عباس بيضون يتنفس القصيدة فيكلمة أكبر من بيتو إيغال في الجمال والألم و الأمل
آخر تحديث GMT 08:35:06
المغرب اليوم -
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

عباس بيضون يتنفس القصيدة في"كلمة أكبر من بيت"و إيغال في الجمال والألم و الأمل

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - عباس بيضون يتنفس القصيدة في

الشاعر عباس بيضون
روما - دلال قنديل

هل حقاً"الحقيقة كانت من أولى خسائرنا ؟"
"أكتب لأني أتنفس لأني أعيش، لا لأتنفس او اعيش."
"الكتابة عادة بيولوجية تأتي من تلقائها بلا مسّوغات أو شروط مرافقة او مسّبقة لولادتها، ليست وحياً ،ليست داخلية بالكامل ."
ترافقني عبارات الشاعر عباس بيضون كلّما تلقيت بفرح جديد نتاجه الغزير.بتلقائيته وعفويته وتواضعه.
عمقه الفلسفي وثقافته الموسوعية بروح التمرد التي عايشناها طوال سنوات عمله الصحافي تمنح النص حيوات لا تتكرر ، كلما قاربناها وجدنا فيها دهشة تهز ركودنا.
ليس الشعر ثرثرة يستجلب ارواحنا ويدور بها في عوالم سفلية قاهرة وساحرة خلاقة.
"ثرثرة"
القصيدة الاخيرة في ديوانه الجديد:
"لنترك هذا الجسد يتابع
الثرثرة المستمرة في داخله
بدون أن يسمعّها
لنترُكها تتكدس في نفسها
ولا يكون لها مع ذلك حجمٌ
إنها تتجه الى الأسفل
ولا شيء سوى غرقٍ على غرق"
رغم الغرق والعتمة والبؤس كصور مرافقة لبيروتنا المندثرة، متحفز للشعر عباس بيضون ، متلبساً القصيدة بصوته الهادر الذي يبطن المغزى بتلك النبرة المفتوحة دون قفلة في الأداء ، يرمي علينا شعره كمن يحاكي الشجرة والبحر والسماء.
" مستعدٌ لأن أكون شجرة
وأن أكون أخضرَ على الأغصان
أصفر شمسياً في السرير
وأن أشتري بمثقال ضجرٍ يوميّ
ربعَ الحياة"
يتنقّل بين الذاكرة واليومي والمتخيل بخفة كرمشة عين  "أربعُ رمشاتِ عيون" احدى قصائده ال 44 في ديوانه الأخير "كلمة أكبر من بيت" الصادر عن دار هاشيت انطوان / نوفل بصفحاته 93 من الحجم المتوسط.تتأتى القصائد من الخارج لتصهره برونق الداخل وعمقه.قصائده كعادته ليست وليدة المعاش ولا تخرج عن سياقه أيضاً.تحملنا الى الرؤية خلف الرؤية للاشياء كما تتراءى للشاعر بأعين مفتوحة .

تعصف القصائد بنا كالريح تحملنا عالياً وترمي شذرات تبقى معلقة عن الموت والصمت والفقد والحب والسفر والغياب والبحر، ليس الموضوع إشكالياً ، فرادة عباس بيضون بإعادة تشكيل يومياتنا قصائد مدهشة هي السحر في شعره.
"عطلة"
" رسائلُ تحت جِلدي
وكلمةٌ كبيرةٌ تغلّفني
إنه الصمت الذي بيني وبين العالم
ثمة دقائقُ قد تتحول ندوباً
مع ذلك قد يكون الأمر مجرّد كتابة".
يثير فينا النوازع من خزاناته وسريره وكتبه وحبة دوائه، لتصبح موضوعاً جمالياً خالصاً. قدتبدو قصائد الديوان قريبة من اسلوب ديوانه الاخير
" الحياة تحت الصفر" لكن تنوع الموضوعات الشعرية يجعله خلطة سحرية جذابة لكشف المترائي في الفكرة التي تتلبس القصيدة.
" ثمة وقت وراء الباب
النهار الذي ذبل لم ينته
ولم يخرج من الغرفة
القمصان الملقاة على السرير
لم تعد في لونها
كانت ساعة المساء
وهي تحتاج الى نوم الاحذية".
نشتم رائحة الوباء في قصيدة " وصفة"
"وصفةٌ طبيةٌ توسوسُ حولي
في هذه الغرفة التي دخلتُها من دون موعد
شيءٌ كالوباء يتكلمُ بأحرفٍ كبيرة
بعناوين كثيرة وتواريخ
على الجدران التي تلبُسني كجورب".
يحاكي الصمت بتجاوزه بتوالي القصائد وتنوع موضوعاتها.
في مطلع الديوان قصيدة "لنقل إنّه المطر"
"ما وقع لم ندرِ ما هو
لكنها السنة الثالثة بدون أن يكون هناك زمن
فقط عددٌ هائلٌ من فوقنا
صمتٌ أحاديٌ يسقف العالم".
يسكن العالم عباس بيضون بشعره، يبتعد عن محاكاة وطن سقط في الحساب.يخرج الشاعر من الرثاء بالأمل
"زراعة الامل"
حقيقة الشعر التي تتوالد بالاوهام.يقول:
" المدينة توقفت هنا
النارُ أيضاً
صورٌ كثيرةٌ سقطت عن الحدود
لكن المحترِقين مازالوا في الخارج
حيث تتأمّلهم السيّارات المتوقفة
والخبزُ المحفوظُ في الصناديق
الموت مع عيد الميلاد في الكيس
جنبَ أقدار عالقةٍ في السلسلة
لقد بدأ اليوم بهذه الأقزام
ولم تعد هناك فرصة لمبادلة الملائكة بالسيّاح
او شتلِ الفقراء على طول الحدود
لم يعد ممكناً زراعة الأمل"
تطل بيروت المتشظية في الديوان يلامسها عباس بيضون بروحه الهائمة فوق طبقاتها بزلزالها الذي دمر فينا ما لا يمكن إعادة ترميمه.
" الانفجار"
"الانفجار كان رثّاً ومهلهلاً
وترك أسمالاً في كل مكان
لقد ظَهر وجِلدُه يتساقط
ولا يزال يمتلىء حروقاً
تداعت المنازل حولَه كالأقفية
المبنى الوحيد الذي بقي
انتصب بلا كتفين على البحر".
يتركنا الديوان معلقين بسلسلة شعر لا تحسن إستخدام نقاط الوقف او الفصل بين الجمل والمساحات والمسافات.
كلما وردني جديد من نتاجه أستقبله بفرح الدهشة الاولى لنبض مازال يأتي خلف الرماد وأستعيد بعضاً من عباراته لي ذات الوقع العميق في نفسي "انتهيت من رثاء لبنان.هذه ايضا لعبة اخرى.نتساءل الى اين انتهت هذه اللعبه؟ اذ لا نعرف ما الذي كان حقيقياً في كل ذلك.اظن ان الحقيقة كانت من أولى خسائرنا. كان ذلك سطحياً وضحلاً لدرجة اننا استمرأناه.الآن لا نجد شيئاً في ايدينا.الآن نجد فقط ما تساقط منا وهو ايضاً فارغ وبدون قرار.لقد أورثنا  هذا التظاهر الذي لم نكن بحاجة الى تصديقه.لم يكن هناك مكان للتصديق.ليس سيئاً أن لا نحتاج الى ذلك.لم يكن التصديق شرطاً ولاطرفاً.يمكن ان نوجد بدونه.الوجود ممكن بلا حقيقة."
ونحن نقلب صفحات ديوانه يراودنا أن الشعر والادب ربما الحقيقة الوحيدة المتجلية كلكمة رثاء للأوطان.

*  دلال قنديل كاتبة وإعلامية لبنانية مقيمة في إيطاليا

عباس بيضون يتنفس القصيدة فيكلمة أكبر من بيتو إيغال في الجمال والألم و الأمل

قد يهمك ايضاً

شاعر موريتاني ينظم قصيدة شعرية تفاعلاًمع خبر الوعكة الصحية للملك محمد السادس

قصيدة عن مصر تثير الجدل ووزارة التعليم ترد

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عباس بيضون يتنفس القصيدة فيكلمة أكبر من بيتو إيغال في الجمال والألم و الأمل عباس بيضون يتنفس القصيدة فيكلمة أكبر من بيتو إيغال في الجمال والألم و الأمل



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib