سماح إدريس رحل ولم يتخلَ عن فلسطين حتى الرمق الأخير
آخر تحديث GMT 15:51:31
المغرب اليوم -

سماح إدريس رحل ولم يتخلَ عن فلسطين حتى الرمق الأخير

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سماح إدريس رحل ولم يتخلَ عن فلسطين حتى الرمق الأخير

، رئيس تحرير مجلة "الآداب" اللبنانية سماح إدريس
بيروت ـ أحمد الحاج

غيب الموت مساء الخميس، رئيس تحرير مجلة "الآداب" اللبنانية سماح إدريس بعد صراع قصير مع المرض، والراحل إضافة إلى كونه كاتباً وروائياً ومترجماً، فإنه عضو مؤسس في "حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان" منذ العام 2002.  
الراحل لم يمهله مرض السرطان طويلاً، حيث اختطفه من بين أهله ومحبيه خلال أشهر قليلة بعد إصابته بالمرض الخبيث ومباشرته العلاج.
حتى تاريخ كلمته الأخيرة (بعنوان: "المسار البديل": الرمز، البديل، الحاضنة") التي ألقاها في مؤتمر "المسار الفلسطيني البديل» الذي أقيم في تشرين الأول (أكتوبر) 2021 الماضي، لم يبدّل إدريس شعاره الثابت، وهو "إذا تخلّينا عن فلسطين تخلّينا عن أنفسِنا". شعار تصدّى من خلاله، مع الحملة، لكلّ أشكال التطبيع الثقافي والفني والأكاديمي والرياضي مع الاحتلال الإسرائيلي في لبنان والعالم.
لم يغب الهمّ السياسي أيضاً عن مجال أدب الأطفال والناشئة الذي خاضه إدريس في عدد من الكتب المؤلّفات، بل كان دافعاً أساسيّاً، تحدّث عنه مراراً. فالكتابة للأطفال باللغة العربية، وصفها كـ «لغتي السياسيّة»، التي تشكّل «أحد العناصر الأساسيّة لعقيدتي القومية العربية واليسارية». كتابة كانت تحديّاً سياسياً آخر في مسيرته؛ خصوصاً هاجسه، بتبسيط الفصحى للأطفال، وهو هاجس يقبع في صميم السياسة الديمقراطيّة بما فيها من إشراك فئتي الأطفال والناشئة في صناعة القرار. وقد نتجت عن هذه التجربة أربع روايات للناشئة، وإحدى عشرة قصّة مصوّرة للأطفال من بينها «تحت السرير»، و«حين قرّر أبي»، و«الملجأ»، و«النصّاب»، و«عالم يسع الجميع»، و«خلف الأبواب المقفلة»، و«فلافل النازحين».
نشط إدريس في الحياة الثقافيّة في بيروت، وصار أحد أبرز وجوهها، كناشط في مجالات عدّة أبرزها دعم القضية الفلسطينية، ونشر الفكر العلماني، وتجديد الفكر القومي العربي. وفي هذا السياق، كتب مؤلّفين في النقد الأدبي، هما «رئيف خوري وتراث العرب» (1986) حول الناقد اللبناني رئيف خوري ومنهجه الفريد في النقد، و«المثقف العربي والسلطة: بحث في روايات التجربة الناصرية» (1992) الذي يبحث في علاقة المثقّف العربي بسلطات بلاده الرسميّة. تضاف إليهما مئات المقالات المنشورة في السياسة، والأدب، واللغة، وترجمات لعشرات المقالات، ولأربعة كتب، أبرزها «صناعة الهولولكوست – تأمّلات في استغلال المعاناة اليهوديّة» لنورمان فنكلستين. كما انكبّ في السنوات الأخيرة على العمل والمساهمة في تأليف معجم «المنهل العربي الكبير»، مشاركاً في ذلك جهود والده الدكتور سهيل إدريس، بمشاركة العلّامة صبحي الصالح، الذي سيكون لدى صدوره عن «دار الآداب» أكبر وأشمل معجم عربي - عربي حديث (ثلاثة أجزاء).
رغم صعوبة وضعه الصحّي في الأيّام الأخيرة، واصل إدريس المواجهة بإصرار وشجاعة. ربّما لم يكن ذلك خياراً، بقدر ما كان قدراً كما كتب في افتتاحية أحد أعداد شهر تموز (يوليو) من مجلة «الآداب»، مشدّداً على الاستمرار في العمل والنشر والكتابة في ظلّ الأزمة الإقتصاديّة والاجتماعيّة التي تشهدها البلاد: «ومع ذلك، فنحن لا نملك مهنةً غيرَ الكتابة والنشر المستقلّيْن. وسنواصل هذه المهنة، مهما صعبت الظروف، ومهما تعثّرْنا أو تأخّرْنا أو كبوْنا. وسنكون إلى جانب كلِّ من يعمل، بكدّ وتفانٍ وحبّ، على الخلاص من سارقي أحلام شعبنا في الحياة الكريمة الحرّة.».
سماح، وهو نجل مؤسس "دار الآداب" الراحل سهيل إدريس، له العديد من الكتب منها كتابان في النقد الأدبي، و4 روايات للناشئة، و11 قصة مصورة للأطفال.
وعلاوة على إصدارات الكتب، نشر سماح إدريس عشرات الدراسات والمقالات والكتب المترجمة. كما أنه عضو مؤسس في "حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان" منذ العام 2002.
عُرف إدريس بمواقفه المؤيدة للمقاومة اللبنانية والفلسطينية ودفاعه عنها في وجه المطبعين من دول وأنظمة عربية، ولم يتوقف عن عن ذلك حتى أثناء مرضه.  
وخلال فترة تلقيه العلاج، تلقى سماح إدريس الكثير من الرسائل التي تدعوه إلى التماسك والصمود، كما هي حاله دائماً بالنسبة إلى من عايشوه وتعرفوا إليه عن قرب.
ووصلته رسائل كان ينشرها في حسابه في موقع "فيسبوك"، من بينها رسالة من الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" أحمد سعدات، وأخرى من المناضل اللبناني في السجون الفرنسية جورج إبراهيم عبد الله.
وعبّر الكثير من أصدقاء إدريس عن صدمتهم وحزنهم لغيابه المفاجئ، لكنهم أكدوا مضيّهم في مقاومة الاحتلال ونصرة فلسطين، استكمالاً لوصيّة إدريس الذي قال مرة: "إذا تخلّينا عن فلسطين، تخلّينا عن أنفسنا"

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

سيدة فلسطينية تُقاوم الاحتلال الإسرائيلي من خلال خيط الصوف

 

الصين تنشيء "متحفًا افتراضيًا" حول مقاومة الاحتلال الياباني

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سماح إدريس رحل ولم يتخلَ عن فلسطين حتى الرمق الأخير سماح إدريس رحل ولم يتخلَ عن فلسطين حتى الرمق الأخير



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib