المجتمعات العربية تمزج بين رهبة الموت والرغبة في الخلود
آخر تحديث GMT 19:10:11
المغرب اليوم -

800 مغربي فقط يقررون التبرع بأعضائهم بعد الوفاة

المجتمعات العربية تمزج بين رهبة الموت والرغبة في الخلود

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المجتمعات العربية تمزج بين رهبة الموت والرغبة في الخلود

المغاربة يقررون التبرع بأعضائهم بعد الموت
الدار البيضاء - سعيد بُونوار

يفكر المرء لأعوام، ويقرر أن يتبرع بأمواله وأملاكه إلى من يرى أنه الأحق بها، أثرياء يهبون ثرواتهم لليتامى والفقراء والموعزين، فنانون وكتاب يهبون إبداعاتهم ومؤلفاتهم إلى من هم في حاجة إليها.. لكن هل فكر أحد يوماً في أن يهب عينيه أو يديه أو كليتيه أو قلبه إلى من هو أحوج إليه    الطلب صعب وأصعب منه القدرة على الذهاب إلى قاض وتوقيع تصريح بالتبرع بعد الوفاة، يشعر المرء في هذه اللحظات، كما لو أنه يوقع عقد عمل استعجالي مع الموتإحساس نفسي رهيب تجاوزه 800 مغربي فقط في ظرف 11 عاماً، وقرروا التوقيع بكامل قواهم العقلية على التبرع بأعضائهم بعد الموت، والغريب أن السجل الخاص بالمتبرعين بأعضائهم يتقدمهم فرنسي مقيم في المغرب    موضوع التبرع بالأعضاء بعد توديع الدنيا، بات من"تابوهات" المجتمعات العربية الإسلامية التي تخلط فيه بين رهبة الموت والرغبة في الخلود، فالطرح بالنسبة إلى الكثيرين أشبه برغبات الفراعنة في تخليد أجسادهم تحت التراب      وشدد وزير العدل المغربي مصطفى الرميد على أهمية التبرع بالأعضاء ليستفيد المحتاجون إليها٬ لما تنطوي عليه هذه العملية من منافع لمن هم في أمسّ الحاجة إلى أعضاء٬ وقال مُسترجعاً دراسته الإسلامية العليا إن"الجانب الشرعي في هذا الباب محسوم، إذ أن الإسلام يحض على فعل مثل هذه الأعمال الخيرية٬ كما أن المجامع العلمية الإسلامية كافة، لا تتردد في القول بإباحة عملية التبرع بالأعضاء"   وأردف الوزير"إذا كان مآل جسد الإنسان بعد وفاته إلى زوال٬ فمن باب أولى أن يتبرع بها لإنقاذ حياة إنسان آخر هو في أَمسّ الحاجة إليها"   وترى أستاذ القانون الخاص في جامعة محمد الخامس في الرباط الدكتور رجاء ناجي مكاوي بوصفها من أوائل المغربيات اللاتي سارعن بالتبرع بأعضائهن أنه على المغاربة والمسلمين عامة أن يبادروا بهذا السلوك الإنساني العميق، وتقول "عليكم أن تعلموا أنه مادام العضو المُتَبَرَع به يمنح الحياة لجسد آخر، فسيظل المُتَبَرِع يكسب أجراً كما في أي صدقة جارية"    ورجاء ناجي مكاوي كانت أول امرأة عربية ومسلمة تُنجز أطروحتها للدكتوراة في موضوع التبرع بالأعضاء، وكانت أطروحتها سبباً في إصدار الحكومة المغربية لقانون ينظم العملية حتى لا تتحول إلى مُتاجرة في أجساد الناس وقال رئيس مصلحة طب الكُلي في مستشفى ابن رشد في الدار البيضاء ورئيس المجلس الاستشاري للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية البروفيسور الرمضاني بنيونس إن المجتمع المغربي يفتقد لثقافة التبرع بعضو من الجسد، وهو سلوك يرتقي إلى درجة القداسة بعد الوفاة، وعبر عن استغرابه لهذا الشح في التبرع ومنعاً لأي التباس لدى الناس، تَدَخَّل المُشرّع المغربي لينص على إلزامية التصريح بالتبرع٬ وأن تكون الموافقة من دون مقابل مادي أمام رئيس محكمة أو قاض يساعده طبيبان من أجل شرح عملية التبرع بعد ممات المُتَبَرِع الذي يشترط فيه العقل وبُلوغ السن القانوني.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المجتمعات العربية تمزج بين رهبة الموت والرغبة في الخلود المجتمعات العربية تمزج بين رهبة الموت والرغبة في الخلود



GMT 15:30 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الاضطرابات الجينية تُضاعف إصابتك بالسكتة الدماغية أربع أضعاف

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 00:54 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب
المغرب اليوم - روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب

GMT 22:21 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
المغرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib