مادة قانونية تثير جدلاً في المغرب حول قسمة الممتلكات بين الأزواج
آخر تحديث GMT 15:51:31
المغرب اليوم -

مادة قانونية تثير جدلاً في المغرب حول قسمة الممتلكات بين الأزواج

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مادة قانونية تثير جدلاً في المغرب حول قسمة الممتلكات بين الأزواج

جدل حول قسمة الممتلكات بين الأزواج
الرباط - المغرب اليوم

شهد المغرب، مؤخرا، نقاشا حول  تعديل الفصل 49 من مدونة الأسرة المغربية (قانون الأحوال الشخصية)، وسط جدل قانوني وفقهي حول قسمة الممتلكات بين الأزواج.ودق هؤلاء المهتمون بالشأن القانوني ناقوس الخطر من أجل الإسراع بتعديل هذه المادة لمحدوديتها وعدم إنصاف المرأة التي تقضي حياتها في تحمل أعباء البيت وتربية الأبناء، وبعد الطلاق تجد نفسها عرضة للضياع.

ويرى المتحدثون إلى  أنه حان الآوان لفتح نقاش واسع بين جميع المعنيين في المجال من أجل مراجعة بعض مواد مدونة الأسرة وعلى رأسها الفصل المذكور.وحسب حديث مراد فوزي رئيس جمعية حقوق وعدالة  فإن المشرع المغربي منح أهمية خاصة للحقوق المالية للزوجين عبر التنصيص على المادة 49 من مدونة الأسرة، التي أكدت من جهة عن استقلالية الذمة المالية للزوجين، ومن جهة أخرى أفسحت المجال للاتفاق على تدبير الأموال المكتسبة بواسطة عقد مستقل، كما أوكلت للعدول مهمة إخبار المعنيين بهذا المقتضى أثناء إبرام عقد الزواج، غير أن مسار تفعيل هذه المادة بقي محدودا.

أثر محدود

وكشف فوزي أن 0.25 في المئة فقط من الأزواج وقعوا على عقد تقسيم الممتلكات، حسب ما أوردته إحدى الدراسات، مشيرا إلى أن هدف الجمعية هو رفع وتقوية قدرات جميع الفاعلين من أجل تسهيل دخول المرأة لسوق الشغل والنضال من أجل تعديل مدونة الأسرة عموما، خاصة في مقتضيات المادة 49 المتعلقة بتدبير الذمة المالية المشتركة بعد حل العلاقة الزوجية، وتأسف على اعتبار العمل المنزلي عملا غير مأجور، لا يعتد به بعد انفصال الزوجين.

أما فاطمة أيت مغار، وهي محامية بهيئة المحامين في الدار البيضاء وعضوة جمعية التواصل المهني للمحاماة، فقالت في حديث لموقع" سكاي نيوز عربية" إن المادة 49 من مدونة الأسرة التي تتطرق إلى اقتسام الممتلكات بين الزوجين أثارت جدلا كبيرا.

وأضافت أن المادة تمثل أحد المكتسبات التي نادت بها النساء والجمعيات الحقوقية في الساحة الوطنية لكن ما زالت تشوبها عدة ثغرات، خاصة أن تلك المادة تشترط وجود وثيقة اقتسام الممتلكات.

واسترسلت المحامية أيت مغار "في الواقع أن أغلب النساء يشتغلن ولديهن دخل مادي، وأحيانا ممتلكات، لكن عند وجود نزاع أو انحلال العلاقة الزوجية يطرح مشكل الممتلكات نقاشا، علما أن أغلب النساء يصرفن أموالهن في التمدرس وملتزمات البيت، بينما نجد الرجل يتجه نحو شراء العقارات".

وشددت المحامية على ضرورة معالجة مجموعة من الإشكاليات القانونية الموجودة في المدونة.

ومن جهته، أبرز عبد العالي الصافي، وهو محام وباحث في القانون والفقه، أن من بين المواد التي أبانت عن قصورها في مدونة الأسرة المادة 49 المتعلقة بكيفية تقسيم الأموال المشتركة وتنصيص المدونة على عقد جانبي إلى جانب العقد الأصلي يتعلق بالأموال المكتسبة وجعله اختياريا وهي مسألة غير صحيحة.

وتابع أنه من اللائق أن يكون عقد اقتسام الممتلكات إجباريا تفاديا للإحراج والمشاكل المترتبة عن غيابه، خاصة في حالة نشوب خلاف بين الزوجين، زيادة على عدم الاستفادة من بعض الأعراف الحميدة في المجتمع والنافعة في هذا الباب مثل"حق الكد والسعاية "المعمول به في جنوب المغرب عند أهل سوس، والذي يضع حدا لهذا المشكل بصفة نهائية.

18 سنة

وبمناسبة مرور 18 سنة على صدور مدون الأسرة المغربية (2004)، يدعو هؤلاء الخبراء والباحثون والمهتمون بالشأن القانوني، إلى تغيير شامل وجذري لمدونة الأسرة، وذلك باعتماد المرجعية الحقوقية والدستور والمواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب، لتحقيق المساواة والاستجابة لطموحات النساء من أجل بناء مجتمع ديمقراطي يتلاءم فيه القانون مع الواقع وينعكس إيجابا على حياتهن اليومية ويضمن الحماية والنهوض بحقوقهن الإنسانية الأساسية.

يشار إلى أن عبد اللطيف وهبي، وزير العدل المغربي، أقر الأسبوع الماضي أنه أصبح من الضروري إنجاز تقييم شامل لمقتضيات مدونة الأسرة بعد مرور حوالي عقد ونصف العقد من الزمن على صدورها، وملاءمة نصوصها مع المتغيرات الجديدة.

وكشف وهبي في رده على سؤال كتابي في البرلمان، حول مدونة الأسرة، أن وزارة العدل ستفتح نقاشا عموميا في موضوع تعديل المقتضيات التي تستوجب التعديل، في إطار التشاور مع كل الجهات المعنية بموضوع الأسرة.

قد يهمك أيضا

حقوقيون يطالبون بتغيير جذري لمدونة الأسرة ومراجعة منظومة الإرث

 

مجلس النواب يصادق على أربعة مشاريع قوانين ذات صبغة اجتماعية وترابية ومقترح قانون حول مدونة الأسرة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مادة قانونية تثير جدلاً في المغرب حول قسمة الممتلكات بين الأزواج مادة قانونية تثير جدلاً في المغرب حول قسمة الممتلكات بين الأزواج



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib