قاطني غرب أفريقيا يتخذون من فن الموت تعريفًا لهم
آخر تحديث GMT 15:51:31
المغرب اليوم -

منها قرى هولي وسومبا وفولانى و فون

قاطني غرب أفريقيا يتخذون من "فن الموت" تعريفًا لهم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قاطني غرب أفريقيا يتخذون من

غرب أفريقيا لا تزال تستخدم الندبات والوشوم
باريس - مارينا منصف

تعتبر الوشوم والندبات المحفورة في الجلد نوع من الفن الجسدي بالنسبة للقبائل التي تعيش في القرى النائية في غرب أفريقيا، حيث يعتقد أن قطع الجلد وعمل ندبة من وسائل طرد الأرواح الشريرة من الجسم، والتقط المصور الفرنسي "إريك افورج" سلسلة من الصور التي تكشف عن التقاليد والمعتقدات وراء الوشم في منطقة "بنين".

وذكر إريك " إنه فن الموت ويتم فقط في القرى الريفية مثل هولى وسومبا وفولانى و فون والتي تحظى بندوب ووشم مثير للإعجاب"، وسافر أريك إلى هذه القرى وعلم أن الناس هناك تفتخر باتباع التقاليد والمعتقدات المتعلقة بفن وشم الجسم.

قاطني غرب أفريقيا يتخذون من فن الموت تعريفًا لهم

ويتخذ الوشم في كثير من الأحيان أنماط هندسية وتصاميم معقدة، ويكشف الوشم عن القبيلة التي ينتمي إليها الشخص ويرمز للقوة والجمال، وأضاف إريك " كل رجل أو إمرأة في جميع أنحاء بنين يتبع نمط معين من الندبات في وجهه لتحديد القبيلة التي ينتمي إليها، وقديمًا عندما كانت القبائل المختلفة في المنطقة في حالة حرب فكانت الندبات تساعد المحاربين في تحديد من هو الصديق ومن هو العدو".

وأوضح إريك أن أحد الرجال أخبره أن هذه الندبات ساعدت في تحديد موتى كل قبيلة وخاصة بعد انتهاء المعارف فكان يسهل على الأجداد التعرف على المحاربين القتلى وإقامة الجنازات وفقًا لتقاليد القبيلة.

ويتم قطع جلد الأطفال في حالة مرضهم أو رفض تناول الطعام بغرض تخليصهم من الأرواح الشريرة، وعند ولادة طفل دون مشاكل فيتم قطع جلده وعمل خط أفقي صغير في وسط خده الأيسر.

قاطني غرب أفريقيا يتخذون من فن الموت تعريفًا لهم

ولفت إريك إلى أن عمل قطع لخلق ندبة لدى الطفل يعتبر كرسالة للطفل ذاته لتعليمه أن العالم الذي سيعيش فيه صعبًا، ويجب عليه أن يستعد للمعاناة، كما يعتقد الكثير من الناس أن الندوب توفر لهم الحماية، وهو اعتقاد له جذور جزئية نابعة من تجارة الرقيق، حيث يفضل تجار الرقيق الأوربيون شراء الناس أصحاب الوجوه غير المخدوشة، كما يُنظر إلى الوجه الطبيعي باعتباره دليلًا على العيش في صحة جيدة، ولا تزال القبائل تعتقد حتى الآن أن هذه العلامات يمكنها جلب الحظ الجيد والحماية.

وتنتشر الندبات في بطون السيدات في منطقة "هولى" كدليل على الجمال والاعتقاد بأن المزيد من الندوب تشير إلى ميلاد العديد من الأطفال، وتستغرق بعض التصاميم المعقدة ثلاثة أيام لعملها وتعتبر دليل على قوة المرأة، وعندما يكتمل تصميم الندبات تصبح المرأة مستعدة للزواج.

وينطبق نفس الشيء على قبيلة "أوتمارى" وتحظى النساء هناك بمزيد من الندبات على ظهورهن في حالة الحمل حتى تجلب لهم الحظ الجيد والصحة، وتعتبر الندبات بالنسبة لرجال القبيلة في وجوههم وأجسامهم علامة على قوتهم وتجعلهم أكثر جاذبية.

قاطني غرب أفريقيا يتخذون من فن الموت تعريفًا لهم

وبيّن إريك أنه يعتقد أن هذه الندوب مقدسة، ويتم تصميمها عن طريق رمي المحار على الأرض ومشاهدة شكلهم على الأرض والذي يعتبر مصدر الإلهام لتصميم الندبات، وتعتبر أفضل أشكال الندبات التي تتغير وفقًا للضوء.

وتصنع هذه الجروح باستخدام أداة يعتقد أن لها قوى سحرية، ويوضع على الأداة مزيج من الفحو وزيت النخيل يسمى " chocho'" لعمل الوشم الدائم، ونظرًا للطريقة المؤلمة التي يصنع بها الوشم واحتمالية الإصابة بالأمراض نتيجة قطع جلود الجميع بنفس الأداة منعت هذه الممارسات في المدن الكبرى مثل كوتونو وتعتبر غير قانونية أيضًا، ولا تزال هذه الندبات من الطقوس في قبيلة أوتمارى وخاصة الأطفال من عمر 10 أعوام.

ولفت إريك إلى أن الأمر مؤلم جدًا حتى أن بعض الأطفال يرفضون إتباع هذه التقاليد، ونتيجة لذلك يقحمهم الآباء في الاحتفال من دون توقعهم، مضيفًا أنه عادة لا يعلم الأطفال في اوتمارى باللحظة التي سيتم فيها جرح جلدهم، حيث يقود الطفل إلى الاحتفال شخص لا يعرفه جيدًا لتجنب رفضه إذا ما اقتاده  أحد والديه، وبدلًا من ذلك يشعر الطفل بالضيق من شخص غريب لا يعرفه وربما لن يراه مجددًا"، وفى هولى اتخذ الآباء نهجًا أكثر ليونة ويعتقد الكثيرون هناك أنه تقليد وحشي ولا يفضلون القيام به مع أطفالهم.

وأفاد إريك أن الأطفال الذين ينتمون إلى أسر متعلمة أقل عرضة للوشم مضيفًا أن قليل من الأطفال لديهم ندبات كثيرة في قبيلة هولى لأنهم يذهبون إلى المدرسة ويختلطون مع أجناس أخرى ولا يريد الأطفال أن يكونوا عرضة للسخرية من زملائهم.

ولا يزال وشم الجسم من الأمور المنتشرة بين الشباب ويختار بعضهم تصاميم أصغر حجمًا عن تلك الموجودة على وجوه أمهاتهم وأجدادهم، وتضع الشابات الصغيرات مسحوقًا أسودًا على الندبات بحيث تبدو عصرية مثل طريقة مكياج النساء الغربيات، وأوضحت امرأة لإريك من قبيلة هولى أن هذه العلامات تعطيها شعورًا بالانتماء والاعتزاز مضيفة أنها عندما تذهب إلى السوق مع أختها يعرفها الناس من خلال العلامة في وجهها وربما تكون من نفس العائلة وأنها فخورة بذلك.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قاطني غرب أفريقيا يتخذون من فن الموت تعريفًا لهم قاطني غرب أفريقيا يتخذون من فن الموت تعريفًا لهم



GMT 20:14 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة للا مريم تترأس حفلاً بمناسبة الذكرى ال25 لبرلمان الطفل

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib