العفيفة لبعض النبلاء الإسبان في ذلك العصر، وفي العصور التي جاءت فيما بعد، فحتى الكاتب الإسباني العالمي "ميغيل دي سرفانطيس" صاحب رواية "دون كيشوت" لم يفته أن يشيرإلى قصّة إبن السرّاج والحسناء شريفة فى هذه الرّواية الذائعة الصّيت .كما تعرّض ل"صخرة العشّاق" التي تقرن بابن االسّراج والحسناء شريفة الكاتب الأمريكي واشنطن إرفينغ "1783-1859"صاحب " قصص الحمراء" و"أخبار سقوط غرناطة" والذي كان قد أقام ردحا من الزّمن فى قصر الحمراء. وهذه" الصّخرة " ذكرها الوزير ابن مغاور الشاطبي في رسالة "ذكر المراحل" إلى الأمير الموحّدي يوسف بن عبد المومن عندما مرّ بموقع (أنطكيرا أو أنتقيرة) حيث قال : " و اجتزنا على صخرة العشّاق، وقطعنا دونها كل حدب و شاقّ.." وذلك حسب الرّواية التي أوردها الباحث الكبير الصّديق العزيز الدكتورمحمّد بنشريفة فى كتابه " ابن مغاور الشاطبي،حياته و آثاره". عادات وتقاليد حميدة و كان إبن السرّاج قد وقع في أسر الفارس الإسباني " رودريغو دي نارفايس" عمدة مدينة "أنطيكيرا " التي تبعد عن غرناطة بحوالي مائة كيلومتر جنوبا ، وعندما رأى نارفايس الفارس المسلم غارقا في حزن عميق، وهوفى سجنه سأله عن سبب كربه وغمّه ووجومه،وعندما عرف الحاكم الإسباني قصّته وكيف أنه وقع في الأسر قريبا من المكان الذي كانت تنتظره فيه خليلته شريفة، قرّر الفارس الإسباني على الفور إطلاق سراحه بشرط واحد أن يعطيه " كلمته" بأن يعود للسّجن متى إلتقى بها. إنطلق إبن سرّاج في البحث عن شريفة و تزوّجها سرّا ،و عندما عرفت شريفة قصّة و سوء حظ زوجها قرّرت ألاّ تفارقه، وألاّ تتركه وحيدا فى محنته، وأن تصحبه إلى السّجن،الذي لم يتوان قيد أنملة فى العودة إليه على الفور إحتراما ووفاء للعهد الذي قطعه على نفسه مع الفارس الإسباني حاكم أنطيكيرا "نارفايس" الذي فكّر فيما بعد كيف يجازي " الفارس العاشق" على وفائه وإحترامه لكلمته، و يكافئ زوجته شريفة على إخلاصها ووفائها لزوجها فأطلق سراحهما. و نجد في هذه القصّة الرومانسيّة غير قليل من تعابير الشّهامة ،والولاء، و الوفاء، والحبّ، والنبل في عهد كانت الكلمة فيه تحترم، و العهد لا ينكث حتى مع الخصوم والأعداء. و يجد القارىء متعة كبرى و هو يقرأ لهذا الكاتب الكلاسيكي الطيّب والأصيل ليس فيما يتعلق بمضمون القصّة العميق في حدّ ذاته، بل على إعتبار الأجواء المحيطة بهذه الحكاية الطريفة التي تذكّرنا بماضي المسلمين الزاهر، ومجدهم الغابر فى الأندلس. كما تضعنا هذه القصّة المثيرة كذلك إزاء العادات والتقاليد الحميدة ،و الشمائل الأصيلة للمجتمع الأندلسي العربي والأمازيغي البربري المسلم ، بل إنّها تطلعنا كذلك فى الوقت ذاته على جوانب من التأثير الذي أحدثه هذا المجتمع المتناغم حتى فى صفوف مجتمع الجانب الآخر غير المسلم .

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفحات من تراث الأندلس إبن السرّاج والحسناء شريفة صفحات من تراث الأندلس إبن السرّاج والحسناء شريفة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib