المصوّرة اللبنانية جانيس صرّاف تؤكد أن تصوير الأطفال «أجمل مهنة في العالم»
آخر تحديث GMT 05:10:18
المغرب اليوم -

المصوّرة اللبنانية جانيس صرّاف تؤكد أن تصوير الأطفال «أجمل مهنة في العالم»

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المصوّرة اللبنانية جانيس صرّاف تؤكد أن تصوير الأطفال «أجمل مهنة في العالم»

تصوير الأطفال
بيروت - المغرب اليوم

«مهنتي هي أجمل مهنة في العالم»، تقول جانيس صرّاف بثقة ورضا. ثماني ساعات في اليوم، وخمسة أيام في الأسبوع تُمضيها المصوّرة الشابة محاطة بالأطفال وبحديثي الولادة، وبكلّ ما يمتّ إليهم بصِلة من ألعاب وملابس صغيرة وزجاجات حليب ودمى ملوّنة. هم نجوم عدستها و«زبائنها الملائكة»، وفق تعبيرها .منذ 10 سنوات، ارتبط اسم جانيس صرّاف بجلسات التصوير الفني الخاصة بالأطفال. هي التي كانت قد انطلقت كمصوّرة موضة، لم تتوقّع أن تتفرّغ لمَن هم دون الثالثة من العمر، موثّقة ذكرياتهم الأولى على هيئة صور أشبَه بلوحات زاهية الألوان.

«كانت ابنتي الكبرى ملهمتي الأولى. هي التي أدخلتني هذا المجال. صوّرتها بعد أيام على ولادتها، فاكتشفت أن تصوير الأطفال هو شغفي الحقيقي»، تخبر جانيس. منذ ذلك الحين، فتحت المصوّرة باباً صغيراً ودخلت عبره إلى «عالم واسع من البراءة والنقاء واللطف»، على ما تقول. وتضيف: «خلال جلسات التصوير، أشعر وكأنني داخل فقّاعة من الطمأنينة. أحس بأنني أكثر إنسانة محظوظة في العالم لأن الأطفال ينسونني كل مشاكلي».

مع الأطفال لا يمكن توقّع شيء. قد ينتهي وقت الجلسة من دون أن يتمّ التقاط صورة واحدة لهم. منهم مَن يكون في مزاجٍ سيّء، ومنهم من يصاب فجأة بنوبة بكاء. لكن مهما كثرت التعقيدات، لا يجري إرغام الطفل على الجلوس من أجل التقاط الصور. تشرح جانيس: «الاستوديو مساحة للتسلية والفرح، ولا يجب أن يتحوّل الوقت الذي يمضيه الطفل هنا إلى عقاب. إضافة إلى أنه يجب أن يظهر على طبيعته في الصور».

في زمن السوشيال ميديا حيث يستغلّ عدد كبير من صنّاع المحتوى عفويّة الأطفال وخفّة دمهم في فيديوهات تُدرّ عليهم المشاهَدات، تأخذ صرّاف «نجومها الصغار» إلى ناحية البراءة تحت أنظار أهلهم. تؤكد أن «كل ما يحصل خلال الجلسة حقيقي ولا شيء مفتعَل». أما الصور النهائية، فلا تُدخل عليها سوى تعديلات طفيفة كإزالة البثور أو الجروح عن بشرة الأطفال.

وفق صرّاف، لكل فئة عمرية خصوصيتها. حديثو الولادة هم الأسهل على الإطلاق، بما أنهم يمضون الجلسة بكاملها (حوالي 45 دقيقة) وهم نيام، شرط أن يكونوا قد أكلوا مسبقاً. «حتى إن لمستهم أو حرّكتهم، لا يستفيقون»، تخبر ضاحكة. وخلال الأشهر الأولى، يصعب الأمر لأنهم قليلو النوم.

أما الصعوبة الكبرى فهي مع مَن تخطّوا السنة، إذ إنهم يتحرّكون كثيراً وقد يغادرون مكان التصوير بشكل مفاجئ. «أحاول أن ألتقط اللحظة بسرعة»، تشرح جانيس التي تلاعب الأطفال وتغنّي لهم كي يعتادوا عليها ويتعاونوا معها.

«كوني أماً لثلاثة أولاد ساعدني كثيراً في التعامل مع زبائني الصغار»، تقول صرّاف. تلفت إلى أن العمل الذي تقوم به يليق بالنساء أكثر من الرجال، لأن غريزة الأمومة تسكنهنّ. وهي حصّنت غريزتها تلك بدروسٍ خاصة بتصوير الأطفال، تعلّمت خلالها من مصوّرة أسترالية متخصصة تقنيات الإضاءة الطبيعية، وكيفيّة لفّ الرضّع.

تلجأ جانيس إلى حِيَل لتهدئتهم وإشعارهم بالأمان، كأن تشغّل مؤثرات صوتية شبيهة بالهمس، أو أن تلفّهم بالقماش وهو أمرٌ يحبه حديثو الولادة كثيراً لأنه يذكّرهم بإقامتهم في أحشاء أمهاتهم. أما عن دقّة التعامل مع أطفال لم يبلغ بعضهم يومه الثالث على هذه الأرض بعد، فتقول صرّاف: «قد يبدو حديثو الولادة بمنتهى الهشاشة، لكنهم أقوى وأصلب مما نتصوّر، إضافة إلى أن أجسادهم طيّعة خصوصاً قبل شهرهم الأول». لا غرابة إذن في أن يبدو ابن الأسبوعين مرتاحاً وهو يُخرج رأسه من سلّة القش، أو أن تسند الرضيعة رأسها بيديها والبسمة تعلو وجهها الصغير.هذا عملٌ يعلّم الصبر، فالطفل كما «الرادار»، يلتقط إشارات التوتّر والغضب حتى وإن كان يبلغ من العمر يوماً واحداً. منحت جانيس صرّاف الأطفال لحظاتٍ للعمر كلّه، وهم في المقابل علّموها الكثير وبنوا لها عالماً من الحب النقيّ.

أحد الأطفال تميّز عن سواه فحطّمت حكايته إطار الصورة وطارت أبعد من جلسة التصوير. دخل «بيبي جورج» إلى حياة جانيس بعد تفجير مرفأ بيروت بأيام. كانت تكنس شظايا الدمار الذي أطاح بمنزلها وبالاستوديو الخاص بها في منطقة الأشرفية صيف 2020، عندما اتصل بها والده طالباً منها تصويره. رفضت رفضاً قاطعاً لأنها كانت في حالة نفسية يُرثى لها، ولم يتبقَّ لها سوى الكاميرا؛ غير أن يدَيها لم تطاوعاها على حملها من جديد.

وفي لحظة من الاتصال، قال لها والد جورج: «أبصر ابني النور بعد وقوع التفجير بدقائق، وفي المستشفى الأقرب جغرافياً إلى المرفأ». كانت تلك الجملة كافية حتى تعود لمعة الشغف إلى عينَي جانيس وعدستها. ما زال صوتها يرتجف حتى الآن عندما تروي القصة.من أجل جورج ومن أجل الأطفال الذين نجوا وأولئك الذين رحلوا، قامت جانيس من كبوتها، أمسكت الكاميرا واخترعت للحكاية ألواناً مستوحاة من العلم اللبناني ومن بحر بيروت وسمائها التي رمّدها التفجير. لم تكد تمر ساعة على نشرها الصور الأولى من الجلسة، حتى تحوّل جورج إلى الوجه الجميل للكارثة.

جالت الصور على العواصم كلها وتناقلتها وسائل الإعلام العالمية. أما جانيس، وبعد مرور 3 سنوات على تلك الجلسة الفريدة، فتصف تلك الصور بأنها أجمل إنجاز في مسيرتها، «ليس لأنها انتشرت عالمياً وصُوّبت عليها أضواء كثيرة، بل لأنها ساعدتني على الخروج من السواد والإحباط الذي كنت غارقة فيه». تقول إن جورج أعاد الضوء إلى قلبها ورمم شغفها بعملها.

قد يهمك ايضاً

دراسة تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تحسّن الأداء الدراسي للأطفال

دراسة تكشف أن النباتات تنظف الهواء من المواد الكيميائية السامة بساعات

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصوّرة اللبنانية جانيس صرّاف تؤكد أن تصوير الأطفال «أجمل مهنة في العالم» المصوّرة اللبنانية جانيس صرّاف تؤكد أن تصوير الأطفال «أجمل مهنة في العالم»



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
المغرب اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib