هدم أكثر من 8 مقامات وأضرحة لتطوير الأقصر خلال الـ 4 أعوام الماضية
آخر تحديث GMT 16:23:30
المغرب اليوم -

فيها قرابة 300 مقام وضريح غالبيتها بلا تاريخ وبعضها بلا رفات

هدم أكثر من 8 مقامات وأضرحة لتطوير الأقصر خلال الـ 4 أعوام الماضية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - هدم أكثر من 8 مقامات وأضرحة لتطوير الأقصر خلال الـ 4 أعوام الماضية

هدم أكثر من 8 مقامات وأضرحة لتطوير الأقصر خلال الـ 4 أعوام الماضية
الأقصر ـ محمد العديسي

شهدت مدينة الأقصر خلال الـ 4 أعوام الماضية هدم أكثر من 8 أضرحة ومقامات، منها المقشقش وابن دقيق العيد والديراني وبعيش وكوكو. وذلك بسبب التطوير الذي كانت تشهده المدينة والذي توقف تمامًا بعد ثورة "يناير". ومن المعروف أن محافظة الأقصر تحتوي على ثلث آثار العالم وتعتبر المدينة الأثرية الأولى في العالم،  ولكن الكثيرون يجهلون أنها تعتبر أيضًا من أكثر المحافظات المصرية التي توجد فيها أضرحة ومقامات للأولياء، وبالطبع تنظم فيها عشرات الاحتفالات احتفالا بمولد هؤلاء الأولياء والشيوخ. وبحسب إحصائيات غير رسمية يوجد قرابة 300 ضريح ومقام لشيوخ وعلماء صوفيين تكتظ بهم محافظة الأقصر التاريخية، بحيث لا يخلو نجع صغير في المحافظة من هذا المشهد الصوفي الشهير. ويقول الشيخ جابر عبد الله (في الطريقة الرفاعية): إن الأمر يختلط على الكثيرين، الذين لا يفرقون بين الضريح والمقام، موضحًا أن "الضريح هو المكان الذي دفن فيه الشيخ أو كما يطلق عليه مريديه ومحبيه "الولي"، وعادة ما يتكون الضريح من الخشب ومغطى بالأقمشة الخضراء، التي تحمل آيات من كتاب الله. أما المقام، فهو المكان الذي كان يتعبد فيه الشيخ ويطلق عليه البعض "الخلوة"، وهو عادة ما يكون في الجبال أو المقابر ويبنى على شكل القباب التي كانت تشتهر بها الصعيد وهذه القباب تمثل الفضاء الرحب والسماء الواسعة، التي توحي بالمعاني الروحية، وكذلك تساعد على دخول الهواء النقي في الأماكن التي تخلو من النوافذ. كما أن شكلها المقوس يساعد على تجميع الأصوات أثناء تلاوة الأوراد والمدائح النبوية، وعادة ما ترفرف فوقها الأعلام البيضاء الملطخة بالحناء لسبب غير معروف". ورغم وجود ألاف الأتباع من المنتمين إلى الدعوة السلفية والجماعات الإسلامية والكثير من الجهاديين، إلا أنه لم تصدر منهم أية تهديدات حتى الآن باستهداف هذه الأضرحة، رغم تأكيد بعد قياداتهم في الأقصر أن "هذه الأضرحة، وخصوصًا الموجودة داخل المساجد لا تجوز شرعًا، ولكن هدمها ربما يخلق نوعًا من الفتنة بين المسلمين". ويقول طاهر الجعفري (أحد المنتمين للطريقة الجعفرية، التي أسسها الشيخ صالح الجعفري، أحد كبار الأزهريين): إنهم مستعدون لحماية أضرحة أولياء الله الصالحين والدفاع عنها بالدماء والأرواح. وأضاف "بعض المتشددين يناصبوننا العداء ولا يريدون الكف عن مهاجمتنا ووصف مشايخنا وساداتنا بأوصاف لا تليق، وهو ما يؤكد أنهم لا يفقهون عشق المريد لشيخه". ويقول السلفي أحمد عبد الباسط: إن هناك تربصًا واضحًا في الآونة الأخيرة بالسلفيين من أطراف كثيرة، وهناك حملة منظمة لتشويه الدعوة السلفية وإلصاق التهم المتعلقة بالعنف ورفض الآخر، مشيرًا إلى أن "أبناء الدعوة السلفية في الأقصر لم تصدر عنهم أية أعمال للعنف، ويتعاملون مع الجميع باحترام، طبقًا لما أوصانا به الرسول الكريم". وفي الكرنك، اكتشفت اللجنة المكلفة بإزالة أحد المقامات أن "أسفلها عظام لماعز وخراف". ويؤكد شيخ سلفي، رفض ذكر اسمه، أن "أغلب الأضرحه والمقامات  في الأقصر بلا تاريخ يذكر، بل أن بعض الأضرحة تأكد بشكل قاطع أنها وهمية ولا يوجد بها رفات كما يدعي البعض، وخير دليل على ذلك ما حدث منذ بضعة أعوام في منطقة الكرنك، عندما أراد المجلس الأعلى للآثار حينذاك إزالة أحد المقامات، والتي كان يشاع أن أسفلها رفات 7 أولياء، وكان لابد من إزالته لاستكمال خطة التطوير، وبالفعل نجح المجلس الأعلى للآثار في استصدار قرار بإزالته، لأنه يعيق تطوير الطريق ويشوهه، وفي حضور لجنة مكونة من الآثار والصحة والشرطة تم هدم المقام، ليفاجأ الجميع أن المدفونين فيه ليسوا 7 شيوخ كما كان مشاعًا، وإنما وجدت اللجنة عظام مجموعة من الخراف والماعز، ليكتشف مريدوه أنهم كانوا يتبركون بحيوانات". لعنة الانتخابات تصيب مقام الشيخ كوكو ولم يختلف الوضع في مدينة أسنا (جنوب الأقصر) كثيرًا، فقرار توسعة شارع أحمد عرابي الشهير باسنا يعترضه مقام الشيخ كوكو، الذى يزوره عشرات الآلاف سنويًا من المحبين والمريدين ويفترش ساحته الصغيرة عشرات الباعة والمجاذيب بملابسهم المزركشة الشهيرة، هذا المقام الذي كانت تملأ جدرانه من الخارج  الملصقات الانتخابية للمرشحين لكسب أصوات الصوفيين والمجاذيب وزوار المقام، الذين كانوا يفدون إليه من كل المحافظات يرجع تاريخه إلى أكثر من 200 عام، والذي تم إزالته في نهاية العام الماضي بحضور المئات من أبناء مدينة إسنا، الذين كانوا ينتظرون كرامة لصاحب المقام تنقذه من براثن الهدم وهو ما لم يحدث، بل حدث ما هو أكثر سوءًا للبعض، باكتشاف اللجنة المكلفة بالإزالة أن القبة لم يكن أسفلها شيخ، ولا توجد أية رفات أو أية دلائل تشير لحقيقة هذا المقام الشهير، الذي أكد البعض أنه وهمي. الأمر نفسه حدث أثناء إزالة مقام الشيخ محمد الديراني في قرية الديرفي إسنا، والذي يرجع تاريخه إلى أكثر من 500 عام، وأزيل في توقيت إزالة مقام الشيخ كوكو، مما دعا الأهالي للتندر بأن لعنة الانتخابات أصابت مقامات الأولياء. ويقول المحامي في الأقصر محمد العشاوي والذي كان تقدم ببلاغ إلى المحامي العام ضد محافظ الأقصر الأسبق سمير فرج، يتهمه فيه بـ "مخالفة الشريعة الإسلامية، بإزالة ضريح الشيخ الوحشي والشيخ المقشقش والشيخ كوكو والشيخ الديراني وغيرها من الأضرحة، خلال عملية التطوير، التي شهدتها المحافظة خلال الأعوام الماضية". وأوضح العشاوي أن "إزالة الأضرحة مخالف تمامًا للفتوى، التي صدرت من دار الإفتاء، برقم 275 في 28/6/2009، والتي نصت على أنه لا يجوز إزالة أو نقل أي ضريح حتى وإن كان للمصلحة العامة، حفاظا على حرمة الموتى، وحفاظا على قبور الأولياء والعارفين". وكان مسلسل "شيخ العرب همام"، الذي أذيع منذ 3 أعوام، سببًا رئيسيًا في بحث العشرات عن ضريحه، الذي تؤكد الأبحاث التاريخية أنه موجود في محافظة الأقصر، وهو ما أكده المؤرخ الشيخ أحمد تركي، الذي يحتفظ بأوراق قديمة يؤكد أنها لمعاهدات للصلح تمت بين قبائل عربية بواسطة جده شيخ العرب همام. ويضيف الشيخ أحمد تركي أن "مقام شيخ العرب همام موجود في قرية كيمان المطاعنة في إسنا، مما ينفيه البعض بحجة أن مقام شيخ العرب همام موجود في محافظة قنا، وبالتحديد في مدينة نقاده، وهو ما يؤكد أن الكثير من الأضرحه والمقامات ليس لها تاريخ معروف". أما مقام الشيخ المقشقش، الذي كان يقع على طريق الكباش وكان الضريح الأول الذي تمت إزالته في الأقصر، بعد شد وجذب بين مريديه وبين اللجنة المكلفة بالإزالة، إلى أن تمت إزالته في جنح الليل دون أن يشعر أحد من الأهالي، الذين صدموا من قرار الإزالة، الذي قضى على أحد أشهر الأضرحة في تاريخ الأقصر، والذي كانت تزوره عشرات من السيدات يوميًا طلبًا للشفاء وللتبرك به، وحتى بعد إزالة الضريح وعدم العثور على أي رفات، هناك الكثير من محبي الشيخ المقشقش يذهبون إلى أطلال الضريح المزال لقراءة الفاتحة ونحر الذبائح عند الزفاف أو  ختان الأطفال. والمفاجأة الكبرى، كانت في إجابة أستاذ الأدب الشعبي في جامعة القاهرة الدكتور شمس الدين الحجاجي (أحد أحفاد صاحب المقام الشهير الموجود أعلى جدران معبد سيدي أبو الحجاج الأقصري)، الذي أكد أن "الضريح نقل من مكانه في خمسينيات القرن الماضي، وأنه علينا قراءة روايته الشهيرة "نور الدين"، لنعرف مكان سيدي المقشقش".  

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هدم أكثر من 8 مقامات وأضرحة لتطوير الأقصر خلال الـ 4 أعوام الماضية هدم أكثر من 8 مقامات وأضرحة لتطوير الأقصر خلال الـ 4 أعوام الماضية



GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 07:01 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib