السياحة في مدينة تافراوت المغربية تتأثر بالوضع الوبائي في البلاد
آخر تحديث GMT 02:10:19
المغرب اليوم -

السياحة في مدينة تافراوت المغربية تتأثر بالوضع الوبائي في البلاد

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - السياحة في مدينة تافراوت المغربية تتأثر بالوضع الوبائي في البلاد

السياحة في المغرب
الرباط -المغرب اليوم

شكلت منطقة تافراوت على مدى سنوات طويلة واحدة من أكبر الوجهات السياحية في جهة سوس، نظير ما تتميز بها تافراوت المدينة والجماعات المحيطة بها من مزارات ومناظر طبيعية وجو متميز، كعوامل حولتها إلى منطقة جذب سياحي تستقطب عددا هاما من الزوار المغاربة والأجانب.وعلى مدار السنة، كانت تافراوت تعج بمئات السياح من مختلف الجنسيات، وهو ما ينتج رواجا محليا كبيرا تمتلئ معه الفنادق عن آخرها، ولا تكاد المطاعم تتوقف عن خدمة الزوار، كما تنتعش محلات الصناعة التقليدية والمحلات التجارية وغيرها من الخدمات. 

طبعا هذه الوضعية المتميزة كانت قبل سنة 2020، وبالضبط قبل جائحة كورونا التي أرخت بظلالها على عدة قطاعات حيوية بالمغرب كغيره من البلدان؛ أما اليوم فالزائر لتافراوت يمكن أن يلحظ الركود السياحي لهذه المنطقة وما سببه من تبعات وخيمة دفعت العديد من الوحدات الفندقية المغربية إلى الإغلاق.

تأثير كارثي للأزمة
ياسر شهمات، مدير أكبر وحدة فندقية مصنفة بتافراوت ورئيس جمعية التنمية السياحية، قال إن “القطاع السياحي عرف أزمة خانقة بسبب جائحة كورونا التي اجتاحت العالم بأسره، والمغرب لم يكن استثناء؛ إذ تضررت معظم القطاعات، ومنها قطاع السياحة الذي يعتبر المتضرر الأول بحكم ارتباطه بالسياح، خصوصا الأجانب”.

وأوضح شهمات، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “تافراوت على غرار باقي مناطق المغرب باعتبارها وجهة سياحية بامتياز، يعتمد اقتصادها المحلي على القطاع السياحي، فإن تأثير الأزمة عليها كان كبيرا وكارثيا”. 

وأضاف المتحدث ذاته أن الأزمة الخانقة التي يعانيها القطاع السياحي بمنطقة تافراوت دفعت العديد من المؤسسات الفندقية إلى إغلاق أبوابها دون رجعة إلى حدود اليوم، في وقت تكابد فنادق أخرى من أجل البقاء، متحملة بذلك أجور المستخدمين وبقية المصاريف الثقيلة التي لم تفكر الحكومة السابقة في حجمها قبل اتخاذ قرار وقف الدعم المخصص لهذا الغرض.وأشار رئيس جمعية التنمية السياحية بتافراوت إلى أن “شهر غشت الماضي عرف انفراجا بسيطا، غير أنه لم يدم طويلا بسبب الإجراءات المفاجئة التي تصدرها الحكومة بين الفينة والأخرى، وهو ما عرفه شهر أكتوبر الجاري الذي سجل بعض الحجوزات بالوحدات الفندقية المحلية، قبل أن نفاجأ بإلغائها بعد قرار تعليق الرحلات القادمة من ألمانيا وهولندا والمملكة المتحدة”.

ضرورة دعم الحكومة
“نتفهم أن الصحة العامة وسلامة بلدنا ومواطنيه أهم وأولى، إلا أن ما يعاب على الحكومة هو عدم اعتماد حلول موازية لقراراتها المتخذة قصد المساهمة في تخفيف الأضرار الوخيمة التي لحقت مهنيي القطاع، وإيجاد حلول استثنائية للمؤسسات الفندقية، خاصة منها التي لم تتمكن إلى حدود الساعة من فتح أبوابها منذ الإغلاق الذي لجأت إليه مجبرة، وهنا بتافراوت عدد كبير منها”، يتابع المتحدث ذاته.

كما شدد ياسر شهمات على ضرورة تدخل الوزارة والفاعلين الترابيين، خصوصا على مستوى الجهة، لوضع مخطط للنهوض بالقطاع السياحي بتافراوت، لتدارك ما فات، وكذا إعادة النظر في طريقة تنمية السياحة عبر تشجيع السياحة الداخلية من خلال برامج متكاملة تجمع كافة المتدخلين.وختم شهمات تصريحه لهسبريس بالقول: “نستبشر خيرا في الحكومة الجديدة أن تعمل على تنزيل إجراءات قادرة على إنقاذ السياحة بمنطقة تافراوت؛ على أن يكون من بينها قريبا الرفع من عدد الرحلات المخصصة لمطار أكادير، باعتباره النقطة القريبة لنا في جهة سوس”.

شلل تام للقطاع
“كنا في مثل هذا الوقت من السنة قبل الوباء كمرشدين سياحيين نستقبل الموسم الجديد بأمل كبير، لأننا نعيش على وقع طلبات كثيرة لرحلات تمتد إلى بداية صيف السنة المقبلة”، يقول رشيد أوبيه، المرشد السياحي بتافراوت.

وأضاف المتحدث ذاته في تصريح لهسبريس: “ينشط بتافراوت عشرات المرشدين الرسميين الذين يؤطرون الرحلات، خصوصا المشي الجبلي وتسلق القمم الجبلية وسبر أعماق الواحات والدواوير البعيدة، غير أن كل هذه الأنشطة توقفت تماماً منذ مارس 2020، وإلى اليوم مازال الوضع على حاله تقريباً”.

وأوضح أوبيه، وهو يصف الوضعية الكارثية للقطاع السياحي بتافراوت، أن “الكثير من الفنادق أوصدت أبوابها تماما، وبعضها قدمت عروضاً غير مسبوقة للسياح المغاربة”، وزاد: “كما أن السوق تأثر بشكل كبير بغياب السياح الأجانب، والكل يراهن على عودة النشاط السياحي لتجاوز الخسارة وتسديد الديون، أما بالنسبة لنا كمرشدين سياحيين فلم يجد الكثير منا بدا من البحث عن عمل آخر في انتظار عودة المياه إلى مجاريها”.وأكد المرشد السياحي ذاته أن “التوقف الكلي للنشاط السياحي بتافراوت، الذي دفع بعدد من المرشدين إلى البحث عن بدائل جديدة لكسب مورد رزق، سيضر كثيراً بالسياحة حتى لو عاد النشاط إلى سابق عهده، لأن ممارسة المرشدين أعمالا أخرى بعيدة عن مجالهم ستؤدي دون شك إلى إضعاف مستوياتهم، كما سيجد الكثير منهم أنفسهم أمام مهمة شاقة لاستدراك ما فاتهم من مستجدات في عالم السياحة”، على حد قوله.

فرصة سانحة للتحضير
“في رأيي المتواضع كمهني وكمرشد أعمل بشكل حصري في تافراوت والأطلس الصغير، أرى أن الانتظار سيكلف العرض السياحي بتافراوت كثيراً، وأن هذا التوقف الاضطراري والطويل كان ومازال فرصة سانحة للتحضير والاستعداد لما بعد الوباء والنشاط المنتظر”، يتابع المرشد السياحي ذاته لهسبريس.واسترسل رشيد أوبيه: “يجب القيام بدراسة عميقة للمؤهلات السياحية بالمنطقة وتحليل التطورات والمستجدات في القطاع لمعرفة التوجهات الجديدة للسياحة العالمية، وفي الوقت نفسه استغلال هذه الوقفة لمعالجة المشاكل العالقة والمتراكمة”.

وأشار الفاعل السياحي نفسه إلى أن “تضافر جهود كافة الشركاء سيجعل من تافراوت بعد جائحة كورونا كنزا سياحيا ينتظر الاستثمار، وهو الاتجاه نفسه الذي ذهبت إليه مخرجات الاجتماع المنعقد بأحد فنادق المدينة شهر يونيو الماضي، في إطار مشروع إنعاش السياحة بجهة سوس ماسة، حيث ركز الخبير الدولي في السياحة James McGregor على دور تافراوت الكبير في التنمية السياحية بالجهة”، وفق تعبيره.

قد يهمك ايضا:

مهنيو السياحة المغربية يطالبون بإحداث مندوبية في تنغير

قطاع السياحة المغربي يتأذي من جديد بسبب تزايد حالات كورونا

 
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياحة في مدينة تافراوت المغربية تتأثر بالوضع الوبائي في البلاد السياحة في مدينة تافراوت المغربية تتأثر بالوضع الوبائي في البلاد



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 19:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الخليفي يحسم موقف باريس سان جرمان من ضم نجم ليفربول صلاح
المغرب اليوم - الخليفي يحسم موقف باريس سان جرمان من ضم نجم ليفربول صلاح

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 16:24 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

ياسمين خطاب تطلق مجموعة جديدة من الأزياء القديمة

GMT 16:53 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الرجاء البيضاوي" يهدد بالاستقالة من منصبه

GMT 00:35 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

أسعار ومواصفات هاتف أسوس الجديد ZenFone AR

GMT 01:34 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

باي الشوكولاطة الشهي

GMT 07:04 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

القطب الشمالي يعدّ من أروع الأماكن لزيارتها في الشتاء

GMT 22:53 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المغربي ينجح في اختراق جرائم العصابات المنظمة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib