نموذجًا للرواية والربيع العربيريح الكناسين
آخر تحديث GMT 12:00:45
المغرب اليوم -
وفاة أسطورة التنس الأسترالي نيل فريزر عن عمر يُناهز 91 عاماً نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع
أخر الأخبار

نموذجًا للرواية والربيع العربي"ريح الكناسين"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - نموذجًا للرواية والربيع العربي

الرباط - وكالات

ريح الكناسين هي آخر روايات الكاتب المغربي يحيي بزغود (صدرت في يونيو 2011). وقد كتبت بعيد انطلاق ما يسمى الربيع العربي٬ فهي كالقصيدة ولدت في لحظة معينة٬ أي في مرحلة أزمة. وتعيد هذه الرواية بناء تاريخ بعض الشخصيات بناء روائيا وليس تاريخيا، وإن كانت تحتفظ بالتاريخي وتجعله مرجعا موجها إلى حد ما للعمل الروائي. وتعتبر السلطة والشغف بكرسي الزعامة بؤرة الحدث في الرواية. وينطلق الحكي في ريح الكناسين أياما قليلة بعد اختفاء الحاكم بأمر الله، سادس الخلفاء الفاطميين، وستُكلف سِتُّ الملك ناصحْ الفائز(شخصية متخيلة) إلى جانب مجموعة من الرجال يقودهم مظفر الصقلبي من أجل البحث عن الإمام المختفي (الحاكم بأمر الله). لكن ناصح انفصل عن المجموعة وسلك طريقا آخر. وفي اليوم الثاني من رحلة البحث هاته٬ ارتأى ناصح أن يقضي ليلته في أهرامات الجيزة حتى يأمن شر قطاع الطرق. وهناك سيلتقي بحسيب آتوم وهو فرعون توحيدي اضطهد ونكب في حريته٬ لهذا سيساعد ناصحْ على فضح فراعنة العصر الحديث٬ وكل المستبدين على مر التاريخ، وذلك بواسطة مرآة تقدم له بالصوت والصورة مشاهد وأحداثا من كل العصور. وسيستغل الروائي هذه المرآة للتركيز بشكل خاص على الدول الثلاث التي عرفت الثوْرات (تونس وليبيا ومصر) وعلى رؤوسائها أو ديكتاتورييها. وعلى غرار ناصحْ الفائز٬ سلك الكاتب طريقا مختلفا ليقدم رواية أخرى، فبالنسبة إليه، الحاكم بأمر الله لم يقتله ابن دُسْتْ كما يقول المؤرخون٬ ولا اختفى في انتظار رجعته كما ذهب إلى ذلك أتباع الإسماعيلية٬ ولكنه حل في شخص آخر هو: بهلول السرتي، زعيم الإمبراطورية الخضراء. عودة يحيى بزغود إلى ماض بعيد ليس ولعا بالتاريخ لذاته٬ وإنما إشباعا لفضول شخصي وجماعي أيضا: البحث عن جذور وأسباب بعض السلوكات الغريبة والملغزة لشخصية الحاكم العربي، خاصة بهلول السرتي. يتعلق الأمر إذن برجوع إلى الماضي لفهم الحاضر. ورغم كون الرواية تحمل رائحة من الماضي، فعين الكاتب تبقى دائما تراقب الواقع المعاصر. ولذلك نجد أن أغلب الشخصيات التي ركز عليها الروائي تنتمي للزمن الحاضر٬ ومن بينها زين النساك، وميمون الطيار٬ وبهلول السرتي، الذي يمثل الإمام الغائب والذي عاد ليملأ الأرض عدلا كما قال له طيف الحاكم بأمر الله منذ كان طفلا: ”أنت الإمام الغائب عدت إلى الأرض لتملأها عدلا، باطل الأباطيل كل شيء إلا ما تقول”. لقد سعى الكاتب إلى الاهتمام بشخصية بهلول السرتي بأبعادها المتعددة :السيكولوجية والإديولوجية. وفي ريح الكناسين يتحول السرد إلى كاميرا تسلط الضوء على حياة ديكتاتور من الطفولة إلى نهاية حكمه والثورة على نظامه، وكأني بالكاتب يريد أن يوظف السرد كوسيلة لينفذ إلى أعماق الشخصيات والأمكنة. فهو لا يكتفي بالإشارة إلى الأحداث التاريخية (الثورات في كل من تونس ومصر وليبيا)٬ بل يدخل في أغوار الحكام في هذه البلدان ليجمع بعض التفاصيل والطرائف حول الرؤساء الثلاثة، وهي أغوار عادة ما لا يدخل إليها المؤرخون، لأنهم لا يهتمون بالجزئي أو الهامشي الذي هو من اختصاص الروائي. ورغم اعتماد الكاتب على منطلقات تاريخية (الربيع العربي خاصة)، فهذا لم يحرم الرواية من بعدها التخييلي. فتارة يقربنا السرد من أجواء المظاهرات والحشود، التي تملأ الساحات العمومية في مصر وتردد الشعارات المناوئة لميمون الطيار، وتارة أخرى يقدم هذا الأخير غارقا في حلم ظل يحكيه عدة مرات إلى مقربيه وكأنه يريد أن يستبدله بالواقع الذي استعصى عليه تقبله. لقد اكتفى ميمون الطيار فقط بالنظر إلى صورته في المرآة وفتن بجمالها. هذه المرآة استعملتها ميعاد، (ميعاد هي فتاة جميلة تناولت عشبة الخلود، ولهذا عمرت طويلا. وهي تمثل فكرة الخير وتحاول جاهدة مطاردة الأشرار والمتغطرسين والانتصار لقيم الخير) لابتلاء ميمون الطيار وزين النساك وبهلول السرتي في اللحظات الحرجة من حياتهم، والنظر في ما إذا كانوا سيغرقون في عشق صورتهم ونسيان ما سواها، أم سينتبهون إلى مفعول الزمن وينصاعون إلى حكمه. والنتيجة أن أحدا منهم لم يحذر غلواء النرجسية وشر السلطة وقوتها المدمرة ولا انتبه إلى ما حوله، بل كانوا كلهم ينظرون فقط إلى ذواتهم ويعشقونها دون أخذ العبرة من التاريخ، وممن سبقهم من الطغاة كالحاكم بأمر الله مثلا. هذه الريح الصرصر العاتية التي هبت في تونس ومصر وليبيا لا تخص الدول الثلاث فقط، بل جاءت عقابا لكل المستبدين في بلاد العرب. فهي لم تهدأ بالقضاء على زين النساك وبهلول السرتي وميمون الطيار، بل «هاجت من جديد» وازدادت قوة ثم اتجهت نحو أرض سبأ ومملكة أبي الليث ومناطق أخرى ما زال أهلها « ينتظرون قدومها غير خائفين»، ويبدو أن هذه الريح أرادها الروائي أن تكون عامة وأن لا تقتصر على بلد دون آخر وأن لا تتوقف حتى تقضي على كل المستبدين. إنها ريح التغيير التي يراها الروائي دافعة للتاريخ في الوطن العربي، هذا التاريخ الذي توقف عندنا طويلا بسبب قوى الاستبداد وسار سيرا طبيعيا عند أمم أخرى. فبالنسبة للحكام، يتعلق الأمر بريح مرعبة تصدر أصواتا مفزعة لم يروا مثلها من ذي قبل كما يقول السارد: كانت الريح قد بلغت من القوة عتيا وأرسلت شياطينها تزعزع أثقال الأرض وتلف كثبانا من الرمال، فترفعها حبالا ضخمة مبرومة في الفضاء وتعلو بها دوارة لتكشط كل ما يعترض طريقها. فلا تذر إلا ذا أساس في الأرض عميق. أما بالنسبة للشعب أو المحكومين، فهي ريح مباركة، لأنها أزاحت من كانوا عائقا في طريق النهوض وخلصتهم من الخنوع وأيقظتهم من سبات عميق ومن جمود تخبطوا فيه خلال عدة قرون. ريح الكناسين قادتهم إلى الخلاص والحرية وارتقاء الوعي عند الإنسان العربي. لكن الكاتب يبقى حذرا، بل خائفا على مصير هذه الثورات، خاصة من الانحرافات التي قد تعصف بها وتحول دون تحقيق أهدافها والتي من أهمها التأسيس لبناء الديموقراطية، وإلا تحولت هذه الثورات كما يقول يحيى بزغود نفسه إلى: «طقس إضافي من طقوس التفريغ الجماعي يضيع الوقت ويعبث بالقدرات». وتكشف الرواية المراحل الأخيرة لسقوط الديكتاتور حيث يختلط ما هو تاريخي بما هو متخيل. وقد شهدت نهاية مذلة للشخصيات الثلاث: زين النساك غادر القصر بعد جهد جهيد منتحلا صورة بغل، وبهلول السرتي شوهد كاليربوع وهو « يخترق الأنفاق جريا نحو النتيكة». أما ميمون الطيار فحاول مغادرة المكان، لكن الكرسي التصق بعجيزته ولم يكن هناك بد من إجراء عملية لفصل الكرسي عن جسم الرئيس. إذا كانت الرواية بالنسبة للوسيان غولدمان هي البحث عن قيم أصيلة في عالم منحط٬ فإن ريح الكناسين هي البحث عن قيم الحق والخير والجمال والديموقراطية، التي ربما ستفضي إليها هذه الرياح العاتية التي هبت على العالم العربي. هذه الرواية تربط بين الماضي والحاضر قصد طرح فكرة السلطة قديما وحديثا، وكيف حافظ الحاكم على الموروث المتخلف كسياج ملفق لحماية سلطته وكل هذا بمنطق الروائي وليس بمنطق المؤرخ. ولكن ما يشكل بصيص الأمل في ريح الكناسين هو إثارتها للحاضر من خلال وعي الجماهير بضرورة التغيير والرغبة في العبور إلى مرحلة جديدة من التاريخ. مرحلة تنفتح على أفق مغاير لمسلك الهزائم والإحباطات الذي أراده صناع سايكس بيكو للمنطقة الممتدة من المحيط إلى الخليج.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نموذجًا للرواية والربيع العربيريح الكناسين نموذجًا للرواية والربيع العربيريح الكناسين



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib