انفتاح سوري غير مسبوق على تعليم اللغة الكردية
آخر تحديث GMT 02:55:49
المغرب اليوم -

انفتاح سوري غير مسبوق على تعليم اللغة الكردية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - انفتاح سوري غير مسبوق على تعليم اللغة الكردية

المدارس الحكومية،
دمشق- المغرب اليوم

أثارت تصريحات وزير التربية السوري، دارم الطباع، التي أكد فيها انفتاح وزارته على تدريس اللغة الكردية في المدارس الحكومية، ردود فعل مرحبة، خاصة بين العديد من المكونات القومية والإثنية بسوريا، مثل أكراد وأرمن وشركس وغيرهم .

وقال الوزير السوري في تصريحات صحفية :"إذا كانت هناك رغبة لتعلم اللغة المحلية فهذا متاح وفق القانون، فكما نعلّم في مدارس الأرمن لغتهم في ساعتين، وكذلك اللغة الآشورية والشركسية يمكن كذلك للإخوة الأكراد أن يتعلموا لغتهم في ساعتين".

وأضاف: "هذا حق مشروع وهي لغة محلية نعتز بها كما نعتز بكل اللغات في سوريا، وهذا لا يؤثر إطلاقا في الجانب الوطني في العملية التعليمية، ويجب أن تكون الوسادة الوطنية هي التي يرتاح عليها جميع المواطنين لتحقيق تنشئة صحيحة".

ويقتصر تدريس اللغات في سوريا على اللغة العربية، بوصفها اللغة الرسمية في البلاد، وتضاف إليها اللغة الإنجليزية، كلغة أجنبية ثانية، ولم تكن اللغات المحلية في البلاد مثل الأرمنية والآشورية والكردية تشق طريقها نحو المدارس الحكومية.

وكانت هذه اللغات تدرّس على نطاق ضيق في مدارس خاصة.

ارتياح من التصريحات

وتعليقا على هذه التصريحات، يقول الكاتب والصحفي السوري، جانبلات شكاي، لموقع "سكاي تيوز عربية" :"هو (الوزير) يقصد المدارس في مناطق انتشار الأكراد مثلا في القامشلي والحسكة وعفرين في حال عودتها لسيطرة الدولة السورية، ومع ذلك تمثل تصريحاته دفعة مهمة باتجاه محاولة استيعاب كل ألوان الطيف السوري".

ووصف التصريحات بأنها "مبادرة إيجابية خاصة وأن ثمة من يصور التنوع السوري كعلامة ضعف وتفتت وأنه دفع نحو الحرب الداخلية في البلاد، لكن في المقابل ثمة وعي بأن العكس صحيح فالتنوع هو إغناء للدولة السورية، وليس انتقاصا منها ولا اضعافا لها، فسوريا تاريخيا كانت بلدا قائما على التعدد والتنوع".

ويضيف الصحفي الشركسي السوري :"هناك مدارس خاصة في سوريا مثلا تدرس اللغة الأرمنية، كلغة ثانية حتى المرحلة الثانوية، لكن التطور في كلام الوزير السوري هذه المرة، يشير لتدريس اللغات المحلية السورية في المدارس الحكومية، وليس فقط الخاصة منها، وهذا يعني تبني الدولة لهذه اللغات والاعتراف بها، كاللغات الأرمنية والكردية والشركسية والآشورية" ويردف: "على سبيل المثال، لم تكن هناك مدارس خاصة لتعليم الشركس السوريين لغتهم الأم، وفي كل المنطقة لا توجد هكذا مدارس لتعليم الشركسية باستثناء الأردن، أما في سوريا فقد بادرت كوني شركسيا لتعليم اللغة الشركسية في المراحل ما قبل الابتدائية، وما تم هو أن الجمعية الشركسية في سوريا حصلت على موافقات حكومية لتعليم اللغة الشركسية في معاهد لرياض الأطفال".

وأضاف: "كان هناك انفتاح من الجانب الحكومي على تطوير الأمر نحو المراحل الدراسية الابتدائية والاعدادية حتى وربما الثانوية، لكن ربما بفعل التقصير الذاتي من قبل الطرف الشركسي الذي لم يطور تجربة، ومع اندلاع الأزمة في البلاد طيلة السنوات الماضية، لم يتطور تدريس الشركسية، مع أننا حصلنا على تلك التراخيص في العام 2007، ومع مرور الوقت ازداد عدد الأطفال المسجلين في تلك رياض الأطفال، التي تدرس الشركسية والعادات والفلكور الشركسي، فلو أننا كشركس طالبنا مثلا بافتتاح مدرسة ابتدائية خاصة لتعليم لغتنا، لكنا قد نجحنا في تكرار التجربة الأرمنية الناجحة في هذا المجال".

ويستطرد :"بالنسبة للغة الكردية كان الموضوع معقدا، وبحسب معلوماتي لم يكن هناك أية مدرسة خاصة مسموح لها بتدريس الكردية في سوريا، ومع كلام الوزير هذا فإن الموافقة باتت تشمل تدريس هذه اللغة ليس فقط في المدارس الخاصة، وإنما في المدارس الحكومية وهذا الأهم، وهو تطور إيجابي كبير".

آمال وتطلعات

من جانبه، يقول مدرس حكومي سوري، في منطقة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، رفض كشف هويته: "نتمنى أن تترجم هذه التصريحات لقرارات نافذة، فمستقبل مئات آلاف الطلاب هنا على كف عفريت".

ويتابع :"مناهج الإدارة الذاتية مناهج رديئة، والمدارس التي أقامتها هي في الواقع ليست بمدارس، وإنما أشبه ما تكون بحلقات تلقين وحشو لجملة شعارات وأفكار ساذجة، ولا تمت للعلم والمعرفة بصلة".

ويضيف المعلم السوري :"المناهج حول العالم يضعها متخصصون تربويون وخبراء في مختلف مضامير العلوم الأساسية والانسانية والتطبيقية، وتخضع للتدقيق والمراجعة والتمحيص قبل اعتمادها، لكن مناهج هذه الإدارة يضعها غير المختصين، حتى أن المدرسين هم في نسبة كبيرة منهم لا يحملون شهادات علمية تؤهلهم لممارسة مهنة التدريس، وقس على ذلك حجم المأساة التي تطال مستقبل أجيال بأكملها في شمال شرق سوريا، ممن يترعرعون بلا تحصيل علمي، ويدرسون في مدارس غير معترف بها".

وتأمل مصادر سياسية كردية في سوريا، تحدثت لموقع "سكاي نيوز عربية" في أن :"تشكل هذه الاشارة الحكومية السورية، للسماح بتدريس اللغة الكردية في المدارس الحكومية في البلاد، التي لطالما كانت ممنوعة بداية جدية لمعالجة القضية الكردية العالقة والتعاطي الايجابي معها، وضمان مشاركة الأكراد وغيرهم من مكونات قومية في الحياة السياسية، عبر الاعتراف بحقوقهم القومية والثقافية، ومنحهم الحق في ادارة مناطقهم ذاتيا وتنميتها وتطويرها، في اطار لا مركزي".


قد يهمك ايضًا:

طارق شوقي يتحدَّث عن أهداف "دعم إصلاح التعليم" في مصر ودوره في المدارس الحكومية

 

الحكومة ترد على شائعات مواقع التواصل حول إلغاء "مجانية التعليم" في القاهرة

 

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انفتاح سوري غير مسبوق على تعليم اللغة الكردية انفتاح سوري غير مسبوق على تعليم اللغة الكردية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 16:24 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

ياسمين خطاب تطلق مجموعة جديدة من الأزياء القديمة

GMT 16:53 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الرجاء البيضاوي" يهدد بالاستقالة من منصبه

GMT 00:35 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

أسعار ومواصفات هاتف أسوس الجديد ZenFone AR

GMT 01:34 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

باي الشوكولاطة الشهي

GMT 07:04 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

القطب الشمالي يعدّ من أروع الأماكن لزيارتها في الشتاء

GMT 22:53 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المغربي ينجح في اختراق جرائم العصابات المنظمة

GMT 23:47 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلى علوي تستعيد ذكرياتها في الطفولة في "صالون أنوشكا"

GMT 06:26 2016 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

عبود قردحجي يُؤكِّد أنّ 2017 ستكون مختلفة لمواليد "الجدي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib