إبراهيم منصوري يدعو إلى التنسيق لإنجاح النموذج التنموي المغربي
آخر تحديث GMT 12:25:53
المغرب اليوم -

إبراهيم منصوري يدعو إلى التنسيق لإنجاح النموذج التنموي المغربي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إبراهيم منصوري يدعو إلى التنسيق لإنجاح النموذج التنموي المغربي

الدكتور إبراهيم منصوري
الرباط -المغرب اليوم

نشر الدكتور إبراهيم منصوري، أستاذ العلوم الاقتصادية بكلية الحقوق التابعة ل جامعة القاضي عياض بمراكش، مقالة باللغة الفرنسية تحت عنوان “تأملات حول النموذج التنموي الجديد بالمغرب” على موقع “Research Gate International“، تطرق فيها للتقرير الخاص بالنموذج التنموي الجديد المقترح.وركز الأستاذ الجامعي في مستهل ورقته على اختلاف مفهومي النمو الاقتصادي (Croissance économique) والتنمية (Développement)، ما دام النمو الاقتصادي ظاهرة كمية بينما تعتبر التنمية ظاهرة نوعية بالأساس، قبل أن يوضح أن “التنمية تستدعي نموا اقتصاديا مستداما على المدييْن المتوسط والطويل، خاصة إذا كان هذا النمو مصحوباً بتحولات بنيوية ومؤسساتية”. وأثار الاقتصادي المغربي الانتباه إلى أهمية الأخذ بعين الاعتبار دور المتغيرات الكيفية (Variables qualitatives) في تفسير النمو الاقتصادي، مستحضرا الدور الذي تلعبه المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في هذا المِضمار.

وقال الأستاذ الجامعي إن المؤسسات غير الرسمية هي التي تحدد المؤسسات الرسمية، مع العلم أن الأولى يمكن اعتبارها كمنظومة معقدة من العادات والتقاليد والسلوكيات والعقليات التي قد تقاوم التحول من النمو إلى التنمية، فمن شأنها أن تعطل بزوغ مسلسل حقيقي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.وانتقد الدكتور منصوري النمو الاقتصادي المبني على المؤسسات السيئة التي تعطل النمو الاقتصادي نفسه قبل أن تقتل المبادرات الرامية إلى تنمية حقيقية، مشيراً إلى أن سوء المؤسسات الرسمية وغير الرسمية من شأنه أن يخلق ما أسماه اقتصاد التوحُّش (Economie de la prédation)، مع كل تداعياته بالنسبة للهشاشة والفقر والإقصاء الاجتماعي وتوسيع الفوارق الاجتماعية وخسارة التماسك المجتمعي، ما يعصف أولا وقبل كل شيء بجهود النمو الاقتصادي قبل تعطيل مسلسل التنمية نفسه.

ويرى الباحث أن النمو الاقتصادي المستند إلى مؤسسات رسمية وغير رسمية سيئة تنجم عنه فوارق اقتصادية واجتماعية غير طبيعية، ما يضعف معدلات النمو الاقتصادي، ومن ثمة فهو يعرقل التنمية الاقتصادية والاجتماعية المرجوة.ففي المجتمعات الراقية التي تتعايش فيها دولة الحق والقانون والديمقراطية والحكامة الجيدة وحقوق الإنسان بكل ألوانها، يقول منصوري، يمكن اعتبار الفوارق الاقتصادية والاجتماعية كنتاج لفوارق طبيعية بين أفراد المجتمع من حيث القدرات الفكرية والابتكارية والجهود التي يبذلها كل فرد من أجل حركية اجتماعية (Mobilité sociale) أفضل.

ولذلك يؤكد الكاتب أن الفوارق الاجتماعية في المجتمعات الراقية لن تكون في الحقيقة إلا قاطرة للنمو الاقتصادي والتنمية، ما دامت المساواة في الحظوظ والميريتوقراطية (Méritocratie) يضمنان لكل مواطن الالتحاق بالمنصب الذي يستحقه؛ أما في البلدان ذات المؤسسات الرسمية وغير الرسمية السيئة فإن الفوارق الاقتصادية والاجتماعية تعرقل النمو الاقتصادي وتعيق التنمية لأنها بكل بساطة فوارق غير طبيعية ومفبركة.

فهم النموذج التنموي
وعلاقة بالنموذج التنموي الجديد، دعا منصوري إلى التفكير العميق فيه مع تقاسم أفكار كل القوى الحية في البلاد، في إطار مقاربة تشاركية حقيقية، معتبراً أن “الهدف لا يتمثل في تجاوز التشخيصات والإستراتيجيات وورقة الطريق المنبثقة عن تقرير اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد، بل في تمحيص التقرير وتبادل الأفكار حوله، توخيا لإغنائه والمساعدة على إنجاح تنفيذه”.ويرى منصوري في هذا الصدد أن بلدان الجنوب بصفة عامة والمغرب على الخصوص لا تنقصها “النصوص الجميلة” (Les beaux textes)، إلا أن “التأويل الجميل” للواقع المعاش لا يكفي إذا أردنا تحسين أوضاعنا على مختلف المستويات، بل نصبو إلى تغيير واقعنا بالملموس.

وبالرجوع إلى هذه الفكرة، يرى الباحث أن كل محاولة لتغيير الواقع تقابلها جيوب مقاومة (Poches de résistance)، ما دامت بعض الأطراف المعنية (Parties prenantes) بالتغيير تعتقد أنها الخاسرة بينما ترى أخرى أنها الرابحة، بحيث يؤدي كل ذلك إلى نشوب “حرب احتكاك” (Guerre de friction) قد يلعلع وطيسها أكثر فأكثر كلما فشل صُنّاع القرار في صياغة وتنفيذ الإستراتيجيات المناسبة للتنسيق بين مختلف الفاعلين المعنيين بمسلسل التنمية.

ويقول منصوري مقالته: “إن المغرب محتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى التنسيق الناجع بين الأطراف المعنية بالتنمية، وإلا بقي تقرير اللجنة حبرا على ورق، بل قد يفضي سوء التنسيق إلى توليد نموذج تنموي جديد أكثر سوءا من ذلك الذي كان سائداً من قبل”.

ويقترح الأستاذ الجامعي في إطار النموذج التنموي الجديد تدبيراً عموميا مرتبطا بنموذج دورة السياسات العامّة (Modèle du cycle des politiques publiques : Policy Cycle Model)، والذي عرفه باعتباره خطاطة جامعة مانعة على شكل دائرة حلزونية مفتوحة تبدأ بتعريف الإشكاليات (Problem Definition) وتنتهي مرحليا بالتقييم (Evaluation)، مروراً بصياغة السياسات وتنفيذها وتتبعها.

قد يهمك ايضاً :

"الشامي" الإقلاع الاقتصادي يحتاج ثورة مقاولاتية حقيقية في المغرب

اجتماع يقارب ملاءمة التعليم المغربي مع النموذج التنموي

   

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إبراهيم منصوري يدعو إلى التنسيق لإنجاح النموذج التنموي المغربي إبراهيم منصوري يدعو إلى التنسيق لإنجاح النموذج التنموي المغربي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 16:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
المغرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
المغرب اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib