هكذا تحوّل التدخين من عادة صحية إلى قاتل صامت
آخر تحديث GMT 06:16:53
المغرب اليوم -

اعتقد إيفرارد أن فوائد التبغ تقلّل من الحاجة إلى الأطباء

هكذا تحوّل التدخين من "عادة صحية" إلى "قاتل صامت"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - هكذا تحوّل التدخين من

تحوّل التدخين من "عادة صحية" إلى "قاتل صامت"
لندن - المغرب اليوم

يقتل التبغ نصف مستهلكيه، بحسب منظمة الصحة العالمية، وتشير بيانات إلى أن 6 ملايين شخص يموتون كل عام نتيجة الاستهلاك المباشر للتبغ، بينما يموت نحو 900 ألف شخص من غير المدخنين بسبب التدخين السلبي، لكن طيلة قرون مضت كان التدخين يُعتبر عادة صحية، فيما كانت نبتة التبغ تُلقّب بـ"العشبة المقدسة" و"العلاج الرباني" في القرن السادس عشر.

وكان الباحث الطبي الهولندي، جيل إيفرارد، يعتقد، مثلما كان سائدا وقتها، أن التبغ يقلل الحاجة إلى الاستعانة بالأطباء، ويصف في كتابه "باناسيا"، أو العلاج من كل الأمراض، عام 1587 فضائل التبغ وتدخينه باستخدام الغليون، قائلا "كل نفثة منه تعتبر مضادا لجميع السموم والأمراض المعدية".

ويعد أول أوروبي شاهد محاولة استعمال التبغ لأغراض طبية هو البحار كريستوفر كولومبس، حسب مقال كتبه البروفيسور آن تشارلتون في مجلة الجمعية الملكية للطب، فقد لاحظ تدخين التبغ في الغليون في الجزر التي تسمى اليوم كوبا وهايتي والبهاما. وفي بعض الأحيان كانت تحرق أوراق التبغ لتطهير المكان وإبعاد الأمراض والتخلص من التعب.

أقرأ أيضا :

خُطوات وقائية بسيطة تُجنِّبك خطر ارتفاع الكوليسترول

وكان التبغ، مخلوطا بالجير أو الطباشير، ويُستعمل في البلاد التي تسمى اليوم فنزويلا لتنظيف الأسنان، ولا تزال هذه العادة موجودة اليوم في الهند.

اهتم الأطباء والعطارون الأوروبيون بفوائد التبغ المحتملة، وهناك أمثلة أخرى عن استعمال التبغ لأغراض طبية، من بينها تلك التي وصفها المستكشف البرتغالي، بيدرو ألفاريس كابرال، الذي وصل إلى البرازيل عام 1500 فقال إن نبتة التبغ كانت تستعمل في علاج أمراض مثل الدمل أو الأورام الحميدة، وفي المكسيك، علم المبشر برناردينو ساهاغون من الأطباء المحليين قديما أن أمراض غدد الرقبة يمكن علاجها بإحداث فتحة ثم وضع أوارق التبع المطحونة الساخنة في موضع الجراحة.

وفي القرون التالية، حسب متحف ويلكوم، كان الغليون أو السيجارة من الضروريات بالنسبة لأي طبيب أو جراح أو طالب طب خاصة في غرفة التشريح، فكان المتخصص في التشريح ينصح بالتدخين للتخلص من رائحة الجثة ولحماية نفسه من الأمراض المحتملة منها، وخلال تفشي وباء في لندن عام 1665 أمر التلاميذ بالتدخين في قاعات الدرس.

وكان الاعتقاد السائد أن الدخان يحميهم من أجسام غير مرئية تحمل المرض. وكان المكلفون بدفن الجثث يدخنون الغليون أيضا لإبعاد الوباء عنهم، لكن كان هناك مَن شككوا في فعالية استعمال التبغ في العلاج، إذ كتب الطبيب الانجليزي، جون كوتا، الذي له مؤلفات عديدة في الطب والسحر عام 1612 أن النبتة التي كانت تعتبر علاجا لكل الأمراض قد يظهر أنها "وحش يسبب العديد من الأمراض".

في القرن 18 كان ينفخ دخان التبغ في جسم المريض لتوفير الدفء، وعلى الرغم من التحذيرات فإن الطلب على التبغ بقي كبيرا وكان العطارون حريصون على تخزينه في متاجرهم.

ومن بين استعمالات التبغ الغريبة هو نفخ دخان التبغ في مؤخرة ضحايا الغرق. فالأطباء كانوا يعتقدون أن الدخان يعالج الزكام والشعور بالدوار، ويوفر الدفء ويحفز الجسم. وكانت تنتشر أجهزة نفخ الدخان على طول نهر التيمز من أجل الطوارئ، وكان نفخ دخان التبغ في الأذن يستعمل لعلاج آلام الأذن أيضا في القرن 18.

وبعد عزل النيكوتين من أوراق التبغ عام 1828 بدأ الأطباء يشككون في استعمال التبغ في أغراض علاجية، لكن استمر استعمال عقاقير تحتوي على التبغ، من بينها علاج الإمساك ونزيف البواسير، وعندما بدأت القلق من تأثير التدخين على الصحة يتزايد في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي حاولت شركة سجائر "كامل" طمأنت زبائنها بادعائها أن الأطباء يوصون بالتدخين وأنهم يدخنون سجائرها، وقالت الشركة أيضا إن المغنين يوصون بالتدخين "لتنظيف أنسجة الحنجرة".

حملة دعائية في الثلاثينات من القرن الماضي تقول إن التدخين يحمي الحنجرة، وتبين في الثلاثين عاما الأخيرة ضرر التدخين على الصحة، مثلما هو ضرر التدخين السلبي. وهو ما دفع العديد من الدول إلى منع التدخين في الأماكن المغلقة.

واستعملت حملات التوعية أساليب صادمة لتوصيل رسالتها إلى عامة الناس. فقد فرضت بعض الدول على شركات التبغ وضع صور صادمة لمرض سرطان الرئة وأمراض الأوعية الدموية وأمراض أخرى يسببها التدخين على علب السجائر، ففي انجلترا وضعت دمية لتوعية الحوامل بمخاطر التدخين على الجنين.

وظهرت في السنوات الأخيرة السيجارة الالكترونية لتحل محل التدخين التقليدي، ويتم شحن السيجارة الالكترونية ببطارية تسمح للمدخن باستنشاق النيكوتين في بخار بدل دخان التبغ، ولا تنتج السيجارة الالكترونية القطران أو أول أكسيد الكربون، وهما من أخطر العناصر في دخان التبغ، ولكنها ليست خالية من الضرر، حسب هيئة الصحة العامة في بريطانيا، وهي محل جدل واسع.

وتعرضت شركة فيليب موريس، وهي أكبر شركة سجائر في العالم، تستثمر في السجائر الالكترونية إلى متابعات قضائية بتهمة استهداف الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال حملاتها الدعائية، كما لاحقت هيئات ضبط الأسواق في الولايات المتحدة البائعين الذين يسهلون حصول الأطفال والمراهقين على السيجارة الالكترونية.

وتصنف منظمة الصحة العالمية التبغ "وباء وواحدا من أكبر الأخطار على الصحة العامة في التاريخ"، وتحض الدول على اتخاذ تدابير تمنع التدخين، مثل تقليص إعلانات ورعاية شركات التبغ ورفع الرسوم على السجائر، وقالت إن التدخين في تناقص، إذ أن 20 في المئة من الناس في العالم كانوا يدخنون في 2016 مقارنة بنسبة 27 في المئة عام 2000. لكن هذه الوتيرة غير كافية لتحقيق الأهداف المتفق عليها دوليا، فهناك 1.1 مليار مدخن بالغ في العالم، 80 في المئة منهم في الدول ذات الدخل المتوسط والضعيف.

قد يهمك أيضا :  

دراسة تكشف أنَّ السجائر الإلكترونية تضاعف نجاح الإقلاع عن التدخين

منظمة الصحة العالمية تكشف عدد المصابين بالحصبة في أوروبا

المصدر :

BBC

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هكذا تحوّل التدخين من عادة صحية إلى قاتل صامت هكذا تحوّل التدخين من عادة صحية إلى قاتل صامت



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 12:48 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 26-9-2020

GMT 11:52 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

تشكيل الوداد لمواجهة النجم الساحلي

GMT 04:35 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

إليكم أفضل الأماكن في لبنان لهواة رياضة ركوب الشواطيء

GMT 12:34 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

موزيلا ستطرح نسخة مدفوعة من فايرفوكس

GMT 01:29 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

10 صنادل مميّزة تكمل أناقة الرجل العصري في 2019

GMT 19:33 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

بايرن ميونخ يفقد أحد أسلحته أمام بريمن

GMT 09:02 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

عراقيل متنوعة تسيطر عليك خلال الشهر

GMT 03:32 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

إطلالات العمل مستوحاة من مريم سعيد

GMT 11:02 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 09:37 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

"بيكيني" إميلي راتاجكوسكي يتسبب في حيرة المعجبين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib