تفاقم التغير المناخي يُهدد الأمن الغذائي للمغرب جراء تدهور الأراضي
آخر تحديث GMT 11:33:56
المغرب اليوم -

تفاقم التغير المناخي يُهدد الأمن الغذائي للمغرب جراء تدهور الأراضي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تفاقم التغير المناخي يُهدد الأمن الغذائي للمغرب جراء تدهور الأراضي

الأزمة المناخية
الرباط -المغرب اليوم

دق تقرير رسمي ناقوس الخطر حول تهديد التغير المناخي للأمن الغذائي بالمغرب من خلال تدهور الأراضي، وهو ما يُؤدي إلى تفاقم أوجه القصور في الإنتاج الفلاحي.جاء ذلك في تقرير صدر الأسبوع الجاري، بعُنوان: “المغرب في مواجهة التغير المناخي”، أنجزته وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة ووزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، والمديرية العامة للأرصاد الجهوية، والوكالة الفرنسية للتنمية، ومبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية.

وأشار التقرير إلى أن هناك عوامل عدة تساهم في تفاقم آثار التغير المناخي على موارد المياه، لاسيما النمو السكاني وتدهور نوعية المياه بسبب مخلفات التجمعات الحضرية والصناعية، والتأخر المراكم في مجال الصرف الصحي.

وتؤكد مُعطيات التقرير أن المغرب يقع في إحدى أكثر مناطق العالم التي تشهد مظاهر تغير المناخ بشكل حاد، وهو ما يعرضه بشكل كامل لآثار هذه الظاهرة، لاسيما في قطاعي المياه والزراعة.

ومن أجل تحسين قُدرة قطاعي المياه والزراعة على الصمود في مواجهة التغير المناخي، قام المغرب باعتماد مشاريع قطاعية هيكلية في إطار التكيف مع الظروف المناخية الصعبة، التي تتزايد بشكل مستمر.

ويتوفر المغرب في هذا الإطار على الإستراتيجية الوطنية للماء (2009-2030)، ومخطط “المغرب الأخضر” من خلال مكون اقتصاد الماء وتطوير الفلاحة التضامنية، وهي جهود تعتزم الدولة دعمها في إطار الإستراتيجية الفلاحية الجديدة “الجيل الأخضر 2020-2030″، والبرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي (2020-2027).

حرارة مرتفعة وتساقطات أقل
خلال العقود الأخيرة، أدى تغير المناخ في المغرب إلى زيادة درجات الحرارة، إضافة إلى تسجيل المعدل التراكمي للتساقطات المطرية السنوي اتجاهاً تنازلياً.

عالمياً، سجل الكوكب ارتفاعاً في متوسط درجة الحرارة بحوالي 1 درجة مئوية خلال مائة عام، وقد كانت الزيادة جليةً بشكل خاص خلال الخمسين عاماً الماضية بوتيرة زيادة ناهزت 0.17 درجة مئوية في المتوسط لكل عشر سنوات.

ومنذ بداية القرن العشرين، عرف المغرب ارتفاعاً في متوسط الحرارة سنوياً بحوالي 1.5 درجات مئوية، وهو ارتفاع لوحظ على مستوى جميع التراب الوطني.
وخلال العقود الثلاثة الماضية، سجل المغرب ارتفاعاً قدره 0.42 درجة مئوية في عشر سنوات في المتوسط، وهو معدل يفوق المتوسط المسجل على جميع القارات المحدد في 0.28 درجة مئوية كل عشر سنوات.

وفي أفق سنة 2050، ستشهد درجة الحرارة في المغرب ارتفاعاً سنوياً وفق سيناريوهين، الأول بحوالي 1.5 درجات والثاني بـ2 درجة مئوية.

ووفق معطيات التقرير، عرف المغرب ما بين 1960 و2018 انخفاضاً كبيراً في المعدل التراكمي للتساقطات المطرية ناهز حوالي ناقص 20 في المائة كمتوسط سنوي؛ ولوحظ ذلك بالأساس في فصل الشتاء بنسبة ناهزت -24 في المائة ما بين دجنبر وفبراير، مقابل -14 في المائة ما بين أكتوبر ومارس.

توقعات مستقبلية مقلقة
خلاصات التقرير تؤكد أن معدل الاحترار اليوم في المغرب أكثر شدة من المتوسط العالمي، كما أنه مرفوق بانخفاض ملحوظ في المعدل التراكمي للتساقطات المطرية على مدى الأربعين سنةً الماضية.

وتظهر التوقعات المتعددة التي تم إجراؤها ضمن هذا التقرير باستخدام النماذج المناخية الشاملة أو الإقليمية أن هناك زيادة متوقعة في الاحترار وقلة تراكمات التساقطات المطرية.

وكنتيجة لما سلف ذكره فإن المغرب معرض لمواجهة فترات جفاف أكثر حدة وتواتراً، بحيث سيكون الجفاف أكثر حدة مع ارتفاع مستوى الاحتباس الحراري، وهو ما ستكون له عواقب وخيمة على موارد المياه في البلاد، وبالتالي التأثير على القطاع الفلاحي.

وفي مواجهة ظاهرة التغير المناخي التي ستزيد حدتها مع العجز المائي المتوقع بحلول سنة 2050، سيكون على المغرب تعزيز وتوجيه سياسات التكيف المعتمدة إلى حد الساعة نحو الأمن المائي.

ونظراً للطبيعة الإستراتيجية لتدبير الموارد المائية من أجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمغرب، يبقى من المهم حسب التقرير إجراء دراسات معمقة لإلقاء الضوء على التفاعلات القطاعية والترابية للقطاعات المعتمدة على الماء من أجل فهم أفضل للآثار المتوسطة وطويلة الأجل للتغير المناخي على الاقتصاد الوطني.

ويشدد التقرير على ضرورة العمل على تنسيق الإستراتيجيات القطاعية مع التطور المستقبلي للموارد المائية لتكون البلاد مستعدة بشكل أفضل لتصميم سياسات استباقية لتقليل عجز المياه في المستقبل.

ويمكن للإجراءات التي يتعين اتخاذها للتعامل مع التغير المناخي أن تولد استثمارات كبيرة من خلال الجمع بين تعبئة الموارد المائية غير التقليدية والطاقات المتجددة بهدف تحقيق سياسات مستدامة.

قد يهمك ايضا:

اتفاق أممي أميركي لتعزيز الشراكة ضد التغير المناخي

لجنة اليقظة تطلق منتوجين جديدين لتحقيق الاقلاع الاقتصادي

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاقم التغير المناخي يُهدد الأمن الغذائي للمغرب جراء تدهور الأراضي تفاقم التغير المناخي يُهدد الأمن الغذائي للمغرب جراء تدهور الأراضي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 10:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

3 لاعبين مغاربة في قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام 2024
المغرب اليوم - 3 لاعبين مغاربة في قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام 2024

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib