الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان والمكان ليصبح رمزاً فنياً خالداً يربط بين الأجيال
آخر تحديث GMT 07:43:19
المغرب اليوم -

الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان والمكان ليصبح رمزاً فنياً خالداً يربط بين الأجيال

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان والمكان ليصبح رمزاً فنياً خالداً يربط بين الأجيال

الفنانة اللبنانية السيدة فيروز
بيروت - المغرب اليوم

في ظل الحرب والأزمات التي تعصف بلبنان، يحيي اللبنانيون، الخميس، الذكرى التسعين لميلاد فيروز، الصوت الذي تخطى حدود الزمان والمكان ليصبح رمزا فنيا خالدا يربط بين الأجيال.

صوت فيروز، الذي شكل جزءا لا يتجزأ من الذاكرة اللبنانية، ما زال حاضرا بقوة في وجدان الشعب، وعلى الرغم من الظروف الصعبة، لم يتوان اللبنانيون عن التعبير عن محبتهم وتقديرهم لهذه القامة الفنية الاستثنائية، عبر الاحتفاء بميلادها من خلال منصات التواصل الاجتماعي.

جمعت فيروز بأغنياتها اللبنانيين، رغم الانقسامات السياسية والطائفية التي مزقتهم. واليوم، في ظل دوي المدافع وصخب الصواريخ، يكتسب صوتها بعدا معنويا أقوى من أي وقت مضى، مستحضرا ذكريات لبنان الحلم الذي يتوق إليه أبناؤه.

وتسببت الغارات وعمليات القصف الإسرائيلية على مختلف أنحاء لبنان والمواجهات بمقتل أكثر من 3540 شخصا منذ أكتوبر 2023، غالبيتهم منذ بدأت حملة القصف الإسرائيلية العنيفة في 23 سبتمبر.

يصف نقيب الفنانين المحترفين السابق، جهاد الأطرش، فيروز، واسمها الحقيقي "نهاد وديع حداد" بأنها "الأرزة الأكبر في هذا الوطن، والصوت الأعظم فيه"، مؤكدا أنها زرعت في نفوس اللبنانيين حب الوطن والانتماء إليه، ويقول "لم نسمع أغنية بصوتها إلا وخشعت قلوبنا لهذا الصوت الذي وهبها الله إياه".

ويضيف الأطرش في حديث لموقع "الحرة" أن "صوت فيروز يحمل معاني الحياة والسلام، ويجمع في محبته جميع أبناء الوطن. عندما نستمع إلى أغانيها، نستحضر القمر، والليل، والسهر، والشرفات المزينة بالفل والياسمين، وكل تفاصيل لبنان الجميل".

وفي ظل الظروف الراهنة، حيث تشتد الحرب بين حزب الله وإسرائيل، يشدد الأطرش "كم نحن بحاجة إلى أن يعيدنا صوت فيروز إلى بعلبك وصور والنبطية وكل المدن والمناطق اللبنانية".

من جانبه يؤكد الناقد الفني محمد حجازي أن عيد ميلاد فيروز يتجاوز كونه احتفالا شخصيا ليصبح عيدا للبنان بأكمله، ويوضح قائلا أنه "على مدى 49 عاما، منذ عام 1975 وحتى اليوم، كانت فيروز بصوتها رمزا لوحدة اللبنانيين. لقد استطاعت أن تؤكد للجميع أنها تنتمي إلى كل لبنان، دون الانحياز لأي طرف، كما أثبتت وطنيتها الحقيقية عندما رفضت الهجرة وبقيت في بيروت رغم الظروف الصعبة."

ومنذ انطلاقتها في خمسينيات القرن الماضي، حجزت فيروز أو كما يلقبها محبوها "جارة القمر"، مكانة استثنائية كأيقونة فنية في العالم العربي، وأصبحت صوت الصباح الذي يحمل الأمل لبدايات الجديدة.

يحمل صوت فيروز "الأمل الذي يشجع الإنسان على السير في طريق تحقيق الهدف رغم كل الصعوبات والمطبات"، كما يقول الأطرش، موضحا أن "الهدف الأسمى هو حب لبنان، والانتماء إليه، ودعم جيشه ومؤسساته"، مشيرا إلى أنه "كان قديما يقال، إن مصر تكتب، ولبنان يطبع، والعراق يقرأ. كنا في هذا العالم العربي مثلثا ثقافيا لا مثيل له في أي مكان في العالم، وهو ما نطوق إليه الآن".

غنت فيروز للحب والحياة، وللوطن لبنان، تغنت بسهوله ووديانه وجباله وتلاله وكرومه، مقدمة في أغانيها حكايات تسرد فصولا من تاريخه. في أغنيتها "بحبك يا لبنان"، خاطبت وطنها الجريح معبرة عن مشاعر كل لبناني ينتمي لهذه الأرض، فيما أصبحت "لبيروت" نشيدا يحمل أوجاع الشعب اللبناني وأحلامه.

ومن بين أغانيها الوطنية التي تركت أثرا عميقا في الذاكرة، "وطني يا جبل الغيم الأزرق"، و"خطت قدمكن"، "ع اسمك غنيت"، و"لبنان يا أخضر لونك حلو".

أحيت فيروز العديد من الحفلات والمهرجانات في لبنان ومدن عربية وعالمية، وقد ارتبط اسمها ارتباطا عميقا بقلعة بعلبك، إحدى أبرز المعالم الأثرية في لبنان. فقد كانت هذه القلعة التاريخية شاهدة على العديد من حفلاتها التي تركت أثرا لا ينسى في ذاكرة جمهورها، حيث أضافت الأبنية الرومانية الضخمة وجمال الموقع العريق بعدا خاصا لصوتها.

كما تميزت مسيرتها بتقديم المسرحيات الغنائية، التي أصبحت جزءا أساسيا من تاريخ الفن اللبناني، وقد جمعت هذه المسرحيات بين جمال الكلمة، وسحر اللحن، وقوة الأداء التمثيلي، ومن أبرزها "ميس الريم"، "هالة والملك" و"المحطة".

كما تألقت فيروز في عالم السينما، فقدمت مجموعة من الأفلام التي حققت نجاحا باهرا، أبرزها " فيلم بياع الخواتم"، و" سفر برلك" و"بنت الحرس".

استطاعت فيروز وفق ما يقوله حجازي أن تكسب جمهورا واسعا في العالم العربي واحترام العالم بأسره، ويشدد "يكفيها فخرا أنها رفضت الذهاب للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حين زار لبنان، فزارها هو شخصيا في منزلها، هذا حدث استثنائي يعكس مكانتها العظيمة، ويؤكد أن الفنان عندما يكون كبيرا في بلده، يصبح كبيرا في العالم".

كما استطاعت أن تبقى حاضرة في قلوب الناس طوال هذه العقود، لأنها كما يقول حجازي "تعاونت مع اثنين من أعظم العباقرة في تاريخ الموسيقى العربية، الأخوين عاصي ومنصور الرحباني، فأعمالها تتحدث عن قضايا نعيشها الآن، وكأن الرحابنة تنبآ بالمستقبل. على سبيل المثال، أغنيتها "هون رح نبقى"، وكأنها كتبت لتواكب الأزمات الحالية، رغم أنها صدرت قبل أكثر من خمسين سنة".

كذلك يستحضر الأطرش، الأخوين الرحباني، اللذين صاغا موهبتهما الفنية في صوت فيروز، ويقول "قدما لهذا الوطن أجمل الأعمال، وأعادا لنا صورة لبنان الذي لا نزال نحلم به، خاصة في هذه الأيام الصعبة"، ويؤكد "أنا وكل اللبنانيين، نقول إن لبنان الحلم هو لبنان الرحابنة ولبنان فيروز. نرجو أن ينهض الوطن من هذا الدمار، كما نهضنا دائما مع كلمات الرحابنة وألحانهما التي عمقت حبنا وانتماءنا للبنان".

اليوم، في زمن الحرب والنزوح، يجد اللبنانيون عزاءهم في صوت فيروز وأغانيها التي تحاكي بيوتا غادرها أصحابها قسرا، وأطفالا حرموا من طفولتهم، وأشجارا تفتقد من كانوا يحيطون بها.

فيروز، التي يرافق صوتها اللبنانيين في كل لحظاتهم، سواء في الفرح أو الحزن، هي أكثر من مجرد فنانة، فكما وصفها الشاعر محمود درويش "هي الأُغنية التي تنسى دائما أن تكبر، هي التي تجعل الصحراء أصغر، وتجعل القمر أكبر".

قد يهمك أيضــــــــــــــا

مايا دياب توضّح سبب خلافها مع عائلة السيدة فيروز

 

ميريام فارس تضع حداً لجدل مقارنة نفسها بالسيدة فيروز

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان والمكان ليصبح رمزاً فنياً خالداً يربط بين الأجيال الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان والمكان ليصبح رمزاً فنياً خالداً يربط بين الأجيال



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر

GMT 15:35 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

وفاة شخص في حادثة سير خطيرة وسط الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib