الإجهاض في المغرب بين احترام الشريعة الإسلامية ومطالب الجمعيات الحقوقية
آخر تحديث GMT 05:27:12
المغرب اليوم -

الإجهاض في المغرب بين احترام الشريعة الإسلامية ومطالب الجمعيات الحقوقية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الإجهاض في المغرب بين احترام الشريعة الإسلامية ومطالب الجمعيات الحقوقية

الإجهاض في المغرب
الرباط - المغرب اليوم

أحيت مأساة وفاة مراهقة بسبب عملية إجهاض سريّة في المغرب مطلب ضمان حق النساء في الإيقاف الإرادي للحمل، لكنه مازال بعيد المنال بسبب البيئة الاجتماعية المحافظة وغياب الإرادة السياسية، وفق نشطاء حقوقيين.

وتقول الشابة المغربية ليلى (21 عاما): “قد أخاطر بحياتي إذا تجرأت على المطالبة بالحق في الإجهاض أمام أشقائي”، رغم أنها تعيش وسط عائلة “عصرية” في الرباط.

كذلك الشأن بالنسبة للطالبة الجامعية أمل (22 عاما) التي تقول: “إذا نطقت كلمة +إجهاض+ سأصبح منبوذة في المجتمع حتى من طرف والدي”.

وتثير الضوابط المشددة على الإيقاف الإرادي للحمل نقاشا محتدما منذ سنوات في المغرب، وقد أحياه الحادث الذي أودى في سبتمبر بحياة مراهقة (14 عاما)، بعد عملية إجهاض سرية بحضور والدتها في منطقة ريفية وسط البلاد.

ووقعت المأساة “في بيت شاب كان يستغل الضحية جنسيا”، وفق ما أوضح ائتلاف “ربيع الكرامة” الذي يتكون من 25 جمعية نسائية.

ولا يسمح القانون المغربي بالإجهاض إلا في حالة وجود خطر على صحة الأم. عدا ذلك، ينص على معاقبتها بالسجن من ستة أشهر إلى عامين، بينما ترتفع العقوبة إلى خمسة أعوام بالنسبة للطبيب أو أي شخص يقوم بإجراء العملية.

لكن هذا التجريم لا يمنع إجراء عمليات سرية للإيقاف الإرادي للحمل. تشير تقديرات بعض المنظمات الحقوقية المحلية إلى أنها تقارب 600 إلى 800 يوميا، بينما لا تتوفر معطيات رسمية بهذا الخصوص.

وبعد نقاش محتدم حول ضرورة إلغاء هذا التجريم، أوصت لجنة رسمية شكلها الملك محمد السادس في العام 2015 بإباحة الإجهاض في الحالات التي يشكل فيها الحمل خطرا على حياة الأم، أو الحمل الناتج من اغتصاب أو زنى محارم، أو إصابة الجنين بتشوهات خلقية.

وكان ينتظر أن تُضمّن هذه التوصيات في القانون الجنائي، “لكننا لم نر شيئا رغم مرور سبعة أعوام. هذا الملف ليس ذا أولوية”، يقول مؤسس “الجمعية المغربية ضد الإجهاض السري” شفيق الشرايبي.

ويأسف هذا الأخير وهو طبيب نسائي “لغياب إرادة سياسية من أجل تغيير قانون عفا عنه الزمن”، يعود للعام 1963.
– “احترام الشريعة” –

سبق أن عرضت الحكومة على البرلمان في مناسبتين مشروعا لتغيير القانون الجنائي، يتضمن هذه التعديلات، قبل أن يتم سحبهما في كلا المرتين من دون تفسير رسمي.

وردّا على سؤال في البرلمان حول الموضوع مؤخرا، أكدت وزيرة الأسرة عواطف حيار أن “مراجعة القانون الجنائي تحظى باهتمام جاد من قبل الحكومة”؛ لكنها أضافت أن المقترحات المتعلقة بالإيقاف الإرادي للحمل يجب أن “تحترم الشريعة الإسلامية، وأن تكون مقبولة لدى المجتمع المغربي المسلم”.

وبالنسبة للدكتور الشرايبي فإن “السلطة الدينية والطبيعة المحافظة للمغاربة” هما اللذان “يعيقان رفع التجريم عن الإجهاض”، في حين أن “لا شيء يمنعه في الدين”.

من جهتها، تصف الناشطة في ائتلاف “ربيع الكرامة” فوزية ياسين هذا التجريم بأنه “تقييد لحرية المرأة في التصرف في جسدها، وإجبار لها على أن تحتفظ بالجنين رغما عنها”، مدينة “عنفا قانونيا واجتماعيا ضد المرأة”.

ويطالب الائتلاف بإدراج الإيقاف الطبي للحمل ضمن قانون الصحة العمومية، وتقييده وفق معايير منظمة الصحة العالمية.

وتلح فوزية ياسين على ضرورة إجراء “إصلاح شامل وجذري للقانون الجنائي من حيث فلسفته (…) وكذا مقتضياته التمييزية ضد النساء، من أجل ملاءمته مع الدستور والمواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب”.

عموما مازال الإيقاف الإرادي للحمل غير مباح في البلدان المغاربية، باستثناء تونس التي أقرته العام 1973 بتوجيه من الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة؛ ولا يثير الموضوع فيها جدلا، ولو أو النساء اللواتي يلجأن للإجهاض يكتمن الأمر في الغالب.

أما في الجزائر فيعاقب القانون بالسجن عامين الأم التي تجهض وبخمسة أعوام الطبيب أو أي شخص يجري العملية. وشهدت البلاد نقاشا حول الموضوع، تلاه تبني قانون جديد في العام 2018 “يبيح إيقاف الحمل لأسباب علاجية”؛ وتضمن استثناءات اعتبرتها منظمات حقوقية محدودة، وتخص الحالات التي يكون فيها الحمل خطرا على حياة الأم أو إصابة الجنين بإعاقات فادحة، على أن يتم بناء على رأي هيئة طبية.

في الأثناء، يبقى الإيقاف الإرادي للحمل ممنوعا تماما في ليبيا، باستثناء الحالة التي يشكل فيها خطرا على حياة الأم. ويعاقب القانون الليبي بالسجن من ستة أشهر إلى عدة أعوام الأم التي تجهض وأي شخص يتورط في العملية.

لكن هذه العقوبات “تخفف” إلى نصف المدة في السجن في الحالات التي يتم فيها الإجهاض بمبرر الشرف العائلي. ويحدث مرارا أن تتوجه نساء إلى الخارج من أجل إيقاف حملهن إراديا.

قد يهمك أيضا

بايدن يبادر لمواجهة قرار منع الإجهاض ويصف المحكمة العليا بأنها "خارج السيطرة"

 

حكم تاريخي في أميركا يلغي حق المرأة الدستوري في الإجهاض

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإجهاض في المغرب بين احترام الشريعة الإسلامية ومطالب الجمعيات الحقوقية الإجهاض في المغرب بين احترام الشريعة الإسلامية ومطالب الجمعيات الحقوقية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 16:24 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

ياسمين خطاب تطلق مجموعة جديدة من الأزياء القديمة

GMT 16:53 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الرجاء البيضاوي" يهدد بالاستقالة من منصبه

GMT 00:35 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

أسعار ومواصفات هاتف أسوس الجديد ZenFone AR

GMT 01:34 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

باي الشوكولاطة الشهي

GMT 07:04 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

القطب الشمالي يعدّ من أروع الأماكن لزيارتها في الشتاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib