الفنانة مجيدة ولد عربية لـالمغرب اليومنساء لوحاتي يُحافِظْنَ على أصالَتِهِنَّ في أزيائهنَّ وَزِينَتِهِنَّ
آخر تحديث GMT 19:10:11
المغرب اليوم -

الفنانة مجيدة ولد عربية لـ"المغرب اليوم:نساء لوحاتي يُحافِظْنَ على أصالَتِهِنَّ في أزيائهنَّ وَزِينَتِهِنَّ"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الفنانة مجيدة ولد عربية لـ

الدار البيضاء - سعيد بونوار

تعيش لترسم أو ترسم لتعيش..قد لا تجد لهذا السؤال إجابة، هي ربة منزل وأم بأحاسيس مرهفة، وهي شابة تَشُقُّ طريقها وسط الألوان، لا تفارق الابتسامة وجهها وإن كانت ترسم حزناً بألوان تكاد تميل إلى القتامة.   وُلِدَت في الصويرة المغربية مدينة الصمت والرياح، وتعيش في مراكش حيث هرج الفرجة الشعبية المُتَزَيِّنَة بعبق التاريخ والتقاليد، إنها المفارقات التي أنجبت فنانة ترسم الأصالة وتحتفي ببنات جنسها مِمَّن طمست معالم جَمَالِهِن الربَّاني نسائم الحداثة، خجولة إلى حد تعجز الكلمات عن الخروج من فَمِهَا، ترسم صوراً من الماضي وتكاد تحتفظ بقطيعة مع الصور، لا تبحث عن صفحات المجلات أو عدسات المصورين، وترى أن أسعد لحظاتها هي تلك التي تنتهي فيها من رسم لوحة.   في مَرْسَمِهَا في بيتها في مراكش، وهو غير بعيد عن ساحة "جامع الفنا" الشهيرة بطقوسها والمُصَنَّفة تراثاً إنسانياً عالمياً، تمضي الفنانة مجيدة ولد عربية ساعات يومها ترسم، وتحاول أن تحافظ على مسافة وِدٍّ بين أناملها الحاملة للريشة، وبين أصابعها وهي تتجوَّل في سراديب المطبخ، أو وهي تُمَرِّر يديها فوق خصلات شعر ابنتيها وهما يغادران البيت متجهتين إلى المدرسة.. إنها تحب أن تكون الأم التي ترسم، لا الرسَّامة التي تبحث أن تكون أُمَّاً.   في لوحاتها التي تزين فضاءات مؤسسات كبرى، تجد ذاك المُعْطَى المُشْتَرَك بين الأصالة وبين المرأة والحصان، لا تكاد هذه المرأة تبرح لوحاتها التي تختار أن تكون من الحجم الكبير، إنها تعابير حِسِّيَّة عن التطلع إلى فضاءات عيش أوسع لاحتواء الأحلام، وهي لوحات تَحْضُرُ فيها الخيول ووجوه نساء من التاريخ، إنها دعوة إلى النظر إلى هؤلاء النساء القابعات وراء الأسوار، نساء لَسْنَ بالضرورة "يعانين" أو مقهورات، هن قانعات بعيش تحت مظلة الأصالة ببساطتها وانتمائها الجميل، وهن المتحديات لقيود "التبخيس"، هنّ أيضاً فارسات.   وتقول مجيدة ولد عربية لـ"المغرب اليوم"، "لم أدرس الفن التشكيلي، وأنا عصامية، واهتمامي برسم المرأة يختزل أشياء عدة، أترك للمتلقِّي سَبْرَ أغوارها، المهم عندي أني معجبة برسم وجوه النساء المحافظات على أصالتهن في أزيائهن ومكياجهن، إنها تعبير عن الاحتفاء بشخصيات تعتز بخصوصية الشخصية لديهن".قد تكون هذه المرأة هي الأم بما ترمز إليه الكلمة من معاني الانتماء إلى الوطن والأرض في مواجهة رياح التغيير القادمة من الغرب والتي تكاد تُجْمِعُ على أن تفقد هذه الأم كينونتها، وتكفي هنا الإشارة إلى طبيعة الألوان التي تختارها مجيدة في معظم ألوانها "طينية" تُجسِّد التربة، وحضور الغروب في أعمالها يُجَسِّد هذه الفرضية، والغروب عندها هو عنوان انتظار ميلاد يوم جديد لن يُغَيِّر من بقاء الأصلح في شيء، والأصلح طبعاً أن نلتزم بتقاليدنا العريقة دون أن نصد الباب في وجه كل ما هو حداثي.   وَيَحْضُر الخيال بكثافة في أعمال مجيدة، إنك تشعر أمام لوحاتها كما لو أنك في عالم غَيْبِي، بأبعاده الثلاثية، ومَهْمَا حَلَّقَ خيالُك بعيداً فأنت عائد لا محالة إلى حيث مربط الفرس، مُدَّثِر بوشاح أنوثة جميلة، تشم عبق تراب الانتماء، ستجد الأرض والأسوار والنساء العربيات وطيور السنونو، وستجد خليطاً من الرموز والأشكال التي تدعوك إلى أن تواصل النبش في ذاكرة الرسَّامة التي عشقت في طفولتها رسوم دافنشي ودولا كروا، ولا بد وأن تجد في لوحاتها بصمات هذا العشق، فابتسامة "الموناناليزا" لا تغيب عن وجه المرأة العربية كما رسمتها مجيدة، وخيول "دولاكروا" هي ذاتها التي تقفز منتشية في أعمال مجيدة، إنها لغة للتأريخ برسم التفاصيل التي تكاد تمضي دون أن يلتفت إليها أحد."

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفنانة مجيدة ولد عربية لـالمغرب اليومنساء لوحاتي يُحافِظْنَ على أصالَتِهِنَّ في أزيائهنَّ وَزِينَتِهِنَّ الفنانة مجيدة ولد عربية لـالمغرب اليومنساء لوحاتي يُحافِظْنَ على أصالَتِهِنَّ في أزيائهنَّ وَزِينَتِهِنَّ



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 00:54 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب
المغرب اليوم - روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب

GMT 22:21 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
المغرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib